حوادث

طيور على جثث الضحايا.. قصة سفاح مجهول ذبح 10 أشخاص واعتقد الأهالى أنه 'جن'

كتب في : الأربعاء 30 مايو 2018 - 1:05 صباحاً بقلم : أشرف عبد المولى

مع شروق شمس يوم 29 ديسمبر عام 2005، استيقظ أهالى عزبة شمس الدين التابعة لمركز بنى مزار، على مذبحة ظلت عالقة فى أذهان أهالى القرية لسنوات عديدة، مذبحة غريبة من نوعها، ليس فقط لكون الفاعل مجهولاً حتى الآن، ولكن أيضاً لطريقة تنفيذها، التى قطع فيها الجانى أعضاء ضحاياه التناسلية، وفى غضون ساعتين ونصف كان قد نفذ 10 جرائم قتل؛ لأفراد من 3 عائلات مختلفة.

 

فى صيف عام 2005 كان القاتل المحترف يعد نفسه لتنفيذ جريمته؛ بمركز بنى مزار والتى تبعد نحو 5 كيلومترات شمال محافظة المنيا وتتبعها جغرافياً، وبالتحديد داخل عزبة شمس الدين، وانتهز انتصاف الليل وتوجه صوب المنزل الأول، وقتل كلاً من رب المنزل وزوجته صباح، وطفلهما أحمد 8 سنوات وفاطمة 7 سنوات وهم نيام، وفى المنزل الثانى قتل المحامى الشاب طه 28 عاماً ووالدته، واختتم جرائمه بقتل المدرس أحمد أبو بكر 48 عاما،ً وزوجته بثينة 35 عاماً، وطفلتهما أسماء وطفلهم الرضيع محمود، الذى لم يبلغ العشرة من عمره بعد.

 

قبل أن يختفى الجانى المجهول من مسرح الجريمة، ومن أجل إضفاء مزيد من الغموض والإثارة حول قضيته، ذبح بعض من طيور الحمام وألقاها بجوار الجثث، ليختفى بعدها فى ظلام الليل، وقبل شروق الشمس، واستيقاظ الأهالى، تاركاً لغزاً كبيراً حول قضية لم يحل إلى الآن، ودوافع مبعثرة لا توضح السبب الحقيقى من وراء تلك الجريمة، هكذا دخل شخص مجهول إلى 3 بيوت ريفية بسيطة وقتل 10 أشخاص ثم اختفى.

 

مناظرة النيابة لجثامين الضحايا، كشفت أن الجانى ذبح ضحاياه باستخدام السكاكين، بجرح قطعى ممتد منتصف الرقبة إلي أسفل الاذن‏، وأن كل الضحايا قتلوا بنفس الطريقة وحتي الأطفال‏، وانه مثل بجثثهم فانتزع الأعضاء التناسلية لهم ذكوراً وأناثاً، ومن جانبها ظلت أجهزة الأمن تبحث خلف دوافع المتهم الحقيقة؛ لارتكاب تلك الجريمة، فلا سرقة أو ثأر أو شيئاً يربط بين الضحايا ليكون خيط يقودهم نحو دافع بدوره يكشف هوية القاتل، ولكن لا شئ.

 

بعد مرور ما يقرب من 5 أيام على تلك القضية، خُلقت الشائعات فى القرية، وبدأ الأهالى يرددون نغمة أن الجن وراء ارتكاب تلك الجرائم، فلم يكن من المعقول أن يستطيع بشرى أن يقتل 10 أشخاص فى غضون ساعتين ونصف، ويتنقل بين 3 منازل بكل سلاسة ويسر، دون أن يستوقفه أحد أو يشعر به، إلى نجحت أجهزة الأمن فى القبض على شاب يعانى من مرض نفسى، ويدعى محمد عبد اللطيف، يبلغ من العمر 27 عاماً وقدم للمحاكمة، بعد إجراءات سريعة من قبل جهات التحقيق.

 

جاءت النهاية بشكل أثار الغموض والاستغراب فى آن واحد، فقد أسدلت محكمة الجنايات الستار على القضية، بقضائها ببراءة محمد عبد اللطيف مما نسب إليه من اتهامات، وأوضحت فى حيثيات حكمها أسباب ذلك، بأن هناك تناقضا بين اعتراف المتهم بارتكاب المذبحة بسبب معاناته من اضطراب نفسي، وبين تقرير اللجنة الطبية النفسية، الذى أكد سلامة قواه العقلية، واستحالة قيامه بذبح 10 أشخاص خلال ساعتين ونصف الساعة، وعدم تصور ارتكابه الجريمة بمفرده، إضافةً إلى أن من قام بعملية بقر البطون دون المساس بالأمعاء والأجزاء الداخلية للبطن لابد أن يكون شخصا محترفًا، وأن قطع الأعضاء التناسلية جاء بطريقة طبية.

بداية الصفحة