الأدب

' إلي حضن أمي '

كتب في : الثلاثاء 21 يونيو 2022 - 12:34 مساءً بقلم : محمد الليثي محمد

 

سأعود ولو سيرا علي الأقدام

إلي حضن أمي

كقطار قديم يبحث عن محطة

متعب أضناه التعب

في أول فرصة سوف أذهب

سأترك خلفي

فرشاة أسناني

حذائي القديم

وبعض أوراقي

سوف أفتح أزرار قميصي

وأستقبل هوائي الجديد

وأنسي قيودي والمرايا

سأدفن وجهي في ظلي

كبدوي يحن إلي قبيلته

سوف أدع جمع أخطائي

وألملم حطامي من شوارع

مسها الظمأ

ومدينة لا تعرفني

وبيتا يسرقني

يسرق عمري

لن أترك نفسي مبعثر

كالندي في صباحاتي

كفرار التلاميذ الصغار

من عصا موسي

أتظنني سعيد

بذلك القيد الجديد

وأنا أغير جلدي كل يوم

كثعبان لا يعرف طريق الحرية

يبحث عن كلمات الوداع

بعد أن ذهبت كل الأحلام

إلي أغصان عالية

كنت كأفراخ تحت المطر

معي ضوء القناديل

وهزيمتي

لقد هزمتني البداية

كحصان مسه السرج

فارتعش

وأدرك أن الفرار في النهاية

كان يظن أن التسكع

في جدران المدن .. شرف

وأن الركض في شوارعها .. حياة

وأن الفرار من الخيام

في حقيبة .. حرية

يا من خدعتني

شكرا لمن قال لي

سوف أبقي حثي أنتها العاصفة

لم يكفني حبها بين حبات المطر

لم يكفني عمرها بين أوراق الشجر

لم يكفني حضنها بين مسافات البشر

سأعيش علي حافة الباب الخارجي

محطم القلب والغصن والوسادة

+++++++++++++++++++++

بقلم الشاعر // محمد الليثي محمد

بداية الصفحة