بواطن الأمور
حرب كلامية إعلامية ضروس تدور رحاها بين حزب النور وحزب الحرية والعدالة ورئيسه السابق ورئيس البلاد الحالى بسبب إقالة الرئيس لأحد مستشاريه المنتمى لحزب النور وتقريبا الغالبية لاتعرف السبب الحقيقى للإقالة وهو من المؤكد غير المعلن وتطورت الحرب إلى وصلات ردح وفرش ملاية على الطريقة البلدى والتهديد بكشف الغامض من الأوراق وإظهار بعض من بواطن الأمور
وقد يتبادر إلى الأذهان فى الوهلة الأولى أن هناك إنشقاق حاد بين الفريقين وقد يبدو أيضا أن هذا الخلاف بسبب الخلاف على تقسيم كعكة حكم مصروأصبح من الواضح للعيان أنه كانت هناك الكثير من الإتفاقات قد تمت بين الفريقين خلال الإنتخابات الرئاسية وأن كلاهما كان له مطامع ومآرب خاصة فى هذا البلد ولم يكن يدور بفكرهم أبدا مصلحة الوطن والمواطنين ورفعة شأنهم
وإذا تعمقنا فى هذا الأمر بمنطق العقل وبميزان الأحداث الجارية على الساحة حاليا وبالتغيير الجزئى والكلى فى المواقف المختلفة نجد أنه رغم هذه الحرب المعلنة كلاميا وإعلاميا نجد أنها صورة شكلية خلفها إجتماعات وإتفاقات لتقسيم كعكة البرلمان القادمة مع إعادة تقسيم ماسبق من الكعكة السابقة إن أمكن وأن هناك الكثير من الوعود لحزب النور بنصيب لا بأس به فى الكعكة القادمة لذا فمن المؤكد أنه سيكون هناك تحالف قوى بين الحزبين فى الفترة القادمة حال إجراء الإنتخابات البرلمانية
وهذا يفسر إصرار الحزب الحاكم على إجراء هذه الإنتخابات فى موعدها رغم كل مافى قانونها من عوار ورغم عدم الثقة فى أن الحكومة الحالية لا يمكن أن تجرى فى وجودها أى إنتخابات نزيهة ورغم أن البلد تحترق وتتهاوى والشارع يفور غضبا إلا أن الحزب الحاكم يسابق الزمن من أجل الإستيلاء على البرلمان أيضا بغية تقنين كل موبقاته وأهدافه الغير سوية وأطماعه فى الإستبداد والإنفراد بحكم مصر والتنكيل بشعبها والإستيلاء على مقدرات البلد وثرواته
ولا يهم فى سبيل ذلك أن يجوع الشعب وتمتلئ الشوارع بالمرضى والفقراء وأن تتمزق البلاد وتتحول إلى شرازم وجماعات ممزقة ومهلهلة متقاتلة ومتناحرة خزى وعار مايفعلونه ولكنهم نسوا أن للعباد رب لا يقبل الظلم ولا يحب الظالمين وأن العلى القدير سوف يحفظ مصر من كل سوء وسيرد كيد الطامعين وسينهض الشعب من كبوته ويطأ بأقدامه كل من أراد به سوءا أفلا نامت أعين الجبناء