كتاب وآراء

'التعصب فى البيت والغيط'

كتب في : الاثنين 13 سبتمبر 2021 - 11:31 مساءً بقلم : محمد العمامرى

 

لقد اصبح فى البيت الواحد أكثر من متعصب فكيف للأب والأم أن ينفذا كلام الله عز وجل فى قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ  

فظاهرة التعصب اصبحت فعلا متغلغله فى معظم البيوت فتجد الابن متعصب لرأى والبنت متعصبه لفكره والزوجه جاءت من بيت أبيها متعصبه لمبدأ معين والكارثه أن تلك الزوجه ستصبح أم وستربى أبنائها ذكورا واناثا على أفكارها ومبادئها  وهؤلاء الأبناء سينمون ويتغذون ويكبرون على تلك المبادئ ويتزوجون فيورثونهاللاجيال القادمه ونكون بذلك أمام سلسله من توارث افكار ومباديء كل طرف مؤمن بها ومتعصب لها وهنا تظهر الظاهرة الكارثيه وهى ظاهرة التعصب لرأى اوفكر أو مبدأ ليس له سند لا فى كتاب الله ولاسنته وكله على حساب الكلمه المطاطيه التى هدمت بيوت وفرقت ازواج وشتت أبناء ألا وهى (حرية الرأى والتعبير عن الذات وإثبات الذات دون مبرر حقيقى اوسند دينى فى كتاب الله أو سنة رسوله أو حتى قانونى اوعرفى حيث أصبح التعصب اوالتشبث بالرأى رغبه داخليه لنفس مريضه نفسيا واجتماعيا قد يكون صاحبها من حيث الشكل  متميزا فى المجتمع وهو الأمر الذى يعطيه الحق فى ممارسة التعصب لأن المجتمع يشير اليه بالبنان لماله اوجاهه أو مركزه المرموق ولكنه موضوعيا انسان معقد نفسيا جاهلا بأمور كثيره غير سوى وغير مؤسس من أسرة سويه وذلك لغياب القدوة فى البيت وبصرف النظر عن الأسباب للتعصب أو كيفية مواجهته كما سنتناوله معاكم فى السطورالتالية فأنا أرى بصفه شخصية أن التعصب يرجع اولا واخيرا لغياب الوازع الدينى فى الأسرة وعدم الالتزام بمعايير الدين الحنيف فبالفحص سوف تجد المتعصب مسلم فقط لم يرق لدرجة الإيمان بعد وهى الدرجه اللازمه لدخول الجنه فالإسلام لايضمن لك دخول الجنه ولكن يضمن لك الا تخلد فى النار أما الايمان فهو طريق الجنه وشروطه أن يكون الله هو الحبيب الأول ورسول الله الحبيب الثانى وان تحب لأخيك ماتحبه لنفسك ويفهم من ذلك أن المتعصب فقد الشروط التى تؤهله للإيمان لانه لو احب لأخيه ما احبه لنفسه ووضع نفسه مكانه ماتعصب فى اخذ حق أخيه المسلم لذلك أكدنا لكم فى السطور أعلاه أن المتعصب مسلم فقط لم يرق للإيمان فلو إفترضنا مثلا أن المتعصب يعتقد أنه يحب الله ورسوله أكثر من نفسه ويحب لأخيه ما يحب لنفسه ليكتمل شروط تأهيله للايمان فلو صح هذا الافتراض  فكيف يتحقق له ذلك وقد ذمه رسول الله قائلا "ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية' والسؤال الذى يطرح نفسه ماهو التعريف الشامل الجامع للتعصب؟  هو أخذ موقف دون تمحيص بسبب الغِيرة وهو جمودا في العقل لأنه لايسمح بالتعدديه الفكريه وهوشعور داخلي يجعل الإنسان يتشدد فيرى نفسه دائما على حق ويرى الآخر على باطل بلا حجه ولا برهان فهو آفة خطيرة   ابتلي بها مجتمعنا العربي  فالمتعصب لا يرى حقيقة الواقع إذ يرى أن الصواب متمثل في الرأي الذي يميل إليه فالتعصب جاهلية مقيتة حسمها الإسلام وقضى عليها فالتعصب هوعدم قبول الحق عندظهور الدليل والتعصب ضد التسامح والانغلاق ضد الانفتاح والتحجر ضد التفكر  ورفض الآخر وعدم قبوله ضد التواصل معه والتعايش والتوافق والعصبية والحمية ضدالتجرد للحق والإنتصار له فالتعصب مرض إجتماعي يولدالكراهيةوالعداوة في العلاقات الإجتماعية والشخصيةحيث يمد التعصب صاحبه بأسباب وهمية تفوت عليه فرصة حل إشكالاته ومشاكله بطريقة واقعية والسؤال الذى يفرض نفسه هو ماهى أسباب  التعصب ؟          
1- تضخم الذات:- كما قال فرعون:ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد             
2- الشعور بالنقص الذاتي 
3- الجهل ونقص المعرفة
4- تقديس البشر والغلو فيهم كما قال تعالى: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله وهذا التقديس والغلو يصل إلى حد إضفاء صفة العصمة والقداسة مما يؤدي إلى التعصب لهذا الشيخ أو لهذه الجماعة
5- الانغلاق وضيق الأفق             6-التنشئة الاجتماعية
7- الفهم الخاطئ للنصوص الدينية 
8- ضياع الهدف أو القضية 
9- غياب أخلاقيات التعامل مع المخالف  
10- تلبية المصالح الشخصية من مال أو جاه أو غيره
11- سيادة مبدأ القوة والتعامل العنيف بين الناس
12- غياب العدل والمساواة 
13- غياب القدوات والمثل العليا الوسطية وبديهيا بعد كل ما تقدم فإنه يمكن التعرف على بعض انواع التعصب فى التالى ذكره:-                         1.التعصب الحزبى
2. التعصب القومي
3. التعصب المذهبي 
4. التمييز العنصري
5. التعصب الفكرى
6. التعصب الرياضي                                 والسؤال الاخير  الذى يحد من هذه الظاهره الكارثيه المتفشيه فى كل البيوت المصريه والعربيه على حد سواء ماهى اساليب مواجهة التعصب؟ إنه لمواجهة التعصب يتطلب الأمر ان تتضافر الجهود من خلال كل من:-
- الأسرة  
- المؤسسات التربويه
- المؤسسات الدينية 
- المؤسسات الاجتماعيه
- المؤسسات الإعلاميه.                     وغنى عن البيان وبعيد عن التعصب ابعث ثواب الانتفاع بهذه المقاله الى روح فضيلة العالم الشيخ الجليل  وسيدى العمامرى عبد القادر والدى رحمة الله عليه.

بداية الصفحة