رياضه

أندريا أنيللي يجدد شباب السيدة العجوز في عشر سنوات

كتب في : الأربعاء 20 مايو 2020 - 12:32 صباحاً بقلم : فريد عصام فريد

منفعلًا في مدرجات يوفنتوس أينما لعب الفريق الإيطالي ؛ مُحاطًا بزوجته وابنته ووالدته وكافة أفراد العائلة التي تُبدي نفس الفعل، لو لم يكن رئيسًا للسيدة العجوز سيكون المشهد ذاته فأندريا الرئيس الحالي ل يوفنتوس لقبه "أنيللي" وهي العائلة التي تشكل 97 عامًا من تاريخ يوفنتوس الممتد من 1897.

تُحيي جماهير يوفنتوس اليوم 19 مايو 2020، الذكرى العاشرة لرئاسة أندريا أنيللي للنادي الذي تملكه عائلته منذ بداية دخولهم عبر الجد الأكبر إدواردو ل يوفنتوس في 1923.

 

- عائلة أنيللي تعود لسدة الحكم

 

في التاسع عشر من مايو 2010 عادت عائلة أنيللي مالكة نادي يوفنتوس لإدارة النادي بتعيين أندريا رئيسًا للنادي بعد رئاسة والده أمبرتو.

 

أندريا هو رابع أفراد العائلة الاقتصادية الذي ينال شرف رئاسته بعد، إدواردو الجد، وعمه جيوفاني ووالده أومبرتو، آخر الحاكمين ليوفي.

 

عاد أنيللي الصغير، للسيدة العجوز في وقت صعب، الفريق كان ما زال متخبطًا عقب فضيحة الكالتشيو بولي التي هوت به إلى دوري الدرجة الثانية، سيريا بي، في 2006.

 

خلال عشر سنوات كان أندريا خير خلف لوالده وأجداده محققًا نجاحات للسيدة العجوز داخل وخارج الملعب.

 

داخل الملعب

 

صاحب وصول أندريا إلى رئاسة يوفنتوس قدوم المدرب لويدجي ديلنيري لتدريب الفريق وجوزيبي ماروتا ليكون مديرًا رياضيًا للنادي.

 

أول مواسم يوفنتوس وأندريًا رئيسًا له 2010-11 له حقق الفريق المركز السابع فرحل المدرب وحل مكانه أنتونيو كونتي لاعب يوفنتوس السابق والمدرب الذي صعد بسيينا إلى دوري الدرجة الأولى قبل عودته إلى ناديه.

 

كان وصول كونتي مغامرة حُسبت لأندريا وماروتا كما كانت ستُحسب عليهما؛ الرجل أعاد الدوري الإيطالي إلى خزائن يوفنتوس في أول مواسمه لأول مرة منذ اللقب المسحوب من الفريق في موسم 2005-06.

 

كما كان كونتي أول مدرب يصل ب يوفنتوس إلى نهائي كأس إيطاليا منذ مدربه مارشيلو ليبي في 2004.

 

الموسم الثاني لكونتي كان صعبًا له ولفريقه بعدما مُنع لمدة 4 أشهر من الوجود على مقاعد بدلاء فريقه بسبب عقوبة بسبب أزمة أخرى لتلاعب في المباريات وقت كان مدربًا لسيينا.

 

حافظ أندريا على لقب الدوري ل يوفنتوس في سنواته الثلاث التي توج معهما بلقبي كأس إيطاليا قبل أن يرحل في صيف 2014 وكان بديله مفاجئًا؛ ماسيمليانو أليجري، الذي شككت بعض جماهير يوفنتوس في مدى جدارته لقيادة السيدة العجوز .

 

لكن مرة أخرى يكسب أندريا الرهان فقد حافظ له أليجري على لقب الدوري خمسة مواسم متتالية وتوج بالكأس 4 مرات. كما قاد الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين لم يوفق فيهما الفريق غير المحظوظ في تلك البطولة، خسر يوفنتوس اللقب 7 مرات.

 

رحل أليجري بنهاية الموسم الماضي وحل مكانه ماوريتسيو ساري ليكون المدرب الرابع في مرحلة أندريا الرئاسية.

 

- خارج الملعب

 

"كي ننمو يجب علينا أن نواصل الانتصار خارج وداخل الملعب ونتطور لنصل إلى آفاق جديدة" هذا ما ذكره أندريا أنيللي وقت كان يطلق شعار النادي الجديد.

 

أندريا، خريج جامعة أوكسفورد، ليس مشجعًا فقط ل يوفنتوس لكنه كذلك رجل أعمال مثل بقية عائلته التي تمتهن الصناعة، خاصة صناعة السيارات، والتي كانت أعمالها تشكل في وقت سابق 4.4 % من الناتج المحلي للاقتصاد الإيطالي.

 

أول ما قاله أندريا حين عُين رئيسًا إنه لا يرغب في عقد مقارنة مع والده ولن يتكلم عن التاريخ بل المستقبل وهو ما تثبته سياسيته في النادي.

 

- ملعب ومتحف

 

ظل نادي يوفنتوس ، شريكًا لنادي تورينو في ملعب الكومونالي، وبعدها انتقل إلى ملعب ديلي ألبي حتى 2006، فقد أعيد بناء الملعب وفي سبتمبر 2011 استحوذ عليه يوفي وبات اسمه يوفنتوس ستاديوم، وتكلف إنشاؤه 155 مليون يورو واستمر عامين لينشأ ملعب جديد بسعة 41 ألف متفرج.

