الأدب

يوميات فتاة تتحدث بالشوكة والسكينة

كتب في : الثلاثاء 16 نوفمبر 2021 - 12:58 صباحاً بقلم : حنان فاروق العجمي

استيقظتُ بمنتصف الليل

لم يغمض لي جفن

شيء ما دفعني لرؤية الرسائل

بَكَت عيني من شدة هولها

أرسل رسالة واحدة فقط بصيغة الأمر

"ضعي الفلوس في حسابي

سيأتي السائق لإيصالك للبنك"

أيقنتُ آنذاك أنها النهاية بعد تركه البيت

وأفعاله غير المبررة وافتعاله الشجار

وعدم إنفاقه على البيت شهرين أو أكثر

دارت برأسي الأسئلة كالرحى تطحن البذور

نعم تذكرت كل شعور داخلي أحسست به

نعم تذكرت الألم المميت

أدركت وقتها أنها حافة الهاوية

تذكرت ُ غرفتي تدور وتدور

وأنا بداخلها أصرخ وأصرخ

بدون صوت وكأنه الجاثوم على صدري

احتضنني ولن يتركني أبدًا

لم يٰعُد يبالي خلع رداء الضمير

انتابني ذلك الصقيع توغل بجسدي

قشعريرة لم أشعر بها من قبل

أشد قسوة حتى من مرض ابنتي

لماذا تٰلٰبسته تلك الشياطين؟

ماذا فعلت ؟

أهذا جزاء تضحيتي وتحملي حياته الكئيبة؟

لم يعرف يومًا معنى البيت

والمسئولية والأولاد

رمى كل شيء على عاتقي

كنت أظن أنه يعمل لي ألف حساب

ويحترمني ويخاف عليّٰ

،حتى لو كان متجمد المشاعر،

حتى لو كان يأتي البيت كضيف

التمست له العذر دومًا

وقلت إنه ضغط العمل

الذي جعله ينشغل عن زوجته وبيته

وقد استطاع إقناعي

بأن الجميع يعيش هكذا .... لم أتوقع الغدر

تحول لمخلوق آخر لا يمت للإنسانية بصلة

لا ليست ككل الحروب

إنها حرب من نوعٍ جديد

انهمرت دموعي انهمار النهر الجارف

إلى أين وإلى مَنْ اللجوء؟

هاجس برأسي يقول أنه مُقدم على فعل أمرٍ جَلَل

استشعرت خيانة العِشرة وسعيه للفرار

والتهرُّب من المسئولية

كلماته وحديثه السابق وتغيره المفاجئ

كلها تُوحي بارتدائه ثوب الخِسّٰةِ والندالة

العصبية التي انتابتهُ وتٰغٰيُّر مزاجه المصحوب بعدم اكتراثه بي أو بشعوري

تركه لي مع ابنتي المريضة بالمشفى رغم خطورة حالتها وحججه الواهية بعدم استطاعته ترك العمل لطبيعة عمله الحساسة ومكانه ومنصبه الهلامي

تذكرتُ كل ذلك بلحظة واحدة وكأني أعيشه من جديد والمشاهد أمام عيني

لا أَكادُ أصدق أفعاله ...تمنيت وقتها ورجوتُ الله أن يكون كل ذلك كابوس

أقنعت نفسي بعودة عقله أدراجه وأنه سيعود للبيت ...لم أٰكُن أتصَوَّر يوماً أن يبيع سنوات من عمره وعمري هكذا

يرميها وكأنها حفنة من التراب

كل تلك المشاعر القاتلة صاحبتني بهذه الليلة الكئيبة ولكني أكملت قراءة الرسائل

توقفت بطلة الحكاية عن الكلام لتمسح دموعها ثم تكمل قراءة الرسائل المحتفظة بها على هاتفها في غرفتها المظلمة

إذا أردت أن تعرف عزيزي القارئ ماذا حدث مع بطلة حكايتنا انتظرني مع حكاية جديدة

من حكايات فتاة تتحدث بالشوكة والسكينة

 

بداية الصفحة