تقارير

ملف خاص| «المصرية للأخبار» تخوض رحلة الكشف عن «كورونا» في المختبرات الحكومية

كتب في : الخميس 19 مارس 2020 - 12:30 صباحاً بقلم : رشا الفضالى

صباح كل يوم يتوافد مئات المواطنين وترسل مئات العينات من كل أنحاء الجمهورية لتصب فى المعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة للكشف عن مدى انتشار فيروس كورونا «كوفيد-19» فى مصر، وتاتى النتائج مبشرة إلا حالات قليلة فكل من توافد على المعامل أثبتت التحاليل سلبيته لكورونا، أما العينات فأثبتت إصابة 196 حالة بالفيروس تم عزلها فى مستشفيات العزل.. برز دور هذه المعامل التى يصفها الكثير بأنها الدرع الوقائية لمصر فى الأزمة الأخيرة حيث شهدت تكدس الآلاف أمام أبوابها بعد اشتراط الدول العربية الحصول على شهادات الخلو من الفيروس وكذلك قيامها بالتحاليل للمشتبه فى إصابتهم بالفيروس، لتأتى النتائج دقيقة للغاية تعتمدها كل الدول والمنظمات الدولية لما لهذه المعامل من سمعة طيبة.. «المصرية للأخبار» فى معايشة لمحررها داخل هذه المعامل، رصدت على مدار يوم كامل كل أعمال هذه المعامل لتكون شاهدًا على اكتشاف الفيروس فى مصر ومراقبًا على إجراءات التتبع فى هذا الحصن.

حذر ممزوج بقلق ربما تشعر به عند الدخول من أبواب المعامل المركزية بوسط القاهرة، لتطلب تحليلًا خوفًا من احتمالية إصابتك بفيروس كورونا المستجد، لكن سرعان ما يتبدد ذلك الشعور بمجرد البدء فى إجراءات اختبارات كورونا.

 

 

ما بين عينات لمشتبه إصاباتهم بكورونا ومواطنين من أقصى الجنوب والشمال جاءوا لإجراء تحاليل الكورونا، فى المعامل المركزية بوزارة الصحة المكان المعتمد الوحيد لهذه التحاليل.

 

 

تستقبل المعامل المركزية كل يوم مئات المواطنين من 7.30 صباحًا إلى 3.30 عصرًا لإجراء تحاليل الكورونا شرط السفر إلى الدول العربية، فيما تستقبل عينات التحاليل التى أخذت من حالات الاشتباه بكورونا من المستشفيات فى جميع المحافظات لتحليلها.

 

 

قلق من المواطنين فور دخولهم للمعامل خوفًا من نتيجة التحاليل، ليبدأوا مراحل إجراء التحاليل، ليتسلموا النتيجة صباح اليوم التالى قبل سفرهم ب24 ساعة، فى الوقت الذى يتسلل بعض أرغمته ظروف السفر فى نفس اليوم للحصول على استثناء للحصول على نتيجة التحليل فى نفس اليوم للحاق بموعد مغادرة طائرتهم.. تسود حالة من الود بداخل هذه المعامل فى التعامل مع المواطنين، ربما يلجأ البعض لاسترداد ثمن التحاليل، بعد إلغاء رحلاتهم أو تعليق السفر، فيرد العاملون بكل ود واحترام رغم ما قد يخفونه من قلق حذر جراء عملهم اليومى وتعاملهم مع «عينات كورونا».

 

 

فى بعض الأحيان تتعالى دعوات بالنجاة للعاملين فى المعامل من بعض المواطنين الذين جاءوا لتسلم نتائج تحاليلهم، بعد ما لمسوه من جهد يبذل خلال هذه الأيام مع أزمة كورونا.

 

 

على مدار يوم كامل أجرت «الأخبار» معايشة داخل المعامل المركزية تتطلع فيها وترصد مراحل إجراء تحاليل لوباء كورونا، حتى حصول المواطنين على نتائج تحاليهم والمغادرة أو إبلاغ غرفة العمليات المركزية بالوزارة للنتائج الإيجابية لبدء رحلة العزل للمصاب.

