كتاب وآراء

رامي رفعت النمر... حمل الأمانة من أبيه فكان عظيماً كأبيه

كتب في : السبت 23 يوليو 2016 بقلم : : الفنان التشكيلي عيسى يعقوب

أي كلام نبدأ به عن الاقتصادي الكبير رامي رفعت النمر قبل الحديث عن والده المناضل الكبير والمبدع الكبير والاقتصادي الكبير رفعت صدقي النمر فهو كلام ناقص وغير منصف،.. فمن ينسى تلك السيرة الاستثنائية لذلك المناضل القومي البارز، والمثقف الفلسطيني الوفي لتراب آبائه وأجداده، والكريم البار بأبناء شعبه وقومه، والده الذي انتخب رئيساً لأول اتحاد للطلاب العرب عندما كان يدرس في القاهرة. ذلك الرجل العظيم صاحب تلك السيرة المشرفة بعبق الوعي والحكمة والثقافة والنزاهة والنضال والبر والكرم وكم هائل من الترفع والرقي والنجاحات،.. حمل السلاح في فلسطين سنة 1935 ضد الصهاينة الطغاة فاعتقلته سلطات الانتداب البريطاني وسجنته في سجن نابلس، ثم نقل إلى سجن الصرفند فكان أصغر سجين سياسي، وشارك في ثورة 1936 الكبرى إلى جانب فريد زين الدين (سوري من أصل لبناني) وممدوح السخن وعبد الله صلاح وخاله عبد الرحيم الحاج محمد أحد قادة الثورة، والتحق بـ«الحركة العربية السرية» التي كان من قادتها واصف كمال، والتي أسسها في بيروت قسطنطين زريق، ثم عاد إلى فلسطين فور تخرجه وبقي بلا عمل عدة سنوات لأن الإدارات الحكومية التابعة للانتداب حينذاك رفضت توظيفه بسبب سجله السياسي، والتقى عبد الحميد شومان مؤسس البنك العربي أول مرة في سجن الصرفند. وعندما التقيا مجدداً فيما بعد عرض عليه شومان العمل مديراً لفرع البنك في غزة، نقل لاحقاً إلى فرع البنك العربي في بغداد. وهناك أثبت جدارته في إدارة البنك، وراح يتدرج في وظائفه إلى أن أعيد إلى الإدارة المركزية في عمان، وفي بغداد احتفى به القوميون العرب أمثال صديق شنشل لتاريخه الوطني والنضالي،.. وشارك في معركة جنين سنة 1947 وهاله أن يرى فلسطين تسقط بأيدي الصهيونية سنة 1948، وكان أول فلسطيني يحصل على هوية أردنية. ثم غادر إلى المملكة العربية السعودية للمساهمة في تأسيس بنك الرياض، وعين مساعداً للمدير العام ومديراً إقليمياً في السعودية، وقد عرف بميوله القومية العربية وتأييده الجارف للرئيس جمال عبد الناصر. ترك السعودية إلى لبنان إثر تصاعد حدة الخلاف بين السعودية والرئيس جمال عبد الناصر على مسألة اليمن، وأسس في بيروت مع عدد من المتمولين «بنك الاتحاد العربي» لكن لم يلبث أن باع حصته في هذا البنك وانصرف إلى إنشاء بنك خاص به عرف باسم «بنك بيروت للتجارة». عين عضواً في أول مجلس وطني فلسطيني سنة 1964 واختير نائباً لعبد الحميد شومان رئيس الصندوق القومي الفلسطيني، كذلك عين ممثلاً لفلسطين لدى المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، وعندما توفي الرئيس عبد الناصر في 28/9/1970 طار فوراً إلى القاهرة للمشاركة في تشييعه. لكن السلطات المصرية منعته من دخول مصر وأعادته إلى بيروت، فكان لهذا التصرف وقع مؤلم في