تقول الجمعية الفلكية بجدة: لقد كان كوكب المريخ يزين سماء المساء معظم عام 2021 لكن في شهر أكتوبر، اختفى الكوكب الأحمر من السماء لبعض الوقت بسبب اقترانه الشمسي - عندما كان خلف الشمس مباشرة كما يُرى من الأرض، الآن عاد الكوكب الأحمر إلى سمائنا كنقطة حمراء خافته منخفضة في الافق الشرقي قبل شروق الشمس وسيبقى غير واضح طوال الأشهر الأولى من عام 2022.

ولفهم سبب اختلاف سطوع المريخ كثيرًا في سماء الأرض، تؤكد الجمعية الفلكية أنه يجب أن ندرك أن المريخ ليس كوكبا كبيرًا جدًا حيث يبلغ قطره 6,790 كيلومتر فقط ، مما يجعله يزيد قليلاً عن نصف حجم الأرض ( 12,750 كيلومترا من حيث القطر).

وضع في اعتبارك ان كوكب المريخ على عكس كوكب المشتري أكبر كوكب في نظامنا الشمسي حيث يبلغ قطر كوكب المشتري 140 ألف كيلومتر، يمكن اصطفاف أكثر من 20 كوكبًا بحجم كوكب المريخ جنبًا إلى جنب أمام كوكب المشتري، لذلك يبدو كوكب المشتري دائمًا ساطعًا ، لأنه كبير جدًا، لكن الحال ليس كذلك بالنسبة للمريخ الصغير الذي يرتبط سطوعه الشديد بقربه أو بعده من الأرض.

ويدور المريخ حول الشمس خارج مدار الأرض، حيث تتغير المسافات بين الأرض والمريخ عندما يدور الكوكبان حول الشمس.د، ففي بعض الأحيان تكون الأرض والمريخ على نفس الجانب من النظام الشمسي وقريبان من بعضهما البعض، في بعض الأحيان ، كما كان الحال في معظم عام 2021 ، كان المريخ والأرض على جانبين متقابلين تقريبًا من الشمس من بعضهما البعض ، وبالتالي ظهر المريخ خافتا.

إن السبب في أن الكوكب الأحمر ساطع في بعض الأحيان، لأن الأرض تستغرق عامًا لتدور حول الشمس مرة واحدة، يستغرق المريخ حوالي عامين للدوران مرة واحدة، يحدث تقابل المريخ - عندما تمر الأرض بين المريخ والشمس - كل عامين و 50 يومًا.

لذا فإن سطوع المريخ يتضاءل ويزداد في السماء كل عامين تقريبًا، لكن هذه ليست الدورة الوحيدة للمريخ التي تؤثر على سطوعه، فهناك أيضًا دورة مدتها 15 عامًا من حالات التقابل الساطعة والخافتة.

إن موعد تقابل المريخ القادم حيث سيظهر فيها الكوكب في ذروة لمعانه خلال فترة السنتين في السماء سيكون في النصف الثاني هذا العام 2022.