أخبار عاجلة

السوريون في مصر قنابل موقوتة تستهدف المصالح الروسية

كتب في : الأربعاء 21 ديسمبر 2016 - 12:07 صباحاً بقلم : جمال مبروك محمد

سر البيان الذي حذفته الخارجية بعد دقائق من نشره عن «اغتيال السفير الروسي»

 

- أستاذ بالبحوث الجنائية: السوريون موضعون تحت أعين الأجهزة الأمنية طوال الوقت

 

- الدمرداش: الأجهزة الأمنية عارفة «أصل وفصل» كل سوري موجود في مصر

 

منذ 6 سنوات جاء مئات الآلاف من السوريين إلى مصر محملين بهموم ومخاوف، بعضهم تركها على أعتاب القاهرة ومضى في عملٍ آخر وحياة جديدة مختلفة عن تلك التي كان يعيشها قبل اندلاع الثورة السورية، والبعض الآخر ظلت الأحلام والكوابيس تُطارده في منامه ولم يستطع التأقلم مع الوضع الجديد.

 

500 ألف سوري، هو عدد أولئك الهاربين من جحيم الحرب في بلادهم واللاجئين إلى مصر، الكثير منهم فضل العمل والإنتاج فكان ترسًا في الاقتصاد المصري، والبعض لازال ينظر إلى الأزمة السورية من منظور مختلف، فجاء اغتيال السفير الروسي في أنقرة ليُزيل الستار عن توجه هؤلاء خلال الفترة القادمة.

 

وتتخوف مصر من تحول البراكين الخامدة إلى ثائرة بعدما نزع أحد الأتراك فتيلها باغتيال السفير الروسي في بلاده، وهو ما دعا مصر إلى إصدار تعليمات بتشديد الأمن حول السفارة الروسية، فماذا عن الروس والمصالح الروسية والشركات العاملة في مصر؟!

 

 

الخارجية تُصدر بيانًا بخصوص الحادث وتتراجع عنه بعد لحظات !

أمس، أصدرت الخارجية المصرية بيانًا بخصوص حادث الاغتيال، تراجعت عنه بعد لحظات من إرساله لتستبدله بآخر، قالت الخارجية، إنها تدعو الدول للالتزام بأحكام ومقررات اتفاقية فينا للعلاقات الدبلوماسية لعام ١٩٦١، والتى تفرض التزامات واضحة بضرورة توفير الحماية للبعثات الدبلوماسية الأجنبية وجميع أعضائها.

 

وأضافت: التزامات فيينا تزداد أهمية احترامها في الوقت الحالي عن أي وقتٍ آخر مع تزايد انتشار ظاهرة الإرهاب، ورغبة التنظيمات الإرهابية ومن يدعمها في التأثير على المواقف السياسة للدول لتحقيق أغراض وأهداف شيطانية تستهدف استقرار الشعوب وسلامتها.

 

تراجع وزارة الخارجية عن إضافة الفقرتين السابقتين في بيان الإدانة، يُشير بوضوح إلى رغبتها في الابتعاد عن الصدام مع تركيا خصوصًا في جملة «ورغبة التنظيمات الإرهابية ومن يدعمها في التأثير على المواقف السياسة»، فتلك الجملة تشير بوضوح إلى تركيا التي تدعم المعارضة السورية والتي هُزمت مؤخرًا في حلب، كما يورط هذا البيان مصر في أنها أصبحت مضطرة لتوفير حماية للقنصليات والبعثات الدبلوماسية أكبر بكثير وبالتالي تكلفة أعلى.

 

 

قناوي: السوريين في مصر موضوعين تحت أعين الأجهزة الأمنية ولا يمثلون خطورة على المصالح الروسية

وفيما تتشابك المصالح الروسية التركية، يبقى الموقف المصري حذرًا في التقرب من تركيا أو انتقادها، خصوصًا وأن علاقة القاهرة بموسكو حاليًا في أفضل أحوالها، وهو ما انعكس على عدة ملفات خارجية هامة وحيوية بالنسبة لمصر كعلاقتها بدول الخليج، ووسط كل هذا الزحام فإن اللاجئين السوريين في مصر يظلون عامل قلق للمصالح الروسية.

 

وفي السياق السابق، قال الدكتور فتحي قناوي، أستاذ الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، إن السوريين الموجودين حاليًا في مصر موضوعين تحت أعين الأجهزة الأمنية وتحركاتهم مرصودة وذلك خوفًا من تحركات قد تكون مضرة للدولة، لافتًا إلى أن «هناك العديد منهم من يحمل تأشيرة دخول لمصر، وهؤلاء وضعهم طبيعي وبالتالي لا يمثلون خطورة تذكر على المصالح الروسية».

 

وأوضح قناوي في تصريح لـ «اليوم الجديد»، أن هناك المئات من السوريين في مدينة نصر و6 أكتوبر، قاموا بإنشاء محلات وأصبحوا كالمواطنين العاديين وأصبحوا عامل مؤثر في الاقتصاد المصري، لافتًا إلى أن دوافع ارتكاب الجرائم غير موجودة عنهم، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن تكون نسبة الأمان 100 %، ففي كل الأحوال يجب اتخاذ الاحتياطات والتدابير.

 

 

الدمرداش: الأجهزة الأمنية عارفة «أصل وفصل» كل سوري موجود في مصر ويجب تشديد تأمين البعثات

الدكتور شريف الدمرداش، المحلل السياسي، يؤكد أن معظم المصريين «مضحوك عليهم»، لأن الأغلبية العظمى من السوريين لا تعارض بشار، مؤكدًا أن السوريين الموجودين في مصر لا يحملون موقف عدائي ضد روسيا، غير أنه أكد أيضًا أنه لابد من زيادة التأمينات على البعثات الدبلوماسية والروسية على وجه التحديد.

 

وأوضح الدمرداش في تصريح لـ «اليوم الجديد»، أن مصر لا تسمح بأي شخص يدخل أراضيها، والموجودين حاليًا في مصر «ناس مش بتوع مشاكل»، خصوصًا وأن الأجهزة الأمنية تعرف أصلهم وفصلهم، على حد وصفه، معتبرًا أن الاستخبارات الأمريكية تقف وراء اغتيال السفير الروسي، لأن هناك شهر عسل بين روسيا وتركيا حاليًا وهناك اتفاق في وجهات النظر بخصوص الملف السوري.

 

وتشهد الأيام القادمة تحولاً دراماتيكيًا في الأحداث من المتوقع أن ينال المشهد السوري جزءً كبيرًا منه، وهو ما ألقى بظلاله على الأرض، حيث تتشابك مصالح بعض الدول، في الوقت الذي تتنافر فيه مصالحها مع دول أخرى، وأصبحت المنطقة العربية ملتهبة إلى الدرجة التي قد تصل إلى حد الانفجار.

بداية الصفحة