 

افتتح أندريا الملعب الذي دُشن بلقاء ودي في 8 سبتمبر 2011 مع فريق نوتس كاونتي الإنجليزي الذي أخذ الفريق الإيطالي ألوانه السوداء والبيضاء منه عقب شحنة ملابس خاطئة للفريق الإيطالي.

 

كان يوفنتوس أول الأندية الإيطالية التي تملك ناديًا خاصًا وقد بلغ دخل النادي من يوم المباريات فقط 71.5 مليون يورو الموسم الماضي.

 

الملعب جزء من خطة يوفنتوس التسويقية الجديدة فبعد الملعب بعام افتُتح متحف النادي الذي تجاوز عدد زواره المليون وأدخل للنادي مع زيارات الملعب والعضويات 34.1 مليون يورو وفقًا للتقرير المالي للموسم الماضي للنادي.

 

- شعار جديد ومدينة متكاملة

 

في يناير 2017 تخلى يوفنتوس عن جزء من هويته أو هكذا تصور جزء من محبيه حينما أطلق النادي شعاره الجديد، المختلف كليًا عن الشعار الجديد.

 

يوم تدشين الشعار الجديد قال أندريا: "الشعار الجديد هو رمز لطريقة يوفنتوس في العيش".

 

واكب تدشين الشعار الجديد انطلاقة مدينة "J village" والتي تتضمن ملاعب لتدريب النادي والناشئين ومركز طي وفندق مركز إعلامي ومدرسة دولية أي مدينة رياضية متكاملة.

 

- فريق كرة نسائية

 

أعلن يوفنتوس بداية من موسم 2017-18 تكوين فريق كرة قد ينافس في دوري السيدات في خطوة تحدث عن أهميتها أندريا وكيف ستحقق للنادي مزيدًا من النجاحات الرياضية وفتح أسواق جديدة للنادي.

 

النجاحات الرياضية بدأت من أول موسم فالفريق توج في اول مواسمه بلقب الدوري الإيطالي الذي حافظ عليه في الموسم السابق كذلك.

 

- رجل يفي بكلمته

في عام 2013 قال أندريا إن ناديه سيكون قادرًا على جلب أبرز نجوم كرة القدم مثل كريستيانو رونالدو، مقولة أعيدت إلى الحياة مع توقيع يوفنتوس مع كريستيانو بالفعل في يوليو 2018.

 

 

لم تكن الصفقة المدوية التي كان مهندسها أندريا، رياضية فقط بل اقتصادية بامتياز؛ لماذا ولم الحديث عنها تحديدًا لأن مجرد ارتباط اسم كريستيانو فقط بالانتقال ل يوفنتوس ، قبل إتمام الصفقة، رفع أسهم النادي في غضون ثلاثة أيام "من 0,67 إلى 0,82 يورو" وحاليًا سعر السهم 0.88 يورو.

 

وذكرت صحيفة لاجازيتا ديللو سبورت في نهاية 2019 أن ملعب يوفنتوس حقق زيادة في دخله بلغت 60 مليون يورو وهو تقريبًا نصف عقد اللاعب البرتغالي مع النادي الإيطالي في سنوات أربع.

 

كما عدل يوفنتوس عقده مع الشركة الألمانية المصنعة للملابس مقابل 408 مليون يورو حتى صيف 2027.

وسيحصل يوفي بموجب العقد الجديد سنويًا على 51 مليون يورو مقابل 23 مليون يورو من العقد القديم. كما منحت الشركة يوفي 15 مليون يورو منحة إضافية ل يوفنتوس عن نصف الموسم الماضي بسبب المبيعات المرتفعة للسيدة العجوز.

 

وعدل يوفنتوس عقده مع شركة السيارات راعي الفريق الرسمي، والتي تؤول ملكيتها لعائلة أنيلي، ليحصل سنويًا على 42 مليون يورو بعد 17 مليون يورو.

 

أيضًا أكدت شركة نيلسون أن شعبية يوفنتوس بفضل انتقال كريستيانو وسع دائرة المشجعين للبيانكونيري بزيادة قدرها 38 مليون مشجع في 45 دولة أجرت فيها بحوثها.

 

بلغت في 2019 قيمة العلامة التجارية ل يوفنتوس 1.51 مليار دولار وفقًا لمجلو فوربس بعدما كانت 640 مليون دولار في عام 2011.

 

للسيدة العجوز اسمًا لكنها تواجه الزمن الذي كلما تقدم بها زادها بريقًا.

لم تكن سنوات أندريا أنيللي كلها وردية مع يوفنتوس فقد اوقف لمدة عام وغُرم 20 ألف يورو في 2017 بسبب مزاعم عن بيع تذاكر لأولتراس ناديه لكن الإيقاف رًفع مع تشديد الغرامة المالية عليه وعلى فريقه.

 

يقول أندريا "تاريخ عائلتي مرتبط بتاريخ يوفنتوس " وهو محق في ذلك فعائلته بالنادي لأكثر من 97 عامًا أم هو فخلال 10 سنوات نجح في إعادة شباب السيدة العجوز وأعاد هيبتها بين فرق أوروبا التي يرأس رابطة أنديتها.

بداية الصفحة