كتاب وآراء

'ريحانة الفؤاد' من تكون؟

كتب في : الأحد 08 مايو 2022 - 12:46 مساءً بقلم : محمد العمامرى

 

من كانت لزوجها مطيعه ولألامه متألمه ومخففه ولطلباته مجيبه و ملبيه ولكلماته مشتاقه ومستمتعه ولماله مدبرة وموفره ولطعامه متنوعه ومتلذذه ولفراشه وملابسه منظفه ولفكره فاهمه ولأحاسيسه منجذبه وشاعرةوهائمه وبين ضلوعه ساكنه ولعلمه ناهله  ومكمله ولتوجيهاته سريعة ومنفذه ولفؤاده مطمئنه ولبيته حافظه وساكنه ولأولاده مربيه فاضله ولروعه ومخاوفه مهدئه  ولديونه مخففه ولإخلاصه مقدره ولعرضه أمينة وفيه  محافظه ولحبه عاشقه وهائمه ولكيانه محافظه ولإسمه وعمله فاخره راضيه ولصحته مساعده ومقوية ولضيقه وحزنه مفرجه هذه هى ريحانة الفؤاد وملاك الرحمه لكل زوج  فأين هى الآن ؟فمن معه تلك المرأة فليحمد الله لأنها حسنة الدنيا  فى قوله تعالى حيث يقول رب العزة سبحانه وتعالي: «ومنهم من يقول ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار»، فيقول سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه فى تفسير هذه الآية: «فى الدنيا حسنة»، أى المرأة الصالحة «وفى الآخرة حسنة»، أى الجنةفالزوجة الصالحة هى التى تكون عونا لزوجهاتحثه على الصلاة والصدقةوتذكره ببر الوالدين وصلة الرحم وتشاركه الدعاء والصيام والقيام ويقول الحبيب المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه: «من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله فى الشطر الثانى» كما يبين لنا رسولنا الكريم أن الدنيا متاع زائل وخير ما فيها من هذا المتاع هو الزوجة الصالحة لأنها تكون سببا فى سعادة زوجهاورفيق عمرهافى الدنيا 
وأما أسس اختيار الزوجه الصالحة  فقد بينها الدين الحنيف وجعل فى مقدمة تلك الأسس أن تكون المرأة ذات دين يعصمها ويبعدهاعن اقتراف المحرمات ويكون دينها حجابا لها من المعاصى والآثام ومن ثم تكون بعيدة عن كل ما يغضب ربهاأو يدنس ساحة زوجها ومن أجل ذلك فقد بالغ الإسلام فى الحث على إختيار المرأة ذات الدين وعدم الركن على القول بأن الزوج قسمه ونصيب وربنا قدره وخلاص مافيش مساحه للاختيار وغفل أن ربنا قسمه وقدره مقدما فى اللوح المحفوظ  بناء على علمه الأسبق باختيارك لانه علام الغيوب   وها هو ذا رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم يبين أصناف الناس عند إختيار الزوجات ثم يدلنا على الأصوب والأنفع فى الإختيار وهو إختيار ذات الدين يقول صلى الله عليه وسلم: «فاظفر بذات الدين تربت يداك».. وبناء عليه فليعلم كل من غض الطرف عن الدين فى اختيار الزوجة وولى وجهه شطر الجمال ينشده أو الحسب يبتغيه أو المال يتطلع إليه انه مغبون قاصر الهمة لأن الزوجة الصالحة راحةللقلب وأمان للنفس وسعادةفى الحياة  واستحقاقها لا يكون بالسعى  بقدر ما يكون بتقوى الله وطاعته لحسن الاختيار وفقا لما وجهنا إليه رسول الله فيقول ابن عربى: - الزوجة الصالحة نعمة لا تأتى بسعيك فهى رزق يساق لمن اتقى ربه  فاتقوا الله واعبدوه حق العبادة حتى  يتاح لكم حسن الإختيار للمرأة ذات الدين واستجلبوا من الله القبول واستمنحوا الرضا حتى يمن عليكم بتلك النعمة العظمى.

بداية الصفحة