تقارير

مابين امرأة عاشقة ورجل خائن..

كتب في : الأحد 01 ديسمبر 2019 - 1:52 صباحاً بقلم : عفاف عبدالله

تقارير وتحقيقات

المحاورة ا./عفاف عبدالله
مع الأديبة/ دعاء أحمد شكرى

مابين امرأة عاشقة ورجل خائن..
مابين عشق محرم وتضحية لا حدود لها،
كيد وشوق وحب وإهمال ودموع وقبلات، مفردات تكثر الكاتبة دعاء أحمد شكرى من استخدامها، في زمن صار العشاق -بتشديد الشين- ، يبدلون فيه معشوقيهم كما يبدلون قمصانهم..

-ألا تبدو قصصك خارجة عن الواقع وتغرق في رومانسيات مثالية لا وجود لها إلا بالخيال ؟!.

** أولاً تحية لكِ ولقراءتك العميقة فى وقت ندر فيه من يقرأ بهذا التروى والتذوق .
ثانيا الحب لا يحدده الزمن، بل يعود إلى وفاء العاشق نفسه، لكنى أوافقكِ الرأى فى ندرة الحب الحقيقى،فهو لم ينعدم فى هذا العصر ولكن عشاقه مغمورين وليسوا كعشاق الحب العذري فى بنى عذرة، فحبهم صادق حد الهُيام.عصرهم اهتمّ بتدوين تاريخهم بشتى حالاته، وعصرنا أيضا سجله ولكن بطريقة عصرية، عبر فيديوهات رومانسية أظنها استعراض.


--هل بالضرورة أن نعاني كي نكتب ؟هل نحن في كتاباتنا نخرج مكنونات اللاوعي أم أن الكتابه صناعة بحتة ينفصل فيها الكاتب عن التعبير عن نفسه ؟

**الوجع قوت ووقود الأديب،لا يخلق إبداع إلا من رحم الألم.
نحن فى كتاباتنا نضفر ملامح كينونتنا مع مخزون يتسلل إلينا من قضايا وأحداث  ومشاهد العالم أجمع التى نراها و تظل تنصهر و تتدفق وتتصدع بداخلنا حتى تنفجر بنات أفكارنا..
مستحيل أن تكون الكتابة صناعة، فلا عطر، وروح للزهور الصناعية، الكاتب لابد أن ينبض و يتألم و يحمل و يكون طلق فكرته حاميا ومؤرقا جدا حتى تخرج للنور، وإلا أجهضت قبل أن تُخلق.


-من لايقرأ لا يكتب ما نوع الكتب التي
تستهويكِ؟.

** يروق لى كتب العرب ، شعر الحلاج، جلال الدين الرومى،بن القارض،وكتب عن سرعة العرب و مكر ودهاء وكيد و ذكاء و بخل وكرم ..ألخ،فمن لم يتذوقها لم يستمتع .
أحب قراءة الكتب الفلسفية و النفسية .
لا يستهوينى إلا النادر من القصص مثل الساحر يوسف إدريس
والرويات الصوفية  كقواعد العشق الأربعون لمؤلفتها أليف شافاك، رغم أنها اقتبست أحوال طفيفية من شمس التبريزى و ضفرتها بخيالها .
القراءة مَعين و مخزون و قوت ووقود لغوى وفكرى، ورفيق حسن ولكن أن كان الكتاب ثرى ،حكيم، فطن،فقيه بلغته ومفرداته،ككليلة ودمنة. فهو كتاب مبسط لروح الفلسفة والحكمة. مع اعتراضى على بعض سلوك شخوصه الذين ذكروا فى الكتاب. 

-في قصة لست خائنة نجد المرأة المغدور بها وهي أم لشاب تواجه الخيانة بهجر بيتها و بالوقوف هي الأخرى على أبوابها! والإرتماء إلى حب أخر ألا ترين أنك تجعلين المرأة محبوسة في إطار الرجل !.

