أخبار عاجلة

تركيا وإسرائيل.. تاريخ من التطبيع والعداء الوهمي

كتب في : الجمعة 25 نوفمبر 2016 بقلم : عصام الخولى

تركيا وإسرائيل.. تاريخ من التطبيع والعداء الوهمي

"العداء الوهمي" هو العنوان المعلن في علاقة إسرائيل وتركيا التي تقيم علاقات وثيقة مع تل أبيب منذ عام 1949 عرفت فترات مدٍّ وجزر، حيث كانت الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين السبب الأكبر وراء التقلبات التي شهدتها العلاقات بينهما، إلى أن جاء اعتراف أسطنبول 28 بدولة الكيان الصهيوني في مارس 1949 بعد أقل من عام على تأسيسها يوم 14 مايو 1948، حيث بنت تركيا علاقاتها مع إسرائيل على أسس المصالح المشتركة واحترام حقوق الإنسان وسيادة الدول.

 

"اليوم الجديد" يرصد السلام الدافئ بين تل أبيب وأسطنبول وإلقاء الضوء على تاريخ الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين، بالرغم من العداء الوهمي الظاهر لكل المتابعين والمراقبين في المشهد السياسي والتي ترجمتها مؤخرًا تركيا بإرسال، امس، طائرة إطفاء كبيرة لإخماد حرائق الضفة الغربية المحتلة.

 

تركيا تخمد نيران تل أبيب

 

رحّبت امس، الحكومة الإسرائيلية، بعرض السلطات التركية بإرسال طائرة إطفاء كبيرة من أجل المساعدة في إخماد الحرائق التي اندلعت في أرجاء واسعة من إسرائيل وامتدت إلى مستوطناتها في الضفة الغربية المحتلة، حيث أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إنه يثمّن هذا العرض والمساعدة التي تقدمها الحكومة التركية، لتنضم تركيا إلى قائمة الدول التي المساعدة لإسرائيل والتي شملت اليونان، إيطاليا، كرواتيا، روسيا، وقبرص.

 

إسرائيل وتركيا.. تعاون مشترك

 

بدأت تركيا فعالياتها الدبلوماسية في إسرائيل يوم 7 يناير 1950، مع تعيين أول رئيس للبعثة الدبلوماسية في الممثلية التركية بتل أبيب، وتوترت العلاقات بين تركيا وإسرائيل إثر انتقاد الأخيرة حلف بغداد الذي تأسس بين تركيا والعراق وإيران وباكستان وبريطانيا عام 1955، بدعوى أنه سيزيد من "الاعتداءات العربية" عليها.

 

أنقرة وتل أبيب والتطبيع الرسمي

 

بعد 6 سنوات من الانقطاع عن إحياء الآمال لتعزيز التعاون بين البلدين أثمرت الجهود المبذولة بغية إصلاح العلاقات التركية الإسرائيلية في عقد اتفاق نص على التفاهم بشان تطبيع العلاقات الثنائية بين اسطنبول وتل أبيب، معلنًا أن المرحلة الأولى من التطبيع بدأت عقب التوقيع على نص التفاهم من قبل مستشار وزارة الخارجية التركية ونظيره الإسرائيلي، والتي شملت بنودها تفعيل السفارات وإعادة السفراء لدى الدولتين سيتم حال مصادقة الطرفين على التفاهم، على أن يتولى البرلمان التركي عملية المصادقة، في المقابل تقوم الوزارات المعنية في تل أبيب بالمصادقة لدى الجانب الإسرائيلي، كما تضمن التطبيع التركي الإسرائيلي في ذلك الوقت استكمال مؤسسة الإسكان التركية مشاريعها في غزة، وتسريع إنشاء المنطقة الصناعية في منطقة جنين.

 

وزير إسرائيلي في تركيا

 

في زيارة معلنة والأولى من نوعها لأسطنبول منذ 2010، وصل يوفال شتاينتز، وزير الطاقة الإسرائيلي، لإجراء محادثات مع نظيره التركي، حيث تعتبر الزيارة نقطة تحول في العلاقات بين البلدين والتي اتفق فيها الطرفين على تعزيز التعاون وناقشا إمكانية بناء خط أنابيب غاز طبيعي من إسرائيل إلى تركيا.

 

مشروع خط الأنابيب

 

بعد عثور إسرائيل على حقل غني بالغاز الطبيعي في 2009، لاحت في الأفق أحلام نقله من حقول بحرية مثل حقلي ليفياثان وتامار، فيما اكتشفت إسرائيل حتى الآن نحو 900 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وتنقب بغية إمكانية العثور على 2200 مليار متر مكعب، حيث تعزز إسرائيل علاقات تعاون إقليمية مع مصر والأردن وقبرص واليونان، لكنها ترى أن تركيا شريكة مهمة محتملة.

 

نقطة الانهيار بين الحليفين

 

كانت حادثة سفينة "مافي مرمرة" 31 مايو 2010 أهم الأحداث التي أضعفت العلاقة بين البلدين، حيث هاجمت القوات الإسرائيلية أسطول الحرية الذي كان يحمل مساعدات إنسانية بغرض كسر الحصار المفروض على غزة، وأدى الهجوم الذي حدث في المياه الدولية إلى مقتل تسعة ناشطين أتراك كانوا على متن السفينة، كما توفي في وقت لاحق جريح تركي كانت إصابته خطيرة.

 

استدعت تركيا سفيرها من تل أبيب، وطالبت إسرائيل بالاعتذار فورًا عن الهجوم، ودفع تعويضات لعائلات ضحاياه، ورفع الحصار المفروض على غزة، ومع عدم اتخاذ إسرائيل أي خطوات في هذا الاتجاه، خفضت تركيا علاقاتها مع إسرائيل إلى المستوى الأدنى، وخفضت التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى القائم بالأعمال، وعلقت جميع الاتفاقات العسكرية.

 

في مارس 2013، قدّم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان اعتذارًا باسم إسرائيل بخصوص قتلى ومصابي مافي مرمرة، وقبل أردوغان الاعتذار باسم الشعب التركي، فيما أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم توصل الطرفين الإسرائيلي والتركي في العاصمة الإيطالية روما إلى تفاهم حول تطبيع العلاقات بينهما.

 

وفي مطلع يوليو 2016، أرسلت تركيا سفينة تحمل 11 ألف طن من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في إطار تخفيف الحصار عن القطاع وتحسين ظروف المعيشة فيه، وخلال سبتمبر 2016، أرسلت إسرائيل مبلغ 20 مليون دولار إلى تركيا لدفعها لأسر ضحايا حادثة سفينة مافي مرمرة، وفقا لنص الاتفاق الذي أقره البرلمان التركي يوم 20 أغسطس 2016.

وضمن بنود اتفاق المصالحة وتطبيع العلاقات بين الجانبين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إيمانويل نخشون في نوفمبر 2016 إن بلاده سمت إيتان نائيه سفيرا جديدا لها في تركيا، وأما تركيا فعينت مستشار الشؤون الخارجية لرئاسة الوزراء كمال أوكم سفيرا لها في إسرائيل، وقال أردوغان "قررنا تعيين كمال أوكم سفيرا لنا في إسرائيل، كما عينوا هم سفيرا لهم في تركيا.

بداية الصفحة