 

 

قيمة التحاليل

قبل صعود سلالم حديدية لمقر اللجنة المسافرين للخارج المختصة بإجراء تحاليل، راغبى السفر، يجلس رجلان على مكتبين لحجز قيمة التحاليل، ليدفع القادم إليهما 1050 جنيها ويحصل على إيصال كتصريح لصعود ذلك السلم الحديدى.

منذ 30 عامًا يجلس أحمد جلال مرسى فى نفس مكانه ليبدأ عمله بقطع تكلفة التحاليل، لكن الأمر هذه المرة مختلف فترتفع التكلفة إلى 1050 جنيها إضافة إلى إجراءات احترازية خوفًا من أن يحمل الفيروس أحد المترددين فينقله إليه..يقول إن المترددين يتراصون على مقاعد الانتظار، وكل 4 أفراد يدفعون ويحصلون على إيصال يصعدون به للتحليل، وبعض المواطنين جاءوا لإعادة ثمن التحاليل بعد إلغاء الرحلات لكن كان ذلك صعبًا..ويضيف أن اليوم الأول لإجراء التحاليل الكورونا تكدس الآلاف أمام المعامل، وكان الأمن يدخل مجموعة تلو الأخرى للتحاليل، ويعمل 6 من الموظفين فى حجز التذاكر بالتبادل، واستمر العمل فى هذا اليوم إلى الثامنة مساءً.

تسجيل البيانات

خلف ألواح زجاحية يرتدى موظفون كمامات بمجرد انتهاء سلالم الدرج، يستقبل هؤلاء الراغب فى إجراء التحليل، يتسلمون منه إيصال الدفع وجواز السفر والأوراق المطلوبة للسفر حسبما تشترط كل دولة وغالبيتها دول خليجية ويبدأون فى إجراء مهمتهم بتسجيل البيانات إلكترونيًا.

 

 

يقول أحمد أيمن موظف التسجيل إنه فور صعود المواطن يطلب منه الجواز والبطاقة الشخصية وصورا شخصية والتحليل الذى يرغب فيه إضافة إلى إيصال الدفع ليقوم بمراجعتها وإدخال البيانات على «السيستم» فى عملية لا تستغرق 40 ثانية.

 

 

يحرص الموظف على الدقة فى إدخال البيانات: لو حدث أى خطأ يعطل المواطن عن سفره ويعيد كل مراحل التحاليل ثانية ثم يوجه إلى المرحلة التالية. يزيد من حرصه وزملائه التعقيمات التى تتم بالمكتب من رشه بالمواد المطهرة والحرص على ارتداء الكمامات وتغييرها باستمرار إضافة إلى تعقيم يديه باستمرار.

 

 

 

 

لجان التحاليل والفحص

 

تعد هذه المرحلة الأكثر خطورة، فتوجد 6 لجان تعمل على سحب عينات فيروس كورونا، بإجراءات احترازية ووقائية خوفًا من أى إصابة..داخل كل غرفة يوجد طبيب يرأس اللجنة وإدارى وفنيان، تبدأ المرحلة بقيام الإدارى بمراجعة بيانات المواطن على جهاز الكمبيوتر، ثم يأتى الطبيب الذى يفحص جواز السفر ويطابقه بمن يقف أمامه، ثم الفنى الذى يسحب عينات تحاليل كورونا فى مرحلة تليها.

 

 

يقول بهاء الشربينى إدارى اللجنة إنه فور وصول المواطن يراجع بيانات الشخصية، والباسبور والبطاقة وجهة السكن والعمل ومحافظته والقيمة المالية التى دفعها، ومطابقة الأصل بصور أوراقه ثم يحول للطبيب.

 

 

يستكمل الطبيب أحمد السيد رئيس هذه المرحلة فيدقق فى جواز السفر ثم ينظر إلى حامله نظرة دقيقة: المهمة الأساسية لى أن يكون اللى فى الباسبور هو اللى واقف أمامي، حتى لا يأتى أحد مكان آخر ثم بعد ذلك أحوله لسحب العينة.

سحب عينات كورونا

فى نفس الغرفة يجلس الفنيان اللذان يقع على عاتقهما المهمة الأخطر داخل اللجنة، يرتدى كل منهما قفازات فى يده وكمامات وبالطو للعزل، يجلس كل منهما أمامهم من يريد سحب العينة، فيبدآن عملهما دون أن يشعر من أمامهما بأى خوف.