نفسه... وتوسع بنك بيروت للتجارة خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات حتى منتصف التسعينيات، وبات من المصارف المعدودة في لبنان. لكن في سنة 1997 قر الرأي على الاندماج في بنك بيبلوس. عين رئيساً فخرياً لبنك بيبلوس، ومن ثم تسلم الأستاذ إبنه رامي منصبه كنائب لرئيس مجلس إدارة بنك بيبلوس. ولكن في سنة 2000 انسحبا من بنك بيبلوس وتقاعد الأب النمر نهائياً وانصرف إلى متابعة الأعمال الخيرية والاجتماعية، ولاسيما رعاية الشعب الفلسطيني في لبنان، والجدير ذكره هو أن الأب رفعت صدقي النمر ظل طيلة مسيرة حياته مرتبطاً بطلائع القوميين العرب الذين أسهموا في المشروع النهضوي في الثلاثينيات، وأصبح عضواً قيادياً في (الحركة) وصديقاً للمؤسسين إلى أن تحورت هذه الحركة إلى (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) التي تبنت الفكر الماركسي، لكنه بقي صديقاً لقادتها، كما ظل يعتز بالانتماء إلى أمةٍ وصفها هو بأنها "أمة راشدة عمر حضارتها من عمر التاريخ البشري للحضارة الإنسانية، تراثها متسامح مفتوح على العلوم والمعارف، وأرضها موطن الإرث الروحي ومهبط الوحي، وعليها أن تتم الرسالة..".. اتجه إلى العمل الاقتصادي وشغل مناصب رفيعة في بنوك ومصارف عربية منها: البنك العربي في نابلس وبغداد وعمان، وبنك الرياض، وبنك القاهرة، في المملكة العربية السعودية، والبنك الأهلي التجاري السعودي في سوريا ولبنان، وبنك الاتحاد العربي في لبنان، أسس وترأس إدارة بنك بيروت للتجارة، وكان عضواً في مجلس إدارة ومحافظ فلسطين في المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا فيما بين 1975و1993، والصندوق العربي للمعونة الفنية للدول الأفريقية فيما بين 1975و1998، وعضوية المجلس التأسيسي ومحافظ فلسطين في البنك الإسلامي للتنمية بين عامي 1977و1978، وإضافة إلى أعماله الاقتصادية فإن الأب رفعت النمر كان عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني ما بين 1964و1993، ونائباً لرئيس الصندوق القومي الفلسطيني، وشغل منصب القائم بأعمال الصندوق مرات عدة، كما كان عضواً في مجلس أمناء المنتدى القومي العربي، وعضو الأمانة العامة في المؤتمر العربي، وعضو في المؤتمر القومي الإسلامي، وعضواً في مجلس أمناء المؤتمر الدائم لمناهضة الغزو الثقافي الصهيوني، وعضواً في مجلس أمناء مؤسسة القدس، ورئيساً للجنة مساندة الدعوى التي أقيمت ضد شارون في المحاكم البلجيكية. كما شغل عضوية عدد من الجمعيات منها: دار الندوة، والنادي الثقافي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي، وصندوق العون القانوني للفلسطينيين. وكان ممثلاً لفلسطين ومحافظاً لها في عديد من الهيئات العربية والإسلامية،.. وكانت له أياد بيضاء في عدد من المؤسسات الاجتماعية والخيرية اللبنانية والفلسطينية والعربية ولاسيما (صندوق الطلاب الفلسطينيين) و(الصندوق الخيري لأهالي عكا)، وقدم الكثير من الدعم المالي للصندوقين