كتاب وآراء

'ثمرة الرضا'

كتب في : الخميس 23 يناير 2020 - 9:15 صباحاً بقلم : د.إيناس سامى ابو الفتوح

إن سر الرضا هوالإقتناع بأنّ الحياة هبة وليست حقاًفالرضا هو عباره عن كوب من الماء الصافي يمكن لأيّ

شيء أن يفسده فالغنى الحقيقي هوالرضا بما تمتلك وكأنك تملك كل شيء مهما فقدت من غالى ونفيس  فإن

الرضا هوالذي يجعل الصعب سهلاً ويجعل المرفوض مقبولاً ويجعل القبيح جميلاً فإن الرضا هوالذي يُقلّل

من تأثير اى عجز ويملأ نفوسنا بروح الكفاح والسعي فإنّ الرضا هوالذي يملأ النفس سروراً فيجعل للألم

مذاقاً مقبولاً فالرضامن آثار الإيمان القوى الذي يجعل الإنسان مستريح الفؤادمنشرح الصدر غير متبرِّمٍ ولا

ضجرولا ساخطٍ على نفسه ولاعلى الكون والحياة  إن الرضا هوباب الله الأعظم  وجنة الدنيا من لم يدخله

في الدنيا لن يتذوقه في الآخرة أتعلمون من السعيد حقا إنه من إلتمس أسباب الرضا والقناعة إن

سرالرضاهوالإلتفات لموجودات الله فمن لا يرضى بالقليل لن يرضى بشيء مهما كثر" فحتى تشعر بالرضا

وبالتصالح مع نفسك يجب أن تفعل الشيء الصحيح الذي يجعل الله عز وجل  يرضى عنك فليس من اللازم

أن ترضى عن الدنيا كلها فلا يوجد رضا كامل كما لاتوجد راحه كامله إلّا في الجنةففكِّر فيما عندك وليس فيما

ليس عندك فإنّ ما عندك هو من نعم الله وماليس عندك فهو لحكمة لا يعلمها الا الله ولتعلم ان الرضاهو ثمرة

اليقين فالرضا بالكفاف خير من السعي في الإسراف وبالرضا يستوي المنع والعطاءفالرضا كوب من الحليب

تكفي ذبابة واحدة كي تعكره إلى الأبدفمن أعطي الرضا والتوكل والتفويض فقد كفي ومن وُهب له الرضا من

خالق السموات فقد بلغ أفضل درجات السعادة ففي إمكان المرء أن يبتهج بالقليل الذي بين يديه وأن يجعل منه

مصدر سرور مديد وذلك إذا تحلى بالرضا فمن ينطلق نحو المجهول فعليه الرضا بالمغامرة وحيدا فالرضا

بقضاء الله وقدره هو ثمرة عظيمة لعمل قلبي يكمن فى التوكل على الله  فالرضا آخر التوكل فمن رسخت

قدمه  فى التوكل والتسليم التفويض لله  فقدحصل له الرضا للأبد فالرضا بالقدر طريق الخلاص من الشرك

وذلك لأن المؤمن يعتقد أنّ النافع والضاروالمعز والمذل والرافع وكذلك الخافض هو الله وحده سبحانه

وتعالى فبالرضا يكون أفضل حالات الثبات عند مواجهة الأزمات واستقبال مشاق الحياة بقلب ثابت ويقين

صادق .

بداية الصفحة