أخبار عاجلة

الباحث الأمريكي يصف نجل الملك سلمان بـ'جمال مبارك' السعودية

كتب في : الخميس 23 يونيو 2016 بقلم : نادر مجاهد

يوصف الباحث الأمريكي لدى منظمة مجلس العلاقات الخارجية "ستيفن كوك"، بروز نجم الأمير محمد بن سلمان بشدة في السعودية، وصعود اسمه كوريث محتمل للحكم في ظل تقارير عديدة حول الحالة الصحية لولي العهد محمد بن نايف، ووالده الملك سلمان، والذي يدعم صعوده السياسي الحالي، كما يعقد مقارنة بين صعود ابن سلمان، وصعود جمال مبارك في السنوات العشر الأخيرة من حكم حسني مبارك في مصر، وما إذا كانت تلك المقارنة تستحق وضعها في الاعتبار أم لا.
 
وأثارت زيارة محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، إلى واشنطن الأسبوع الماضي الكثير من التساؤلات المعتادة حول ما يحدث في بلاده. أهم تلك الأسئلة هي: هل البلاد مستقرة في الوقت الحالي؟ وهل ولي العهد محمد بن نايف في صحة جيدة؟ وهل تفوق ابن سلمان –نجل الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود- على ولي العهد؟
 
وأضاف ربما لا يعرف أحد إجابة هذه الأسئلة بدقة، إلا أن المراقبين والمحلليين للوضع السعودي يواصلون محاولاتهم للإجابة عن تلك الأسئلة. يشبّه الكاتب الوضع الحالي بأنه أصعب من وضع الاتحاد السوفيتي أثناء الحرب الباردة، حيث كان المحللون يحاولون استنتاج ما يجري خلف أسوار الكرملين، من خلال الصور والمقاطع المصورة التي يظهر فيها من يبدو أقرب من الزعيم السوفيتي في المناسبات العامة، ومن الذي يبتسم من بينهم.
 
مستطردا، في حالة السياسة السعودية، تختلف طبيعة التكهنات قليلًا، حيث يتحدد الأمر بناءً على ما يشي به حاشية أحد الأمراء أو المسئولين للغرب. وعندما يتعلق الأمر بمحمد بن سلمان البالغ من العمر ثلاثين عامًا فقط، يدور الكثير من الحديث حول مقدار السلطة التي حصل عليها في هذا السن، وخلال فترة قصيرة من الزمن، حيث يتولى ابن سلمان الكثير من المناصب المهمة والبارزة، ومن بينها وزير الدفاع والطيران، ورئيس الديوان الملكي، ورئيس مجلس الشئون الاقتصادية والتنمية.
 
وتابع الباحث الأمريكى، بالنظر إلى تلك المناصب أن محمد بن سلمان يبدو المرشح الأفضل لخلافة والده، وليس ولي العهد، وأنه يُذكّره بنموذج جمال مبارك، الابن الأصغر للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك. وعلى الرغم من الاختلاف الكبير في نشأة وخلفية جمال مبارك ومحمد بن سلمان، وبينما فشل مبارك في نهاية المطاف في إيصال نجله إلى مقعد الرئاسة، في الوقت الذي كان فيه جمال الاسم الأبرز في الحزب الوطني، يبدو أن الملك سلمان يملك الموارد الكافية لتحويل نجله إلى خليفته في الحكم.
 
يضيف التقرير أن هناك الكثير من التشابهات التي ربما تجعل تلك المقاربة مثيرةً، فكل من محمد بن سلمان وجمال مبارك هو بمثابة الابن المفضل لأبيه، وكلاهما بلا خبرة سياسية سبقت بروزهما السياسي، وتقلدهما تلك المناصب الكبرى، والنقطة الأهم هي أن محمد بن سلمان، تمامًا كسابقه جمال مبارك، يُعَولُ عليه لتحقيق نقلة جديدة لبلاده، وكلاهما قدم نموذجًا لرؤية مستقبلية لبلاده.
وبحسب تقرير منظمة مجلس العلاقات الخارجية، تتشابه خطة ابن سلمان في أهدافها، بل وفي مضمونها أيضًا مع خطة جمال مبارك التي جاءت لوضع فكر وأولويات جديدة للبلاد. ففي الوقت الذي يركز فيه الكثير من المحللين على تفاصيل «رؤية 2030»، يبدو من الواضح بشدة أن هدف ابن سلمان الأكبر هو جعل السعودية مركزًا عالميًّا للاستثمار والتجارة. ومثل ما عرضه جمال مبارك في مصر عام 2004، يسعى محمد بن سلمان لإعادة هيكلة الطريقة التي تدار بها الأمور في الرياض، وهو ما سيمثل إضافةً كبرى، حيث يرى الكاتب عملية صناع القرار في السعودية ربما تحتاج لإعادة نظر، على الرغم من أنها نجحت في تحقيق الاستقرار لفترات طويلة.
يُذكّر الكاتب هنا أيضًا بوضع جمال مبارك، والذي بدا من المؤكد أنه سيخلف والده في حكم مصر، مع كونه الأكثر نفوذًا على الساحة السياسية خلال العقد الأخير من حكم أبيه، وهو الأمر ذاته بالنسبة لمحمد بن سلمان، والذي يبدو أقرب لأن يكون ملك السعودية القادم من ابن عمه، ولي العهد السعودي، إلا أنه لا يجب التسليم بهذا السيناريو استشهادًا بما حدث في مصر، حيث لم يصل جمال مبارك أو عمر سليمان –المرشحان الأبرز للحكم- إلى كرسي الرئاسة بعد سقوط نظام مبارك في 2011.
 
ربما لم يتخيل أحد أن يكون خليفة مبارك من الإخوان المسلمين، إلا أن الكاتب يرى أن السياسات المقترحة لجمال مبارك ربما كانت سببًا في حالة عدم الاستقرار في المجتمع المصري، وللنظام القائم. وبخلاف ما حدث في مصر، لا يملك المنافسون في السعودية القدرة على إطاحة الملك سلمان وابنه من الحكم، إلا أن ما يملكونه هو محاولة تقويض وإفشال الخطة التي قدمها محمد بن سلمان في محاولة لتقليل فرصه، وفي هذه الحالة، سيعني ذلك المزيد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، والتي ستضاف إلى التطورات السياسية المضطربة بالفعل

بداية الصفحة