لمساعدة النشء الفلسطيني والعربي على متابعة دراستهم، وكان يقول: "لاشك أن أمتنا تواجه هموماً كثيرة، كما تواجه الآن واقعاً صعباً وتحديات كبيرة، عليها أن ترتقي إلى مستوى القدرة على مجابهتها، وعساها أولاً أن تعي قدر ذاتها، ولاسيما أنها تخوض صراعاً لا ينفعه إلا سلاح العلم والوعي والإدراك"،... ولما كان يردد "أن العقل السليم في الجسم السليم" فإن عطاءه كان يشمل من منهم بحاجة للعلاج ولا تسمح لهم الحاجة للمال كي يقوموا بذلك،.. لقد تمكن أبو رامي بجهده ومثابرته على العمل الجاد من تكوين ثروة شارك بها كل محتاج، كما لم ينس أن النضال في سبيل القضية يلزمه التمويل، فأجزل في سبيل تمويل هذا النضال ما قصر الكثيرون عن مثله،... كما أنه ترك ثلاثة كتب هي: (صفحات من حياتي في السياسة والثقافة وبين الناس) وكتاب (في المصارف والاقتصاد، كلمات ورسائل ومراجعات) في جزأين،.. في الكتاب الأول الذي صدر عن دار العلم للملايين عام 2002 في 455 صفحة يقدم فيه أبو رامي الوجه الآخر لتجربته خارج عالم المصارف والاقتصاد، ويفيء جوانب من عمله في خضم النضال القومي العربي والوطني الفلسطيني، ومدى تعلقه بشؤون السياسة والثقافة،.. ومن أقواله عن الكيان الصهيوني: "إن هذا الكيان وإن بدا اليوم قائماً قوياً، فهو لا محالة راحل، طال أم قصر الزمن.. سيكون هذا يوماً تاريخياً، قد لا أكون شاهداً ولكنه آت"... وصحيح أن "أبو رامي" قد رحل قبل أن يتحقق رحيل الكيان الصهيوني، إلا أنه من كان بكل تلك القامة الناصعة من النقاء في الانتماء ليس بغريب عن أفراد عائلته أن تكون امتداداً ناصعاً أيضاً لنضاله فلقد تبنت عائلته هذه المبادئ التي حملها وحولتها إلى أسلوب حياة وأتبعت عشرات المشاريع التنموية والتعليمية التي خلفها أبو رامي بقصد كسر الحواجز غير المرئية حول المخيمات واللاجئين بإنشاء دار للثقافة والفن تتخطى ما تبقى من حدود... كثيرة أنشطة عائلته وفي مقدمتهم الأستاذ رامي الذي أسس تلك الدار وأسماها (دار النمر) للثقافة والفن وأطلق من خلالها برنامجاً حضارياً غنياً يربط بين حضارات العالم وفلسطين في العاصمة اللبنانية بيروت،.. وعبر هذه الدار تم توجيه أول رسالة ثقافية من خلال احتضان «فيلا سالم» البيروتية التراثية في منطقة كليمنصو لمشروعها الثقافي، وشرحت حينها رشا صلاح المديرة التنفيذية لدار النمر أن المبنى ككثير من الأبنية التراثية في بيروت كان مهدداً بالزوال ويعود بناؤه إلى 1936 على يد المهندس المعماري لوسيان كافرو... وقال الأستاذ رامي: «المبنى ملك عائلتي والهدف من شرائه في بادئ الأمر كان تجارياً، إنما جماله جعلني أقرر الحفاظ عليه وتحويله إلى مركز ثقافي،.. وأوضح «أملك مجموعة كبيرة جداً من الأعمال الفنية. وبنظري أي مجموعة فنية إذا لم يكن لها هدف باتت شخصية،.. ولهذا بدأت التفكير بمشروع بناء مركز ثقافي يدير في جزء منه مجموعتي الفنية الكبيرة جداً التي تضم قطعاً فنية تعود لعشرة قرون إلى الوراء في المشرق