حوادث

«خلي بالك من مراتك».. قصة زوجة قتلتها «شائعة» في العجوزة

كتب في : الأحد 10 سبتمبر 2017 - 12:21 صباحاً بقلم : أشرف عبد المولى

«خلِّي بالك من مراتك وشريكك».. كانت تلك هي الجملة التي حوّلت شائعة في صدر الزوج إلى شك قاتل، دفعه في النهاية إلى تهشيم رأسها بقطعة حديدية حتى فارقت الحياة.. ملابسات الجريمة غريبة في كل تفاصيلها، فهي بدأت بكذبة وافتراء وانتهت بجريمة بشعة، راحت ضحيتها أم الأولاد بريئةً. البداية كانت بلاغًا تقدم به أحد الأشخاص لرئيس مباحث العجوزة.. يفيد وجود جثة أسفل أحد الكباري.. ملقاة أعلى مقلب قمامة.. على الفور انتقل رئيس المباحث إلى مكان البلاغ وتبين من المعاينة المبدئية أن الجثة لسيدة في منتصف العقد الثالث من العمر.. كانت ترتدي ملابسها كاملة.. ولا توجد أي أوراق تدل على هويتها ومصابة بعدة طعنات بجميع أجزاء جسدها.

 

أيام عديدة قضاها رجال البحث الجنائي، كان شغلهم الشاغل فيها هو تحديد هوية المجني عليها أولا، وهو ما تحقق بالفعل بعد أيام من التحريات، والغريب فى الأمر أن الجميع شهد للقتيلة بحسن السيرة والسمعة الطيبة.. بدأت أصابع الاتهام تتجه نحو الزوج، خصوصا بعد أن أكد الجيران أنهما كانا دائمي الشجار.   في البداية قال زوج المجني عليها إنه خرج إلى عمله مثل أي يوم طبيعي وعندما عاد لم يجد زوجته في المنزل، اكتشف أنها تركت له خطابا تؤكد فيه أنها ستذهب لزيارة أحد أقاربها في إحدى المحافظات الإقليمية.. وعندما سأله ضباط المباحث عن السبب الحقيقى وراء عدم سؤاله عن زوجته طوال عدة أيام.. أكد أنه لم يشأ أن يزعجها.. وأوضح لضباط المباحث أن علاقته بزوجته على أفضل ما يرام.. فأخرج الضباط صورة لجثة المجني عليها، زوجته، فتظاهر الزوج بالحزن وكأنه لا يعلم أي شيء.. وأبدى دهشته من قتل زوجته بهذه الطريقة البشعة.

 

 بدأ رجال المباحث في تضييق الخناق على الزوج الذي بدأت أقواله تتضارب، مما أكد الشكوك التي أثيرت حوله.. فتم إلقاء القبض عليه، وبالكشف عليه تبين أنه سبق وأن دخل أكثر من مرة المصحة النفسية للعلاج من الإدمان.. وبعد محاصرته بالأسئلة اعترف بأنه مرتكب الجريمة، بعد أن دفعه الشك والغيرة إلى قتل زوجته، خصوصا بعد أن همس في أذنه بعض الخبثاء وأوهمه بأن زوجته على علاقة برئيسه في العمل، مما دفعه لقتلها على الفور دون أن يتأكد من صحة الخبر من عدمه.

 

 

 اعترافات تفصيلية

داخل قسم الشرطة جلس المتهم يروي تفاصيل جريمته البشعة قائلا:  "الشك هو الذي جعلني قاتلا، على الرغم من حبي الكبير لزوجتي وأم أولادي، لكن كلام الخبثاء عنها، جعلني أنهى حياتها بهذه الطريقة". 

 

يقول سليمان: "تزوجتها منذ أحد عشر عاما، بعد قصة حب ملتهبة، أثمر الزواج عن طفلين، مرت سنوات العمر، وأنا أسعى لتحسين مستواي، جاءت لي فرصة العمر للعمل بإحدى الدول الخليجية، وبراتب مغرٍ، سافرت للعمل هناك مدة تقرب من عشر سنوات، لكن حدثت مشكلة بيني وبين صاحب العمل، وتم فصلي من عملي بالشركة التي أعمل بها، وعدت إلى القاهرة، بعد أن أضاعت الشركة كل حقوقي".

 

 ويستطرد الزوج القاتل قائلا: "كنت حزينا على تحويشة العمر، التي ضاعت منى، تعرضت إلى صدمة نفسية، لكني عدت لمصر وشاركت أحد الأصدقاء في محل لبيع الإكسسوارات، وكسبت كثيرًا من هذه المهنة، ولكن بمرور الوقت لاحظت أن شريكي في العمل ينظر إلى زوجتي بشكل غير لائق، لم أستطع أن أنطق بكلمة، فلم يكن لدىّ أي دليل كما أنني خشيت من الطرد، خصوصًا أن شريكي مشارك بنسبة أكبر منى".

 

 ويواصل الحديث: "أعترف بأن شكوكي لم يكن لها أساس من الصحة، تحليلاتي كلها كانت محصورة في كون شريكي على علاقة بزوجتي، لذا بدأت في مرافقتها في كل تحركاتها، أحيانا كثيرا كنت أضربها، دخلت المصحة النفسية أكثر من مرة من أجل العلاج، لكن في كل مرة كنت أخرج بعد أن تتحسن حالتي، كنت أشعر أن أهالي المنطقة يرمقونني بنظراتهم، كنت أظن أحيانا أخرى أن هناك كاميرات مراقبة، تراقبني وزوجتي".

 

 

 ومن الشك ما قتل

تابع المتهم "الشكوك أصبحت جزءا من حياتي اليومية، الغيرة أصابتني في مقتل، ذات ليلة كانت زوجتي تجلس بجانبي، وبينما كانت الأمور تسير بصورة هادئة داخل المنزل صارحت زوجتي بشكوكي التي تدور حولها، فثارت ثورة عارمة.. ولكنها لم تشأ أن تهدم بيتنا، حاولت أن توضح لي أن كل شكوكي ليس لها أي أساس من الصحة ولكن دون جدوى، فالشيطان كان قد تمكن من عقلي تماما، ودون أن أدرى قمت بإحضار قطعة حديدية وانهلت بها على زوجتي ضربًا حتى فارقت الحياة، بعد أن توهمت أنها على علاقة بشريكي في العمل".

 

عندما وصل سليمان إلى هذا الجزء من قصته، بكى وصمت قليلا، ثم واصل كلامه قائلًا: "لم أصدق ما اقترفته يداي، فهرولت على الفور وحملتها ووضعتها داخل جوال كبير، وألقيت بجثتها أسفل أحد الكباري".

بداية الصفحة