 

 

يبدأ الفنى عمله بارتداء جلفز وكمامة وبالطو، ثم يجلس المواطن أمامه فيبدأ عمله بفتح أداة الاختبار الـpcr، أو الماسح «السواب» فيأخذ عينة من الفم آخر الحلق مكان استقرار الميكروب، وعينة من آخر الأنف ويتم وضعهما فى «الميديا» مع مادة حافظة وإغلاقها بإحكام، ووضعها فى أنبوبة تحمل بيانات العميل، ورقم باركود وترسل للمعمل للتحليل.

 

 

يعتاد الفنى أخذ مسحتين من الفم والأنف للتأكد من وجود الفيروس رغم جواز سحب عينة واحدة، فى عملية لا تستغرق دقيقتين ثم تجمع العينات ويتم إرسالها إلى المعمل لتحليلها نهاية اليوم.

 

 

 

تحاليل المستشفيات

على جانب آخر لا يقل أهمية عن سابقه توجد غرفة استلام العينات التى تستقبل مندوبى المستشفيات من جميع أنحاء الجمهورية لتتسلم منهم عينات فيروس كورونا منها وتسجيلها وإرسالها للمعمل لتحليلها.

 

 

بداخل المعمل يوجد 3 موظفين يحرصوا على استلام العينات الاتية من الخارج وفحصها ومعرفة مدى سلامتها وتسجيلها فى الدفاتر وسيستم المعامل ثم وضع رقم الباركود عليها.

 

 

أكدت رحاب راشد مديرة المعمل أن الوزارة وضعت برنامج مكافحة العدوى على أعلى مستوى وأى شخص يعانى من أعراض يتوجه إلى أى مستشفى حميات وبعد تشخيصه يتم إجراء التحليل ويرسل العينة للمريض إلى المعمل تشمل بياناته.

 

 

وأضافت أن العينات يتم تسجليها وترسل للمعمل للتحليل، وبعد ذلك يتم إبلاغ نتائجها لقطاع الطب الوقائي.. وأشارت إلى أنه فى حال وجود عينة خاطئة أو تم اخذها بشكل خطأ يتم إعادتها لسحبها مرة ثانية.

 

 

وأوضح مصطفى محمد فنى بالمعمل أن العينات التى يتم استلامها من الخارج تكون عبارة عن مسح من الفم والأنف، وسيرم (عينة دم) وعينة بصاق، وتحديد صلاحيتها وتأخذ رقما ويتم وضعها على الشبكة وترسل للمعمل.

 

 

وأشار إلى أن أى عينة بها مشكلة يتم إرسالها إلى المعمل للفصل فيها، مثل مسح من غير ميديا وهى مادة حافظة للمسح تحفظ الفيروس لحين التحليل حتى لا يتعرض الفيروس للموت.

 

 

وأوضح أنه يتم التعامل مع العينات ومدربون على ذلك، ونأخذ الاحتياطات من كحول وغسل الأيدى باستمرار بعد تصنيف الفيروس كوباء عالمي، وأول ما ندخل البيت يتم غسل الأيدى.

تحليل العينات

يعد المكان الأكثر تعقيمًا وحذرًا فى الوصول إليه،، فيحظر دخول أى شخص إليه غير العاملين به، فبمجرد وصول العينات إليهم يتم إدخال رقم الباركود على جهاز الكمبيوتر، وفصل العينات ووضعها على جهاز.

 

 

يتلقى قسم الفيروسات بالمعامل يوميًا عينات من مستشفيات الحميات على مستوى الجمهورية بالإضافة إلى عينات لجان المسافرين للخارج التى تجرى داخل المعمل لتحليلها وإظهار نتائجها..يعمل فى القسم أكثر من 20 شخصًا وتم تقسميهم على مدار اليوم، ويتم فصل العينات وإدخالها على أجهزة الـPCR، بواقع 20 عينة فى الدورة الواحدة التى تستغرق 5 ساعات، وبعد ظهور النتيجة يتم تسجيلها على السيستم واعتمادها من مدير المعمل ورئيس ادارة المعامل وتسليمها لأصحابها بعد 24 ساعة من التحليل.

بداية الصفحة