العربي،... وأوضح الأستاذ رامي في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه افتتاح الدار أن المناطق التي جمعت منها التحف تحمل إرث الثقافة الإسلامية والمشرقية بما تتنوع به من أديان ومعتقدات مختلفة وتسلط الضوء على تطور التاريخ السياسي للمنطقة،.. ومن أبرز القطع مخطوطات ونقود وقطع خزفية وتحف زجاجية وأسلحة ودروع وأقمشة وأدوات معدنية وتحف خشبية مطعمة بالصدف وصلبان مسيحية وفخار أرمني من القدس فضلاً عن أعمال فلسطينية حديثة ومعاصرة بالإضافة إلى لوحات ورسوم لمستشرقين،.. وتحدث عن الرؤية التي يريدها أن تتجسد من خلال نشاطات الدار بالقول: "لبنان كان هو المنارة الأساسية في الشرق التي احتضنت الكثير من المثقفين والفنانين ورجال السياسة ووفرت لهم الحماية ومنحتهم منبراً ليعبروا عن أنفسهم بجميع الطرق،.. وأضاف: نشهد تراجعاً في الدور الثقافي والفني في المجتمعات الشرقية ونشهد دماراً للثقافات ودماراً لآثارنا ودماراً لشخصيتنا المشرقية، مشيراً إلى أن لبنان هو آخر بلد عربي يتمتع بهامش واسع من الحريات على الرغم مما فيه من مصاعب ومصائب، وأضاف: مثلما نخشى على الذاكرة الفلسطينية من المحو نخشى أن ينزوي لبنان عن محيطه العربي وينعزل جراء مشكلاته الكثيرة وهذا الأمر لو حدث سيفقد لبنان دوره الثقافي البهي وسنفقد نحن بذلك المنارة آخر موقع مشرقي للثقافة فإذا سقط انتهينا، وعبّر عن أمله في أن تتحول الدار تدريجياً إلى منبر للحوار الرفيع والجاد في أي شأن عربي راهن أو حتى في أي قضية دولية خصوصاً إذا كان لها تأثير في مستقبل الشؤون العربية،... وقال الأستاذ رامي: كان الفلسطيني أول الضحايا في المنطقة. حتى إن الدعاية الصهيونية كانت تصف فلسطين بأنها أرض بلا شعب ونحن من هذه الدار سنقول: لا. ها نحن. الأرض والثقافة والشعب...

وهنا لا بد لي من الإشارة إلى أن الأستاذ رامي رفعت النمر يملك واحداً من أكبر عشر مصارف في لبنان وهو مصرف فرست ناشونال بنك، وابتهاجاً بتوقيعه مع مدير البنك الأوروبي للاستثمار (أورومينا 3) فيليب دو فونتين كشركة مزدوجة دلالة على تزخيم الثقة في القطاع المصرفي اللبناني، دعا الطرفان إلى حفلة استقبال في حدائق فيلا دونا ماريا سرسق. ومن أبرز الحضور في ذلك الحفل نذكر: النائب آلان عون، وجيه البزري رئيس غرفة التجارة الدولية في لبنان، رئيس تجمع رجال الأعمال الدكتور فؤاد زمكحل، ورئيس شركة المطاحن ارسلان سنو، وسفيرة اسبانيا ميلاغروس هرناندو ايشيفاريا، والوزير السابق الدكتور جورج قرم، والمحامي شوقي الملاط، ورئيس تحرير "الأفكار" وليد عوض، وناشر مجلة "أوبورتونيتي" رمزي أمين الحافظ، ومدير تحرير مجلة "الاقتصاد والأعمال" بهيج أبو غانم والقطب المصرفي عبدو جفي،.. وسبق حفلة الاستقبال مؤتمر صحفي لرامي النمر وفيليب دو فونتين قال خلاله الأستاذ رامي: "هذا يعني بوضوح أن لبنان لا يزال موضع ثقة ولا يزال مدرجاً في لائحة المستثمرين الاستراتيجيين، من أفراد ومؤسسات"...

