بواطن الأمور

كتب في : السبت 23 فبراير 2013 بقلم : محمد مجاهد
عدد المشاهدات: 1888

حرب كلامية إعلامية ضروس تدور رحاها بين حزب النور وحزب الحرية والعدالة ورئيسه السابق ورئيس البلاد الحالى بسبب إقالة الرئيس لأحد مستشاريه المنتمى لحزب النور وتقريبا الغالبية لاتعرف السبب الحقيقى للإقالة وهو من المؤكد غير المعلن وتطورت الحرب إلى وصلات ردح وفرش ملاية على الطريقة البلدى والتهديد بكشف الغامض من الأوراق وإظهار بعض من بواطن الأمور

وقد يتبادر إلى الأذهان فى الوهلة الأولى أن هناك إنشقاق حاد بين الفريقين وقد يبدو أيضا أن هذا الخلاف بسبب الخلاف على تقسيم كعكة حكم مصروأصبح من الواضح للعيان أنه كانت هناك الكثير من الإتفاقات قد تمت بين الفريقين خلال الإنتخابات الرئاسية وأن كلاهما كان له مطامع ومآرب خاصة فى هذا البلد ولم يكن يدور بفكرهم أبدا مصلحة الوطن والمواطنين ورفعة شأنهم

وإذا تعمقنا فى هذا الأمر بمنطق العقل وبميزان الأحداث الجارية على الساحة حاليا وبالتغيير الجزئى والكلى فى المواقف المختلفة نجد أنه رغم هذه الحرب المعلنة كلاميا وإعلاميا نجد أنها صورة شكلية خلفها إجتماعات وإتفاقات لتقسيم كعكة البرلمان القادمة مع إعادة تقسيم ماسبق من الكعكة السابقة إن أمكن وأن هناك الكثير من الوعود لحزب النور بنصيب لا بأس به فى الكعكة القادمة لذا فمن المؤكد أنه سيكون هناك تحالف قوى بين الحزبين فى الفترة القادمة حال إجراء الإنتخابات البرلمانية

وهذا يفسر إصرار الحزب الحاكم على إجراء هذه الإنتخابات فى موعدها رغم كل مافى قانونها من عوار ورغم عدم الثقة فى أن الحكومة الحالية لا يمكن أن تجرى فى وجودها أى إنتخابات نزيهة ورغم أن البلد تحترق وتتهاوى والشارع يفور غضبا إلا أن الحزب الحاكم يسابق الزمن من أجل الإستيلاء على البرلمان أيضا بغية تقنين كل موبقاته وأهدافه الغير سوية  وأطماعه فى الإستبداد والإنفراد بحكم مصر والتنكيل بشعبها والإستيلاء على مقدرات البلد وثرواته

ولا يهم فى سبيل ذلك أن يجوع الشعب وتمتلئ الشوارع بالمرضى والفقراء وأن تتمزق البلاد وتتحول إلى شرازم وجماعات ممزقة ومهلهلة متقاتلة ومتناحرة خزى وعار مايفعلونه ولكنهم نسوا أن للعباد رب لا يقبل الظلم ولا يحب الظالمين وأن العلى القدير سوف يحفظ مصر من كل سوء وسيرد كيد الطامعين وسينهض الشعب من كبوته ويطأ بأقدامه كل من أراد به سوءا أفلا نامت أعين الجبناء

بداية الصفحة