كتاب وآراء

'الحكمه ضالة المؤمن'

كتب في : الخميس 23 يناير 2020 - 9:19 صباحاً بقلم : محمد العمامرى

اخى القاريء اختى القارئه إن الإسلام يعلم المسلم ومن ثم المؤمن فى أعلى درجات الإسلام أن يأخذ الحق من أي وعاء خرج ويقبل الصواب أيا كان قائله فالمسلم أو المؤمن طالب هدى باحث عن الصواب رجاع إلى الحق حيث إن القول بأن الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا" نجدها حقيقه يجب التسليم بهاومايؤكد ذلك القول أن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في قبول النصح ممن هو دونه يدل على هذا المعنى ويقويه فكثيرا ماوافق النبى المصطفى عليه افضل الصلاة وأزكى السلام  مشورة أصحابه  فلا ننسى عندخروجه  صلى الله عليه وسلم لملاقاة المشركين خارج المدينة في غزوة أحد وكان رأيه عليه الصلاة وازكى السلام وقتها ألا يخرج إليهم بل يقاتلهم داخل المدينة ولا يمكن أن ننسى أيضا عندما أخذ برأي سلمان الفارسي رضي الله عنه عندما أشار  عليه هذا الأخير فى أمر الخندق وكيف ننسى عندما قبل عليه افضل الصلاة وازكى السلام نصيحة الحباب بن المنذر رضي الله عنه في أهم معركة وهى بدر وغيرها من المواقف الكثيره التى تؤكد هذه المقوله سالفة الذكر أعلاه وهى" أن الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها" ولتعلم اخى المسلم أن الحق لا يعرف بالرجال ولكن الرجال يعرفون بالحق ولا ننسى قوله تعالى عز وجل مخبرا عن بلقيس قبل إسلامها أنها قالت (إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً) فقال الله تعالى تعقيبا على كلامها: (وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) [النمل:34]، فصدقها الله تعالى يوم قالت حقا ولم يرد أو يرفض هذا الحق الذي قالته وذلك لفساد معتقدها وضلالها وكفرها يومئذ فحتى إبليس عليه لعنة الله لما قال حقا رغم أنه كذوب لم يكن كفره  أيضا حائلا لتصديق النبي لكلمة حق قالها هذا الملعون الكذوب واذكركم بحديث سيدنا ابى هريرة فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال "وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةرَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُومِنْ الطَّعَامِ  فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَقَالَ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ" فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ذَاكَ شَيْطَانٌ فقد صدق النبى صلى الله عليه وسلم القول بأن آية الكرسي تحفظ من قرأها ولا يقربه شيطان حتى يصبح وذلك لأن هذه هي الحقيقة بغض النظر عن قائلها ونجد أن بعض الناس عند قبولهم للحق يكون مشروط على قول ذي جاه أو ذي نسب أو ذي مكانة في المجتمع فنجد قوم نوح ينصرفون عن الحق لأن أتباع سيدنا نوح عليه السلام ليسوا من ذوي المكانة والمنزلة  وما يؤكد ذلك قول الله تعالى مخبرا عنهم (فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي} وعلى النقيض عندما نرى أن الإنسان ثقته بنفسه اصبحت كبيرة جداإلى درجةإقحامها في كل قضيةوفي كل حوار لدرجة الجلوس إلى اصحاب التوجهات المنحرفة أو الجلوس لقراءة كتبهم بقصد معرفة ما عندهم وما وصلوا إليه فهذا بعيد عن مفهوم" الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها" لأن مفهوم هذه الكلمه لايعني  مطلقا تجاوز الحق الذي في كتاب الله تعالى عز وجل أو تجاوز سنة رسوله صلى الله عليه وسلم  وما يؤكد هذه الحقيقه  نجده فى قوله  تعالى{وَإذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِـمِينَ} [الأنعام: 68]وقوله تعالى ايضا
  {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إنَّكُمْ إذًا مِّثْلُهُمْ إنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْـمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [النساء: 140] ففي هذه الآية دلالة واضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع سواء من المبتدعة اوالفسقة  واذكركم بقول ابن عباس رضي الله عنهما" لاتجالس أهل الأهواءفإن مجالستهم ممرضة للقلوب فلا تجالسوا أهل الأهواء ولا تحادثوهم فإنى لاآمن أن يغمروكم في ضلالتهم أويلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون وأنصح كل مسلم أنه إذارأي المبتدع
 في طريق فليسلك طريقا غيره فهذا التصرف فيه كل الأمن والأمان "وأختتم قولى بحديث رسول الإنسانيه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام حيث قال" "إن الحلال  بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن إتقى الشبهات فقد إستبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات يوشك أن يقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب." صدق رسول الله عليه افضل الصلاةوازكى السلام.

بداية الصفحة