الأدب

... ' معركة تحت السجادة ' ...

كتب في : الاثنين 08 اغسطس 2022 - 10:58 مساءً بقلم : منى خليل

 

مستيقظة كل يوم في حالة تبعثر تلملم كل شيء قد تساقط علي الارض

من فم اطفالها الثلاثة.

 

فهناك بقايا حلوي خلف الاركان قد تجمع عليها جيوش النمل.

 

وتحت سجادتها القديمة التي عفي عليها الدهر بقايا قطعة شيكولا.

تحاول تنظيف كل شيء سريعا .

تسابق الزمن وتنظر الي صغارها وتوقظ ابنتها الكبري صاحبة

الاثتني عشر عاما لتوصيها علي اخواتها الصغار

 

لمدة الثمان ساعات خارج البيت . تفكر وتحسب الوقت وتطمئن نفسها .

 

سوف ينامون اربع ساعات ويستيقظون حوالي اربعة ساعات فقط .

تتمني من ابنتها الكبري كل السيطرة حتي تعود من عملها .

هرولت علي سلالم بيتها الطويلة. كانت تعيش فوق السطح.

تفكر وتتصور جميع سيناريوهات العالم .

ماذا لو اهملت ابنتها الكبري الصغارفسقط احدهم من الشباك.

او فتحت البوتجاز التي حظرت استخدامه. او ضربت اخواتها ووووووو.

واخيرا التقت بالشارع الصاخب لعلها تشفي من افكارها.

 

ثم رأت رجلا تخطي العقد الخامس من عمره يقف علي عربة كبيرة

بها جميع انواع الحلويات.

ولكن ماهذا العجين الجديد المحشو بالشيكولا.

حاولت الاقتراب من العربة وعيناها اتسعت من جمال هذه الحلويات

 

الكثيرة الذي تفنن هذا الرجل بصنعها.

هي حقا تكره الحلويات التي تبقي بقاياها عالقة بكل شيء بالبيت مما

 

يستدعي يوميا جيوش النمل . واحتفال الصراصير .

 

ولكن .. هي تحب سعادة صغارها سوف يفرحون كثيرا بهذا النوع

الجديد من الحلوي.. ثم مدت يدها واختارت

 

ثلاث انواع مختلفين. وسألت هذا الرجل عن ثمنهم فأجابها عشة جنية

بس اه انا بضاعتي نضيفة وجديدة بس رخيصة. رخيصة اوي .

تعجبت قليلا من خلو حرف الراء من داخل فمه واسنانه المسوسة الكبيرة.

حاولت ان تفتح حقيبتها وتبحث في اشيائها المبعثرة.

 

ولكن . لا يوجد غير فلوس المواصلات وقد نسيت انها بأخر الشهر .

لكن العشرة جنيهات متوفرة بالمنزل .

 

ثم جاء رجل اخر يزاحمها علي العربة ويأخذ من جميع انواع الحلوي

ولم يدفع شيء للرجل صاحب الاسنان المسوسة ويقول له .

القبض انهاردة وانا راجع اعدي عليك .

وجاء رجل اخر واخذ عدة انواع من الحلوي ونفس الشيء وانا راجل أعم حمودة .

وعم حمودة مبتسم ابتسامة كلها تسوس ورضا .

ثم . قالت له يا عم حمودة انا ساكنة هنا علي السطح ممكن اما ارجع تاخد فلوسك .

وسوف احدفها اليك لاني اتاخرت عن عملي

 

. بكل تعنيف منه كان رده لا .

تعجبت منه وتذكرت هؤلاء الرجال اللذين أخذوا كل شيء مجانا بسهولة وتلمس

 

لهم الأعذار. لماذا يرفض ألانها امرأة. حاولت ان تتماسك وتشرح له ظروفها .

ولكنه صمم وأبي.. تركت الحلويات بحزن شديد علي العربة .

كانت تتمني ان تأخذها لتفرح صغارها. تريد أن تمسح البقايا منهم بكل رضا

تريد رؤية جيوش النمل الزاحفة والصراصير الطائرة. في سبيل نظرة

رضا وفرحة من صغارها .

 

شعرت بالهزيمة وقذف الوقت . لا وقت يجب أن تسرع لعملها

ولكن خرجت من فمها كلمة تلقائية لهذا الرجل .

 

(( يا حقير )) . نظر لها الرجل باستغراب وحقا اندهش لانه لا يعرف معني هذه الكلمة .

وقال لها ضاحكا كل

 

اسنانه المسوسة خارجة من فمه . ( انا عاف انها شتيمة )

كانت مشيت بعيدا عنه لكنها تسمعه فنظر لها الناس

 

المحيطين معتقدين انها خناقة بينها وبينه. ثم قال لها بصوت عالي

بتشتميني ده انهاردة عيد ميلادي . التفت اليه

 

وبصوت عالي وسط المارة قالت له . ( كل سنة وانت طيب يا حقير )

ومع تعبيرات وجهها المحقون بالدماء .

 

خرج الكلام كأنه كوميديا. فضحك كل المارة .

بداية الصفحة