ثقافه وفنون

حين كانت امتحانات الثانوي بلا مراوح تهوية.. قصة التكييف والمناخ في المدارس

كتب في : السبت 11 يوليو 2020 - 12:22 صباحاً بقلم : ليلى عصام فريد

كان المنديل القطني من أساسيات الزي لطلاب ومعلمي الثانوية العامة في مصر قديمًا، سواء المنديل الذي كان يوضع على الطربوش لتخفيف حدة حرارة الجو، واتقاء ضربات الشمس المميتة التي كانت تسقط ضحايا في الصعيد، أو المنديل الذي تكون أهميته امتصاص العرق وحرارة الجو المرتفعة في ظل مدارس تجرى فيها الامتحانات بلا مراوح هوائية.

 

ورغم اختراع المروحة الكهربائية نوع شفرتين في نهايات القرن التاسع عشر إلا أن مدارس مصر لم تكن دخلت بها المراوح لعدم وجود مراوح سقف يتم تثبيتها لتوزيع الهواء، فلم تشهد مدارس مصر وجود مراوح هوائية وخاصة في امتحانات الثانوي العام إلا بعد سبعينات القرن الماضي بعد شيوع الكهرباء في كافة القرى والنجوع ،لتكون من أساسيات المدارس وخاصة في مدارس الصعيد بسبب درجة الحرارة المرتفعة.

 

ويؤكد المؤرخون أن المخترع سكايلر سكاتس ويلر  توصل لاختراع المروحة الهوائية الكهربائية لتحمل البشر حرارة الجو المرتفعة أثناء الصيف وكان الاختراع عبارة عن شفرتين فقط يتحركان، وأثناء الحرب العالمية الأولى  (1914-1918م)، تطورت المروحة الهوائية لأربع شفرات، حتى توصلت البشرية لاختراع مروحة تثبت في السقف، حيث مثل هذا الابتكار علامة فارقة في دخول المراوح للمنازل والمؤسسات الحكومية ومنها المدارس فيما بعد.

 

في هذا الوقت لم تكن في مصر غير مرواح قماشية تدفع الهواء للوجه من خلال تحريكها، تستخدمها الطالبات في الغالب، أما طلاب المدرسة الثانوية بنين بأسيوط من خلال مجلتهم التي تنشرها "بوابة الأهرام" طالبوا في أربعينيات القرن الماضي، بصنع غابات اصطناعية على غرار الغابة الشجرية في محافظة قنا، مؤكدين أن الغابة قادرة على تلطيف حرارة الجو المرتفعة وبالأخص في محافظات الصعيد، فيما تناول الطالب وصفي كامل غبور الصف الخامس شعبة العلوم، اختراع التكييف الذي يعمل في المصانع فقط لتخفيف حدة حرارة الجو المرتفعة.

 

كانت مدرسة ثانوية بنين أسيوط من أقدم مدارس الصعيد كافة وقد أنشأت في عشرينيات القرن الماضي لتعليم أبناء الصعيد ، ولم يكن بها مراوح تهوية شأنها شأن كافة المدارس الثانوية في مصر ،ويقول محمد أبو الأسعاد في كتابه سياسة التعليم في مصر إن مرحلة التعليم الثانوي مرت بعدة مراحل كما وضعت وزارة المعارف عام 1906م خطة للتوسع في إنشاء المدارس الثانوية فتضاعف العدد من 3 مدارس ثانوي فقط في كافة عموم مصر إلي نحو 6 مدارس منها مدرسة العباسية بالإسكندرية 1910م ومدرسة طنطا سنة 1910م والمدرسة السعيدية عام 1906م مؤكداً أنه فيما بعد زادت المدارس الثانوية.

 

كيف نشأ التكييف؟ وكيف طالب وصفي غبور بالتوسع في اختراعات للقضاء على حرارة الجو المرتفعة؟ يؤكد غبور أن التكييف ظهر في مصانع النسيج وذلك من أجل الرطوبة في الصناعة، إلا أنه في عام 1911م توصل كاريير لنظريته المعروفة باسم النظرية السيكرومترية، حيث تم التوصل لخواص الهواء الحرارية في سكونه وحركته وعلاقته بالجفاف والرطوبة، وقد اقتصر استعمال التكييف على الصناعات حتى عام 1925م.

 

لم يكتمل نجاح التكييف ولم يدخل في المباني والمنشآت إلا في عام 1934م كما يؤكد الطالب وصفي غبور في مقاله النادر، مؤكدًا أن التكييف يعتمد على إدخال الهواء الخارجي اللازم للتهوية مع الهواء العائد من الغرفة المراد تهويتها إلى مكان يعرف بحجرة خلط الهواء، مؤكدًا أن تكييف الهواء يعتمد على أحكم معينة منها درجة الحرارة ودرجة الرطوبة ونقاء الهواء وتوزيع الهواء وحركته.

 

وينهي غبور مقالته بأن الخيال سيذهب بنا بعيدًا في المستقبل، فقد يمكن في المستقبل أن يستخدم التكييف لتمرير الهواء الساخن في المنطق القطبية الشمالية والجنوبية لتكون صالحة لعيش الإنسان بها، وكذلك يمكن استخدامه في المناطق الاستوائية فالغاية من التكييف هو إتمام تحكم الإنسان في الجو والمناخ الذي يحيط به.

بداية الصفحة