**باللغة العصرية و المنطقية لا يجب أن تعتقل امرأة تحت سيطرة رجل،  أو رجل تحت سيطرة امرأة، رغم أن مجتمعنا الذكورى يقبر المرأة بدون سياج آدم حتى إذا كان شبه رجل،
رغم أن هذا العصر يزعم أن المرأة تحررت ولم يعد مجتمع ذكورى،
لكنه سيظل مجتمع ذكورى طالما هناك نساء مقهورات،مقموعات،للأسف هن مازلن فى ظلمة المجتمع الذكورى، لا يلقى عليهم الضوء إلا الكُتاب،و هذا إذا رأى أحد كتاباتهم ودوت صرخات أقلامهم. وإن حدث وقرأ لهم أحد ، أصحاب العقول العقيمة لن تستجيب ولن تشعر بتلك لصرخات، إلا إذا حدثت معجزة واستجاب لها عقل رحيم، مفكر.

-متى عرفت أنكِ كاتبة قصة ؟

**أكتب منذ أدركت الكتابة ومنذ كنت برعم أخضر يتأثر بمن حوله، فيئن على الورق.
أما كاتبة،و قاصة ،منذ أول حدوتة حكايتها لطفلتى. وبدأت الرحلة والطموح، فعوضنى الله وسخر لى من اكتشف موهبتى، وتم النشر لى فى عدة جرائد ومجلات عربية، رسمية ورقية وإلكترونية. أكتب من عام ٢٠٠٣.

-مالذي تريدين قوله على وجه العموم من خلال ماتكتبين ؟

**لكل قصة صرخات مكتومة من مخزون أهات و أنين من حولى 
لكل قصة مضمون وقضية،و مناخ وتوقيت وآهة،كتبت فى شتى القضايا مضفر بخيال أدبى ،قلم يكتب بل يئن بالنيابة عن كينونات مكبوتة،يكتب المسكوت عنه بحروف تتزيا بأسلوب أدبى، وأكره جدا جملة (هذا أديب جرئ يكتب فى قضايا جريئة)، فالقضايا الإجتماعية مرض خطير سببته الآفات من بعض العادات القاسية الظالمة والتقاليد العمياء . ليست جراءة بل مرض يحتاج لمشرط طبيب و مشرط الأديب، فكره، ولباقة و أدب، وطلاقة قلمه.


-على جنتي  تبدأ بقصيدة كلها أمل بالفوز بالحبيب جميل فكرة أن تبدأ المرأة بالبوح بهذا الحب 
والأجمل أن هذا الحب قبل بحب أعمق، هل هى دعوة للأنثى أن تصبح أكثر جراءة في البوح ؟

* سؤالك مشاكس .. فى قصتى لم تبح البطلة إلا على الورق،
أما إن قصدتِ البوح المباشر من حواء إلى آدم،
فإنه سلاح ذو حدين وحسب ضمير و شخصية، وبيئة المباح له، فعادتنا وتقاليدنا لاتسمح،بذلك، وأنا شخصيا لا أحبذه،لأن بوح حواء لحبيبها، شرف وهدية لا يقدرها ويستحقها إلا رجل بمعنى الكلمة. للأسف يوجد أشباه ذكور، يعتبرون بوح الأنثى فريسة،وفرصة لالتهامها،سيرحب ببوحها لحين يعرف مدى ما سيسلبه من هذا الحب، وحين يزهدها سيعيرها به ويلفظها ببجاحة ربما يقول لها: أنتِ التى فرضتِ نفسك، وسيدهسها بلا رحمة حين يجد فريسة أخرى.
 وللأسف بعض من الذكور، ولا أستثنى النساء،منهم شياطين إنس يخلعن رداء الملائكة بعد انتهاء مصالحهم منك


-في قصة شمس لبنان  الفكرة الجميلة
أننا ممكن أن نتخلص من الحب القديم وأن الحب الأول ليس بالضروره أن يعيش معنا 
وقد يأتي أحد لملئه ماذا تقولين عنها ؟.

