كتاب وآراء

الجزائري عبد القادر مشاوي يصرح : أدعو الحكومات العربية إلى دعم الأدب الذي يعمل على غرس الروح الوطنية في الشباب لمواجهة مد العولمة

كتب في : السبت 12 ديسمبر 2020 - 11:48 مساءً بقلم : خولة خمرى / الجزائر

إن القارئ لرواية الكاتب المبدع عبد القادر مشاوي غراب على غصن الزيتون يجد نفسه أمام رواية تتحدث عن تأريخ لأحداث ثورية والجرائم البشعة التي ارتكبها المستدمر الفرنسي في حق الشعب الجزائري،

وهي من الروايات الشديدة الإمتاع لكل من يحب أعمال التاريخية التي توثق أحداثا تاريخية شديدة الدموية و في نفس الوقت هي عمل أدبي متميز ويدعو القارئ إلى اكتشاف المزيد من خبايا هذا العمل الممتع والملاحظ لتفاصيل هذا العمل الرائع يلاحظ أن الكاتب اهتم في كل لحظة بتحليل أفكار الشخصيات تحليلا عميقا على طريقة كتاب الدراما والواقعية وكذلك أسلوبه تميز بالتدقيق في شرح تفاصيل ومجريات الأحداث في مسارها التاريخي مما يجعلها وجبة ثقافية دسمة لكل المهتمين بهذا النوع من الخطابات الروائية وهو ما جعل الكتاب يصرح بأنه يدعو وزارة الثقافة إلى الاهتمام بهذا النوع من الروايات التي توثق تاريخ الجزائر كما يدعو الكاتب المشتغلين بحقل السنما وعالم الدراما إلى تحويل هذا العمل الروائي إلى فلم أو مسلسل تاريخي مصرحا انه مستعد لتقديم كافة التسهيلات لتحقيق هذا. الرواية تعود إلى بداية صائفة 1864 عندما قررت فليتة في منطقة زمورة (20 ملم ولاية غليزان حاليا) الاتحاد ومواجهة السلطات وجيش الاختلال الفرنسي بعدما قرر الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث إصدار أمر مشيخي سيناتوس كونسيلت أفريل 1863 يقضى لتقسيم أراضي العرش وتفتيت وحدة القبيلة فقرر شيخ قبيلة فليتة وكبيرها سيدي لزرق بلحاج مواجهة هذا القانون بثورة عارمة في ماي 1864 تعود الرواية إلى تلك السنة ما تحمله من بطولة وتضحية والى صراع أجنحة الاحتلال الفرنسي الموالين الإمبراطور ومن هم ضده يبدا التصاعد الدرامي للرواية منذ بداية الهجوم على طابور العقيد لاباسي قائد قطاع مستغانم واحد مستشاري الإمبراطور فيقع في ورطة عندما يحاصر في المنطقة يحاول الروائي الغوص في نفسية كل شخص على حدة كما ينقلنا عبر مراحل تاريخية ومحطات مهمة من تاريخ الجزائر منذ احتلالها ومصادرة الأراضي والاستحواذ على الأوقاف مرورا بجرائمهم كمحارق الظهرة وغيرها كما لم ينس الكاتب دور المرأة الجزائرية الفعال سواء في المعارك أو التطبيب. وقد حاول الكاتب المبدع عبد القادر مشاوي من خلال روايته غراب على غصن الزيتون تجسيد ظلم وظلام الليل الاستعماري من خلال صورة الغراب الأسود الذي ينقل الخراب أينما حل في نوع من الكتابات الميثولوجية المسيحية أما شجرة الزيتون فقد عكس الكاتب من خلالها رمزية الدين الإسلامي الذي يقدس هذه الشجرة وهي في الرواية الشجرة التي تحمل المدينة مسقط رأس الكاتب زمورة ثازمورت اسمها الأمازيغي لذلك صور الاحتلال الفرنسي كغراب والجزائر كشجرة الزيتون التي لا يستطيع الغراب البقاء على أغصانها لذلك صورها أن مهما طال الاحتلال فلابد له من نهاية وهذا ما نلمسه من خلال حديث قائد الثورة قبل استشهاده عندما أوصى أصحابه قائلا : نحن الشجرة وهم الغربان فلا تدعوهم يبقون على شجرتكم هذه الجملة التي تعد محورية في الرواية وحاول الكاتب من خلالها تمرير رسائل مشفرة للأجيال القادمة التي ستكمل عملية بناء الجزائر. هذا وقد صرح الأستاذ والكاتب الجزائري الواعد عبد القادر مشاوي في نهاية لقائه بالصحفية خولة خمري بأنه مستعد لتلبية دعوة أي مؤسسة تود منه توضيح بعض الإشكاليات المتعلقة بتاريخ جرائم المستدمر الفرنسي بالجزائر من خلال روايته التي وثقت أحداثا تاريخية عاشها الشعب الجزائري.

بداية الصفحة