مدينة سبتة السليبة فض خاتم المغرب المنهوب، مدينة حاضرة في الذاكرة والوجدان، العربي الإسلامي تأبى الانصياع أو النسيان، عصية أبية، متجاوزة للحدود الجغرافية رغم الاحتلال، ومتمردة على المفسدين رغم القيود، رغم عنصرية الحزب اليميني المتطرف VOX.
لقد قال بعض الشعراء في مدينة سبتة الصامدة 
فكل جبار اذا ما طغى  وكان في طغيانه يسرف. 
أرسله الله إلى سبتة    فكل جبار بها يقصف.
هي سبتة السليبة بجبالها وشاطئها وعمرانها واناسها،أرض السلام والتعايش هي التي الهبت المشاعر، وحركت القرائح، واسالت المداد دموعا تجري على صفحات خدها الوقاد.
سبتة حزينة بسبب الوضع الصعب الذي تعيشه عقب قرار المغرب إغلاق المعابر التجارية ومنع التهريب.وكان رد حزبا اسبانيا راديكاليا إلى اشهار خيار الكفاح العسكري لمواجهة الأوضاع السيئة في المدينة المحتلة.
وهذا المقترح التصعيدي يقف من وراءه زعيم حزب "VOX"اليميني المتطرف، الدي يمثل القوة السياسية الأولى في سبتة المحتلة، إذ دعا " خوان سيرخيو " أعضاء حزبه في المدينة المحتلة إلى النضال في الساحة الانتخابية، مستدركا "لكن نظرا للأوضاع السيئة، لا تستغربوا في النهاية اذا تطلب الأمر التدخل العسكري.
وشبه السياسي الاسباني المتطرف الوضع في سبتة السليبة بحال الفلسطينين والإسرائيليين الذين يتصارعون على الأرض،  وخاطب أعضاء حزبه: "أؤكد لكم أن هؤلاء الناس ( الساكنة المسلمة في المدينة )  اذا لم نقبل رؤيتهم الإسلامية سيتعاملون معنا كمحتلين، مثل حالة الإسرائيليين " ، مشددا على ضرورة مواجهة المغرب في خطوته الأخيرة. 
واندلعت أزمة سياسية كبيرة في سبتة بعد قرار نائبة في حكومة سبتة المحتلة، تابعة لحزب "فوكس" وتدعى "كارمن باسكيت" رفقة نائب آخر هو " خوصي ماريا رودريغيت" الانسحاب من صفوف هذه الهيئة السياسية،  للتنديد بما يجري تداوله في واتساب " بين أعضاء الحزب حول احتقار ساكنة المدينة من المسلمين  من أصول مغربية.
وكما استفاقت ساكنة مدينة سبتة يوم الخميس 30/01/2020،  على وقع كتابات جدارية عنصرية بحق مسلمي المدينة من توقيع حزب "فوكس" الاسباني اليميني المتطرف.
وأصدر منتدى الثقافات الأربعة والتعايش بالمدينة، بيانا شديد اللهجة ضد حزب "فوكس" متهما اياه بنهج أسلوب غير دستوري، وغير أخلاقي يمس بالانسانية في مدينة سبتة المشهود لها تاريخيا بأرض التعايش بين مختلف مكوناتها الاثنية والدينية والثقافية المتنوعة. وكما عبر الإمام أحمد ليزيد الذي يرأس المنتدى في تصريحات نقلتها وسائل إعلام اسبانية واوروبية، عن إدانته الشديدة لسلوك حزب "VOX" المتطرف.
ودعا الإمام ليزيد إلى التهدئة بالمدينة على اعتبار أنها كانت دائما ملاذا سياسيا لجميع المواطنين الذين يحجون اليها من أجل العيش الكريم وتمتع بالحرية. 
كما أن الإمام وجه تحذيرا كبيرا لممثلي حزب VOX في مدينة سبتة السليبة عن أن أي إهانة أو رسالة ضد مسلمي سبتة، ستكون لها عواقب سيئة على مصير العيش المشترك في أرض السلام والتعايش عبر القرون والازمان سبتة رمز للتعايش والتسامح.
كما أن هذا التصرف غير مسؤول الطائش من زعيم حزب VOX عرف غضب وموجة استنكار شديدة في إسبانيا، واهتماما واسعا من قبل وسائل الإعلام الاسبانية والأوروبية. 
وستبقى سبتة أرض السلام والتعايش والتسامح وتلاقح الحضارات.