* قلت ما أريده فى القصة و القول للقارئ 
أما إذا قلت عن الحب، فالحب الحقيقي لا خلاص منه، ولكن إن لم نفز بحبيبنا رغم كل الظروف،وكالاغلبية كسرت قلوبهم العادات والتقاليد و سلبت عذرية قلوبهم واغتصبتهم وفرضت عليهم أشخاص أغراب لنكتب لهم بورقة، فأقول رغم هذا لم يمت حبهم الحقيقى بل وأد بمهجة قلوبهم. الحب الحقيقى أول وآخر حتى إن اخفيناه لنتنفس خلسة وإن كنا لا ندرى.


--حنان إوزه قصة  تسير في إتجاه مغاير لما اعتدنا عليه، قصة واقعيه لشدة واقعيتها شعرت أني أرى شخصية  من لحم ودم وليس من حبر وورق !!!الرسالة واضحة
وهو ما أعتدنا عليه في كتابات دعاء فهي تقول لنا بشكل مباشر من خلال وصفها أو من خلال مايتفوه به أبطال القصه عن المعنى الذي تريد ايصاله ففي نهاية قصة حنان إوزه نجد البطلة تتمتم متحسرة على صبرها الذي نفذ في تربية ابنتها والتي ندمت إنها لم تسقيه لها،
وهنا سؤال 
لماذا لانترك الحدث يوصل المعني دون حاجه إلى القول المباشر أليس هذا أفضل لتحريك عقل القارى ومساعدته على التأمل 
ام أنها استراتيجيه خاصه بالمؤلفة لتكون قصصها هي الأسهل والأوسع انتشارا بين فئات بسيطة من الناس !!.

 **كل قصة تفرض نفسها ،بمعنى،أن القصص مدارس مختلفة منها الكلاسيك، ومنها المباشر، ومنهاالمراوغ و هذايعود إلى زمن و أجواء القصة ،وهل يصلح لها المراوغة والفلسفة،والرمزية لتعدد التقويل، أم أن صرختها تجبر الكاتب بتحديد الألم.ومعالجته. 
والمباشرة ليست أسلوبي، مجموعتى الثانية ،فأوحى لها أغلب قصصها ينتهى بالمباغتة والحبكة والتشويق وتعدد التقويل، كما قال عنها عدة نقاد.
رأي أن أبطال القصة هم الذين يفرضون شخصياتهم وملامحهم و لغتهم .


-نلاحظ أن قصصك ترتكز على الأحداث أكثر من ارتكازها على التكثيف والصور والوصف النفسي هل هذه هي لغة الكاتبه على مدى البعيد أم انها مرحله من الكتابة.

*وهل يوجد قصة بدون حدث؟
القصة هى لقطة من حدث، والحدث يشمل الوصف والافعال و الأقوال والصور ..وما شبه. الحدث هو نقطة تحول،اعتبره عصب القصة و إلا صارت خاطرة.
أما عن نضج الكاتب، لا كمال و حدود للأديب،فهو فى نضج فكرى بشكل مستمر ، ويشهد على ذلك بنات أفكاره، وإن كنت شخصيا أعتز  "بندى العشاق"، ومهما كتبت فهى الأقرب إلى قلبى.

--عزيزتي هذا مشروع لقاء إذا عندك ملاحظات أكون شاكره.

 ** ملاحظتي هى، أن ختامك كان فيه إجابة مختصرة  وافية لسؤالك الأول. وهذا أكد لى أن أسئلتك يا ا. عفاف ليس اعتراضا بل مشاكسة.
أحببت ذكاء أسئلتك المراوغة، الواعية، المشاكسة بشكل راقى جدا.
أحب أن أنوه أن قصصى النابضة، لن يجد فيها ملاذ إلا أصحاب القلوب النابضة، التى تؤمن بالحب.

--اخيرا شكرا ا. دعاء  لهذا الكم من الحب والعاطفه التى يجد فيها البعض ملاذا للهروب من جفاف الحياة..

بداية الصفحة