كتاب وآراء

العفوية والبساطة

كتب في : الثلاثاء 26 يناير 2021 - 7:10 صباحاً بقلم : حنان العجمى

مفهوم العفوية بمعناه القريب

يتمثل في الإنسان الذي لا يحسب حساب لأقواله أو أفعاله يتصرف على سَجِيَّتِهِ بدون تفكير وهي صفة محمودة إذا كانت لاتُخَلِّف وراءها جوانب سلبية وأخطاء بمعنى العفوية المحمودة والمحبوبة لدينا جميعاً هي المتمثلة في عدم التَّكَلُف والبساطة

في التعامل وعدم التعقيد في تناول الشخص للموضوعات والتصرف حيالها

مثال على ذلك النزول بالعمر إلى ما يناسب التعامل مع الصغار واللعب معهم بشكل عفوي كثيراً ما يفيد أبناءنا ويقربنا إليهم ومثال آخر مساعدة عجوز لا يستطيع عبور الشارع تجد الإنسان العفوي يسرع ليمسك بيده مساعداً إياه ليعبر الطريق بسلام أيضاً تظهر العفوية في الكلمة الطيبة وجبر الخواطر لبعضنا البعض هذه بعض الأمثلة المحمودة للعفوية

ولكن على الجانب الآخر

تجد العفوية غير المحمودة

لما يكون لها من أثر سلبي على أصحابها كالتدخل في النقاش في موضوعات لا تعنينا

مما يجعل الإنسان في موقف محرج أمام الآخرين أو ارتداء ملابس غير ملائمة مثلاً

في مناسبة رسمية هنا البساطة والعفوية

لا تلائم المكان أيضاً البساطة والعفوية

في التعامل مع أي إنسان تتعامل معه للمرة الأولى ولا تعرفه قد يفسر ذلك بالسَّفه أو السذاجة فلكل مقامٍ مقال

يجب هنا أن يحسب الإنسان لأفعاله وأقواله حساب قبل أن يُقدم عليها

ومن هنا على الإنسان أن يتحلى بالعفوية والبساطة إذا تَحَمَّل الموقف ذلك

وعليه أن يحسب حساب لتصرفاته عندما يستدعي الأمر ذلك أي التوسط بين العفوية وإمساك النفس بالوقت الملائم

لكل ظرف يتعرض له حتى لا يتعرض لعواقب الخطأ أي يعيش الإنسان كالحكيم الذي يعرف متى يقول شئ أو يفعله

ومتى لا يُقدم على قول أو فعل بشكل عفوي لا يناسب الموقف أو المكان

أو طبيعة البيئة والأشخاص الذين يتعامل معهم ونستطيع أن نخرج من هذا كله

أن المؤمن كَيِّس فَطِن

وأن العفوية تتأرجح ما بين الإيجاب والسلب ويستطيع الإنسان ضبطها باستخدام عقله والتفكير الجيد قبل التعامل مع المواقف المختلفة في الحياة

أما عن مفهوم البساطة

تعني البساطة ككلمة هي وصف لطريقة العيش الغير معقدة والإعتماد على أبسط وأقل الأشياء في أسلوب حياة الأشخاص

مثال على ذلك ارتداء ملابس عادية لاتنتمي إلى أي براندات أو ماركات عالمية ولكنها ترقى إلى كونها متناسقة ولائقة هذا لا يعيب الإنسان أو ينتقص من قدره فهذا اختياره الشخصي النابع من قناعته أو المُتماشي

مع حالته المادية ولا يُجبَر على ما هو غير مناسب له أيضاً الشكل العام لمنزله هو حر كل الحرية في استخدام الأثاث البسيط الذي يلائمه ويحتاجه وكذلك له مُطلق الحرية في الأماكن التي يرتادها

يمكنه أن يكون سعيداً بذهابه إلى حديقة ومنتزه عام ليقضي يومه وعائلته فيه ويكون في قمة السعادة يمكنه أن يذهب

إلى المطاعم البسيطة لأنه يحب ذلك

أو هذا ما يتوافق مع حالته الإجتماعية وليس شرطاً ليكون سعيداً أن يرتاد الفنادق الفخمة أو المنتجعات السياحية

أو المطاعم الباهظة أو أن يكون عضواً بأحد النوادي نتفق تأكيداً على أن هذا ليس متاحاً للجميع ولكن لا ننكر أنه رُبَّما متاح للبعض ورغم ذلك يحب العيش ببساطة

هو نمط حياة اختاره وكان رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام زاهداً في الحياة وبسيطاً كان يخيط ثوبه ويَخصِفُ نَعلَهُ

وما أعظمه من مَثَل ونبراس في الحياة

ومؤسس لعقيدة ودولة

البساطة قناعة يستطيع الإنسان العيش بها طالما لا يَضُر بغيره وأعني هنا بساطة العيش وليس بساطة التفكير

فأنا مع الإنسان الذي يطوِّر من تفكيره

ويُسايِر العصر ويزيد من علمه وخبراته ليفيد نفسه ومجتمعه ويَطَّلِع على الثقافات الأخرى باستمرار ويأخذ منها ما يتناسب

مع مجتمعه وعاداته وتقاليده ومبادئه

كُن عفوياً بطِيبِ خُلقك بسيطاً بما يجعلك تعيش براحة تُرضي بها نفسك ولا تُكَلِّف الآخرين فوق طاقتهم ولا تُعَقِّد الأمور لتُرضي من حولك وتسبب التعاسة لنفسك

من هنا نخرج باستنتاج

أن العفوية أفعال ولها شِق محمود وشِق غير محمود كما أوضحت سابقا

وعلى الإنسان أن يكون رشيداً في تَصَرُّفاته وأفعاله بما لا يضر نفسه أو غيره

والإستنتاج الآخر

أن البساطة شكل وأسلوب حياة وللإنسان أن يعيش كما يحلو له ويناسبُه بما لايضُر الآخرين ولا يَفرضه عليهم ولا يخالف الأعراف والقوانين والسمات المجتمعية

والبيئة التي يعيش بها يؤثر فيها وتتأثر به

بداية الصفحة