«افتكرته هيبات في المكتب ويطلع على المحكمة زي ما عودنا، و لما أتأخر ولقيته مبيردش رحتله المكتب لقيته مقتول» .. كانت هذه بداية الكلمات التي أدلت بها زوجة المحامي الشاب أحمد عبده أحمد، الذي عُثر على جثته مقتولا بمكتبه في منطقة الرأس السوداء- قسم المنتزة ثالث- والتمثيل بجثته من خلال قطع أصابعه وطعنه بسكين في عينه اليسرى.

زوجة القتيل لم تكن تتخيل يومًا أن زوجها المحامي أحمد عبده أحمد، سيرحل عنها أو يختفي عن حياتها حتى وإن وصل الأمر إلى حد «الموت» الذي يفقد الإنسان فيه من يحب فلن يصل إلى حد التمثيل بجثته وفقأ عينه وتقطيع أصابعه وهو القتل على الطريقة الداعشية بمحافظة الاسكندرية على يد مجهولين.

وفقاَ لـ«زوجة المحامي»: «زوجي أخبرني بأنه سيتوجه إلى مكتبه، فور انتهاءه من عمله بالمحكمة لتجهيز القضايا ومذاكرتها في المكتب كعادته، حيث إنه معتاد على هذا الأمر منذ زواجنا، إلا أنه أيضاَ كان يعتاد على الرجوع أولاَ للمنزل ومن ثم النزول للمكتب عقب صلاة العشاء، إلا أنه تلك المرة توجه مباشرة إلى مكتبه وظل هناك لفترة طويلة، وعندما حاولت الاطمئنان عليه بالهاتف انقطع الاتصال به».

في تلك الأثناء، قررت- بحسب الزوجة- التوجه إلى مقر المكتب في منطقة الرأس السوداء- قسم المنتزة ثالث- وقمت بالدخول فكانت الفاجعة، حيث وجدت زوجي مقتولا وممثل بجثته من خلال قطع أصابعه وطعنه بسكين في عينه اليسرى، ما اضطرني إلى عدم تمالك أعصابي، وأدى إلى انهياري، فقام الأهالي بالتجمع في المكتب، والتواصل مع الإسعاف والأجهزة المختصة.  

الحادث أحدث فزعا ورعبا كبيرا بين صفوف المحامين على مستوى الجمهورية، حيث إنه فور إنتشار الخبر خرجت المنظمات الحقوقية، وعلى رأسها منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، للمطالبة بسرعة ضبط الجناة في حادث وتطبيق القانون على كل من يثبت ارتكابه الجريمة.

من جانبه، قال وائل نجم، نائب رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان إن البطء في تنفيذ الأحكام هو ما يشجع على استمرار هذه الحوادث التي تستهدف الدولة المصرية واستقرارها، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس باستقرار الدولة أو محاولة إشاعة الفوضى والسرعة في تطبيق القانون وسرعة ضبط الجناة المجرمين، وتقديمهم  للمحاكمة، مناشدا كل من لدية معلومات عن الحادث أن يتقدم بها إلى الجهات الأمنية للمساعدة للقبض على المجرمين.

 ‫كما وجه «نجم» فى تصريح لـ«صوت الأمة» كلامه بدعوة نقيب المحامين إلى سرعة إنهاء إجراءات معاش المحامي، حيث إن أسرته أصبحت بدون سند يرعاهم وعلى نقابة المحامين الوقوف بجانب أسرة المتوفى.

في سياق أخر، كشفت مصادر أمنية، أن نقيب المحامين سامح عاشور أجرى اتصالا هاتفيا منذ أمس، بمدير أمن الإسكندرية للوقوف على ملابسات الحادث وضبط الجناة.

وأضافت المصادر فى تصريح خاص لـ "المصرية للأخبار"، أن النيابة العامة انتقلت إلى مكان الحادث لإجراء المعاينة عقب انتداب الأدلة الجنائية وأمرت بتشريح الجثمان وتفريغ الكاميرات بالمكتب أو الكاميرات المجاورة لمكان الحادث أن وجدت.