اكسر أنف الكبرياء

واعترف أن للحق لواء

انهض لا مكان للسفهاء

خُذ أطيافك وشعار الدهماء

لقلعتي لم يُعد لك انتماء

تَحَمَّل نقمتي لا تَقُل اجتراء

إنَّهُ قول وفِعل العلياء

أفاقت غيبوبتُها من سُم الدواء

انزع عنكَ عُرفَ الديكِ

صياح البرابرة يشينك

العيب تَلَبَّسَكَ وأَقَرَّ يقينُك

هَزَمَتْكَ روحٌ طاهرة وسط عرينك

أَطفئ نارَ أَخاديدك

لا برد ولا سلام ولا من مُعينٍ يُعينُك

وحدك وقود للشمس لهيبك

لتستعر بغيظها مَجَرَّتُك

تخَلَّى عنك كيانك

اليوم ما أضعفك

حبال الرحمة تستسلم وتُفلِتُك

لا شفيع لا مُنقذ خارت قواك

أغلال الظلم لأسفل تَجذبُك

أيادي البغضِ صاحبت حقدَك

أقسمت سيوفُ العدلِ لَتُقَطِّعك

هزيل العقلِ ضامر الشر ما أقبحك

ليلةُ القدرِ تُلَوِّحُ وتُوَدِّعُك

بِساعةِ استجابة رُفِضَ مَطلبك

لن يُصاحبَك النورُ بِرحلتك لن يُبَصِّرَك

أعمى القلب النار مَخدعَك

أذيال الخيبة تَجُرُّك وتردعُك

الدم بعروقك هرب تحلل

وعدك بالبقاء كان يَخدعُك

للندم آيات بلسانك رَتِّل

لا تستتِر بقلبك حَوْقِل

حواسك مُذنبةٌ قائمة تتبتل

أدرَكَت كان مكرُها فِعلًا جَلَل

خاضت رسائلي معها سجالا

فما استجابت أَبَت عتابا

واتَّهَمَتْها بالزندَقَةِ

وأَلقَتْها بسجونِ الهجرِ عقابا

عَكَفَت تَنظُمُ حروفَ انتقامِها

وامتلَأَت الجدران بأبياتِها

وفاضت مُحَطِّمة أقفالَ قضبانها

لِتَخرُجَ عن صمتِها

الحُجَّةُ حاضرة

والدليلُ بأروقَةِ صدرِها

كم ضَجَّت واختَنَقَت شرايينُها

آنَ أوان الحساب وانفجارها

بقلم الأديبة/حنان فاروق العجمي