كتاب وآراء

جريمه التطاول على رسول الله

كتب في : السبت 19 فبراير 2022 - 2:04 مساءً بقلم : أيمن عبد اللطبف

 

• الإساءات ضد رسل الله وأنبيائه سنة جارية على مر الزمن.
• العداء بين قُوى الشر والطُّغيان، وبين رسل الله الدُّعاة إلى الخير والحقِّ والعدل سُنَّة جارية على كل الأنبياء, قال تعالى:
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام/112].
{يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [يس/30].
• الإساءات ضد النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن والإسلام نبوءة قرآنية، قال تعالى:
{وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [آل عمران/186].
• ولقد تعهد الله بنصرة نبيه صلى الله عليه وسلم ورعايته، ودفع كل إساءة أو افتراء عنه صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [المائدة/67]، {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر/95:94]. 

ويسأل بعض الناس: ما معنى أن الله عصم نبيه من الإساءات، وكفاه المستهزئين، والإساءات تتكرر ضد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كالرسوم المسيئة والفيلم المسيء ؟ 

• والجواب: أن معنى أن الله يعصم نبيه من الناس وأن الله كفاه المستهزئين معناه أن إساءاتهم وافتراءاتهم باطلة المفعول لا تؤثر على النبي ولا على دعوته ورسالته. 

فلا تتحقق مقاصدهم، بل تتأتى النتائج بعكس ما خططوا له، حيث تُلْفِت هذه الافتراءات الانتباه، وتثير حب التعرف على هذه الشخصية فإذا بهم يحسنون من حيث أرادوا أن يُسيئوا، وإذا بهم يقفون على الحقيقة عندما يطلعون على عظيم خلقه ورحمته ورأفته صلى الله عليه وسلم، مما يدفعهم إلى لإيمان به أو على الأقل احترامه وتقديره. 

• متى بدأ الهجوم على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
• منذ اللحظة الأولى التي أمر الله فيها النبي صلى الله عليه وسلم أن يصدع (يجهر ويعلن) بالدعوة: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الحجر/94].
• فجمع النبي صلى الله عليه وسلم قومه ودعاهم إلى الإسلام وهو فيهم الصادق الأمين الذي يودعون عنده أماناتهم ويحتكمون إليه في أشد خلافاتهم، فلما دعاهم انقلبوا في وجهه.
• عن ابن عباس قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم الصفا؛ فقال: يا صباحاه فاجتمعت إليه قريش، فقالوا له: ما لك قال: أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أما كنتم تصدقون، قالوا: بلى قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب: تبًا لك ألهذا دعوتنا جميعًا، فأنزل الله عز وجل: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} [المسد/5:1] (رواه البخاري).
• ومنذ هذه اللحظة والهجوم والافتراء والإساءة تتوالى على رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

والسؤال: كيف نواجه هذه الإساءات؟
إنهم يحاولون استفزاز المسلمين وإيقاعَهم في الفتنة، والوقيعة بين المسلمين والمسيحيين، وحين يخرج المسلمون في مظاهرات وأفعال تدميرية، يفرح الخصوم والمدبِّرون؛ لأنهم هكذا تحقق غرضهم، ونفذ كيدُهم ومكرُهم، وظهر المسلمون - كما أراد أعداؤهم - بمظهر من لا يحسن إلَّا لغةً واحدةً، هي لغة العنف والإرهاب والتدمير، ولا شأن لهم بلغة الحضارة من البيان والحوار ومقارعة الحجَّة بالحجة، واللجوء إلى القانون.
فالفكر يُعالَج بالفكر، وليس بالقتل والتدمير.
ولذلك نحن على قدْر ما نستنكر الإساءةَ إلى سيدِنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقدْرِ ما نستنكر ردَّ الفعل المندفع المتهوِّر الذي يُضيع حقَّنا، ويُحوِّلُنا من أصحاب حقٍّ إلى مُدانين مُخطِئينَ، وتُرفَع ضدَّنا القضايا، وتسوء العلاقات. 

والسؤال لا يزال مطروحًا: إذن: كيف نواجه ونردُّ هذه الإساءات؟
• لنا أسوةٌ في هَدْيِ القرآن حين كانت تُوجَّه الإساءات إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فبماذا أمرَه ربُّه؟ تسجل آيات القرآن بوضوح ودقة الافتراءات والإساءات ضد رسول الله صلى اللهافتت هيئة الفتوى في وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية بأنه على القاضي وجوبا أن يستتيب المتهم في التطاول على الذات الالهية أو الرسول إذا كان المتهم مسلما، منوها بأن الفقهاء اختلفوا في استتابة المرتد بسب النبي، فقال الحنفية بقبول استتابته كذلك الحنابلة، بينما قال المذهب المالكي لا يستتاب الا ان يكون كافرا فيسلم

بداية الصفحة