بين حناياك أسافر بالتِّيه

أُخطِّطُ ويسرح خيالي

أبني وأفرش قصرَ أحلامي

هنا أضع الزهور وأسكُنُ قلبَه

أثمَلُ بِأزكَى العطور

أبحثُ عن وعودِه

عن ضَمَّةِ دفءٍ ووجودِه

وأُكمِلُ سَيري بِمتاهَةِ سَفَرِي

ينظُرُ إلَيَّ من بعيد

يُوهِمُنِي باقترابِه المفقود

ومَملكَتِي السِّرِّيَّةِ بِفؤادِه

وعَرشِهِ الذي يَأنَسُ بِوِدادي

وأطيرُ وأَتَحَمَّلُ تياراتِ هوائِه

وأنقادُ بلا إرادةٍ لِبداياتِه

أُصدَمُ بِقِصَرِ عُمرِ قَدَري

يُكَشِّرُ عن أنيابِه

يَقذِفُنِي من أعلى هضابِه

فلا أموتُ ولا أَحيَا

أُقاوِمُ نَكَباتِه

يَتَخَلَّى عَنِّي وأَتَحَلَّى بِصَبري

لا أَستَسلِمُ لِبُكاءِ يَأسِي

أُذَكِّرُهُ بِطُقُوسِ كتابِه

عن عنادِنا والعشقِ لِمُنتهاه

يقينٍ وعهدٍ بِيَدِهِ قد مَحاه

أَثُورُ لا أُصَدِّقُ أَفعالَه

سَلَبَنِي داري واشتَعَلَت ناري

كرامَتِي أَبَت عِتابَه

هَدَمَ بنائي قَتَلَ انتمائي لَهُ وولائي

حَطَّمَ سَكِينَتِي أَخَذَ وطنِي

أَسَّسَ دولَتَهُ على أَنقاضِ انهيارِي

تَعَلَّقتُ بين سلاسل أوهامِ أرضِه وسمائِه

عُدتُ أَفتَقِدُ أماني

لا أَجدُ مكاني وعنواني

لن أَقبلَ خضوعي ولن أَغرِقَ بِنهرِ دموعي

سَأَخُطُّ نهايةً لِأَحزاني

لن أَعيشَ بِقلوبٍ خاوِيَة

بِأنانِيَّتِها عن غيرها لاهِيَة

سَأُغلِقُ مزلاجَ روحِي

وأهرُبُ من عذابِ رُوحهِ ناجِيَة

أَلُوذُ بالفرارِ

أَلجَأُ لِأَحضانِ جزيرتي الشَّافِيَة

قلمِي وأوراقي الحانِيَة