وقبل أن أختم مقالتي هذه أود الإشارة إلى أنه تكريماً لوالده رفعت صدقي النمر في الذكرى الأولى لرحيله قام محبّوه بإنجاز كتاب يعتبر مشروعاً ثقافياً أكثر مما هو كتاب يتناول اهتمامات الراحل، حرره الدكتور أنيس الصايغ، الذي تواصل مع نحو مئة مثقف فلسطيني وعربي بين سياسييين وخبراء وناشطين ومقاومين، ليشاركوا في هذا الكتاب الذي اختيرت عناوينه بدقة واستهداف... وقد استجاب للصايغ نحو سبعين مشاركاً، نذكر منهم على سبيل المثال: بسام الشكعة، بهجت أبو غربية، بيان نويهض الحوت، جابر سليمان، جواد يونس، جورج جبور، حسن أبو رقبة، حسين أبو النمل، خيرية قاسمية، رامي رفعت النمر، شفيق المصري، صلاح صلاح، طلال ناجي، عبد الله حمودة، عبد العزيز السيد، عصام نعمان، فضل شرورو، قاسم عينا، ليث الشبيلات، ليلى خالد، ماجد الزير، ماهر الطاهر، محسن صالح، محمد العدلوني، مصطفى اللداوي، معن بشور، ممدوح رحمون، منير شفيق، ميشال إده، هارون هاشم رشيد، وليد محمد علي، وياسين سويد، بالإضافة إلى العديد من الكتاب والشخصيات الوطنية،... وقد صدر الكتاب عن الدار العربية للعلوم ناشرون "بيروت"، ويعود ريعه لجمعية الرعاية الصحية التي أسسها الراحل النمر، ويقع في أكثر من ستمئة صفحة، ويقسم الكتاب إلى خمسة أقسام تتحدث عن حياة واهتمامات رفعت النمر في فترات طويلة من حياته، وتنقسم أوراق المحور الأول إلى ثلاثة أقسام، فلسطينية و«إسرائيلية» وعربية، أما المحور الثاني (القسم الرابع) فهو يقدم نُبذاً موجزةً عن عشرين مؤسسة أو هيئة عربية عُني النمر بها وتواصل وتعامل معها بشكل فاعل ومستمر، كمسؤول أو عضو مشارك في النشاطات أو مستشار أو مخطط، وكداعم مالي رئيسي في معظم الأحيان، ويتطرق الكتاب كثيراً إلى الحديث عن كل مجالات النشاط والالتزام التي قام بها والد الأستاذ رامي في دائرتي النضال الفلسطيني والعمل الوحدوي العربي.... وبالطبع أود التأكيد أن الأستاذ رامي ورث الأمانة من والده فكان خير خلف لخير سلف،.. وحمل مبادئ أبيه فكان عظيماً كأبيه.... وفي ختام مقالتي أود القول بأن المرحوم الخالد أبو رامي رفعت هو الذي شجعني على مواصلة الفن التشكيلي مؤكداً لي أن الريشة تبقى منبراً فعالاً في إيصال الرسالة للأجيال من أجل فلسطين والإنسان، والفن يبقى أثره خالداً على مدى العصور،.. ولم يترك معرضاً لي من عام 1995 إلا وحضره وخاصة معرض "من أجلك يا قدس" الذي أقيم بالقاعة الزجاجية في بيروت عام 2000 وكان أول الحاضرين وانبهر بلوحاتي وخاصة لوحة أم الشهداء أم العبد وقال لي أريد اقتناء هذه اللوحة بعد تجوالك كما قلت لي في عدة بلاد بنفس عنوان "من أجلك يا قدس"، ولكن للأسف عندما عدت من معرض القدس الدولي في اسطنبول إلى بيروت علمت بوفاته وبقيت لوحة أم الشهداء أم العبد إلى أن قدمتها إلى الأستاذ رامي ورويت له القصة وسلمته اللوحة الأصلية وكان مسروراً جداً لاحتفاظي باللوحة حيث عملت على تنفيذ رغبة ووصية والده، والآن اللوحة معروضة في مركز النمر للفن والثقافة. كما أنني أود الإشارة إلى أنني حالياً سأقوم بتأليف كتاب عن سيرته وتاريخ حياته راجياً من الله بأن يوفقني في هذا العمل.  

بداية الصفحة