حوادث

مازال الإهمال مستمر .. عملية 'زائدة دودية' تنهى حياة مريض بعد إصابته بغرغرينا

كتب في : الأربعاء 13 سبتمبر 2017 - 2:49 مساءً بقلم : محمد عبد الواجد

ومازال الإهمال مستمر .. فأصبح الإهمال الطبى مسلسل لا ينتهى، آخر حلقاته وفاة أحمد عثمان 48 عاما، بعد إجراء عملية الزائدة الدودية بمستشفى المروة بالمهندسين.

أخت الضحية تحكى قصته قائلة: "فى يوم 26 يوليو شعر أخى بتقلصات بالجانب الأيمن، استشار طبيب جريدة الجمهورية - محل عمله - وأوصاه بالذهاب إلى مستشفى المروة، وبمجرد دخولنا الطوارئ أجروا الكشف الطبى عليه، وشخص الطبيب حالته بالإصابة بالزائدة الدودية، دون إجراء أى آشعة، أو سونار، أو تحاليل - بحسب قولها

وأضافت: "قرر الطبيب أن يدخل أخى العمليات فورا، وظل بها ساعتين ونصف الساعة، وخرج بعدها، وفوجئنا بوجود 5 فتحات، الواحدة طولها 5 سم، وعدد الجروح 5 فى أماكن متفرقة بالبطن، وفسر الجراح ذلك بأنه لم يستطع إجراء منظار، وفى ثانى يوم للعملية انتفخت البطن بشكل مرعب، وامتلأت بالصديد، ومنعه الطبيب من شرب الماء، وقال لنا الجراح " س. ج " إنه يعانى من انفجار بالقولون، وشلل معوى، والتصاقات وشلل، وارتشاح ناتج عن الجراحة، وقرر إجراء عملية ثانية له قبل مرور 48 ساعة على الأولى".

واكملت: "فتح الجراح البطن على طول حوالى 260 غرزة بحوالى 60 سم، وقال إنه لم يتمكن من تخييط الجرح، واضطر لتركيب سوستة خارجية، واعترف قائلا "للأسف العملية فشلت" لأننا أعطيناه جرعتين بنج فى أقل من 12 شهرا، وبالتالى الكبد تسمم، وأصبح لا يعمل".

 

 

وأوضحت "ساءت حالته أكثر، وأخفى الجراح أن أخى يعانى من غرغرينا، وتسمم بالدم، وخرج صديد لونه أخضر من البطن وبكميات كبيرة جدا، وانفجرت بالكامل أمامنا، وخرجت الأمعاء، والمعدة، والضلوع، والحجاب الحاجز".

وأستكملت، "كل أطباء المستشفى رفضوا التدخل فى الحالة، وأحضرنا طبيبا من مستشفى منشية البكرى، الذى أكد فى تقرير له أن حالة أحمد سيئة جدا، ولا يعى من حوله، وآثار التسمم الدموى واضحة، وأمر الأطباء بسرعة إجراء تحاليل خاصة بالتسمم الدموى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه".

وأوصى الطبيب بنقله للرعاية المركزة، وتضيف، " سألته، لماذا لم يتم وضعه فى الرعاية المركزة؟ أجاب أن الغرفة العادية أكثر نظافة، وفعلا نزلت لكى أراها ،ووجدتها مليئة بالذباب والقمامة وبقايا براز وبول.

وبكت أخته قائلة: "حاولت نقله إلى مستشفى أخرى ، ولكن جميع المستشفيات رفضت استقبال الحالة لأنها متأخرة.. لفيت على كعوب رجليا علشان مستشفى تقبله، ولكنهم رفضوا، وقالوا إن جرحه ملوث بشكل خطير".

وأردفت، "قرر الجراح إجراء عملية ثالثة لغلق البطن بعد انفجارها، بحجة تنظيفها من الصديد، ووافقنا على العملية الثالثة، وخرج منها مصابا بغيبوبة لمدة 4 أيام، ولا يتحرك، ولا يتحدث".

مستشفى الدمرداش أكدت أن الحالة بها شبهة جنائية، وتعانى من حالات تسمم من الغرغرينا، وعلقت أخت الضحية "بعد مضى 24 ساعة فى طوارئ الدمرداش توفى أخى، وتم تحرير محضر يوم 26 أغسطس برقم "14244"جنح قسم الدقى، ورفض القائمون على المستشفى تسليمى تصريح دفن، وأصروا على تشريح الجثة، وأمرت النيابة بعرضها على الطب الشرعى".

وأكدت شقيقة الضحية أن النيابة أبلغت نقابة الأطباء، والتحقيقات مستمرة ،واعترفت الممرضات بما حدث داخل غرفة العمليات من خلال تسجيلات صوتية.

ورد الدكتور طارق الصدفى مدير عام مستشفى المروة، قائلا إن الطبيب الذى أجرى الجراحة "س.ج" أستاذ جراحة بطب الأزهر، والحالة كانت تعانى من انفجار حاد بالزائدة الدودية وارتفاع سكر الدم".

وأضاف، تم إجراء استكشاف بالمنظار الجراحى واستئصال الزائدة الدودية، وتبين وجود تجمعات صديدية بالبطن واستسقاء نتيجة وجود تليف بالكبد ناتج عن دهون، وتم استئصال الزائدة الدودية ،وبعد استقرار الحالة تبين وجود انسداد معوى فتم إجراء علاج تحفظى للمريض لمدة 3 أيام ولم تتحسن الحالة، وأجريت له عملية ثانية، وهى استكشاف فتبين وجود شلل بالأمعاء واستسقاء بالبطن، فوضع درنقة كبيرة بالبطن للتخلص من المياه الموجودة فيها.

وأوضح ، تم غلق البطن إذ أن انفجار الزائدة الدودية أدى إلى حدوث التهابات شديدة بالغشاء البريتونى وصديد، إلى أن جاء ميعاد فك الغرز، وعند فكها تبين وجود انفجار بالبطن نتيجة عدم التئام الجرح بسبب ارتفاع السكر بالدم، تم تنظيف الجرح وإجراء جراحة للمرة الثالثة، وبعدها حدث اضطراب بالوعى وغيبوبة كبدية".

بداية الصفحة