حكمًا غيابيًا صدر، أمس ، من محكمة الجنايات المختصة بقضايا النزاهة، بحق عالمة البيولوجيا العراقية، وعضو القيادة القطرية بحزب البعث المنحل هدى عماش بالسجن 15 عاما بتهمة التجاوز على المال العام.

 يلقي الضوء على هدى عماش، وكيل وزارة التربية في عهد نظام الرئيس العراقي صدام حسين، عقب الاتهامات التي طالتها مؤخرًا باستغلال منصبها الوظيفي للاستحواذ دون وجه حق على 5 سيارات حكومية نوع بيك أب تعود ملكيتها إلى الوزارة.

وهدى "63 عامًا"، هي بنت صالح مهدي عماش، أحد المسؤولين البارزين في حزب البعث العراقي، حيث شغل منصب وزير الدفاع عام 1963، ونائب رئيس الوزراء عام 1968، وأخيراً سفير العراق عام 1977. ويُعتقد أنه قد تم إعدامه بأمر شخصي من صدام حسين عام 1981.

وتلقب عماش بسيدة الجمرة الخبيثة، وهو اللقب الذي أطلقته عليها القوات الأمريكية نسبة إلى تخصصها البيولوجي، وهي عالمة عراقية أنهت دراستها الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدارس الأعظمية عام 1971، ثم دخلت كلية العلوم في جامعة بغداد وتخرجت فيها بدرجة بكالوريوس علوم حياة عام 1975، وكانت من العشرة الأوائل على دفعتها، حصلت على بعثة علمية فسافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتحقت بجامعة تكساس في دينتون فنالت شهادة الماجستير (أحياء مجهرية) عام 1979 ثم انتقلت إلى جامعة ميزوري، كولومبيا وحصلت على شهادة الدكتوراه في الأحياء مجهرية في ديسمبر 1983 بعد طرحها رسالة دكتوراه حول آثار الإشعاع والعلاج الكيميائي ، الباراكوات (paraquat) وعقار ادرياميسين على البكتيريا والثدييات.

سيدة الجمرة الخبثة

بعد دخول القوات الأمريكية إلى بغداد 2003 شغلت "سيدة الجمرة الخبيثة" الرقم 53 من أصل الـ55 مطلوبا عراقيا على قائمة العراقيين المطلوبين للقوات الأمريكية، وكانت هي المرأة الوحيدة في هذه القائمة، حيث وجهت لها اتهامات بأنها من الشخصيات التي تحاول إحياء البرنامج النووي العراقي بعد حرب الخليج الثانية.

وقال مسؤولون أمريكيون إن هدى عماش تدربت على يد ناصر الهنداوي الذي وصف بأنه "عراب برنامج الأسلحة البيولوجية العراقية"، وتعاني هدى عماش حاليا من مرض سرطان الثدي، ويعتقد بأن سببه هو تعرضها للإشعاعات.

اعتقلت عماش من قبل القوات الأمريكية 2003، وأطلق سراحها عام 2005 مع 7 آخرين من "أركان نظام صدام حسين" لعدم كفاية الأدلة بشأن تورطهم بجرائم حرب، وبعد ذلك غادرت العراق.

وعلى مدى السنوات الماضية، أصدر القضاء العراقي أحكاماً قضائية مختلفة بالسجن بحق مسؤولين بارزين بنظام صدام حسين وفي الحكومات المتعاقبة على العراق بعد عام 2003، بينهم وزراء وقادة ومسؤولون تنفيذيون، لكن حتى الآن لم تتمكن السلطات العراقية من استردادهم من البلدان التي يتواجدون فيها.

عملت عماش مساعد مختبر في كلية العلوم بجامعة بغداد عام 1975م – 1976م، وتدرجت في الألقاب العلمية من مدرس ثم استاذ مساعد بكلية العلوم بجامعة بغداد من 1983م– 1990م، وكلية صدام الطبية من عام 1990 - 1992، ثم نالت مرتبة الاستاذية وعينت مديرا عاما في مكتب امانة سر القطر عام 1992م – 1993م، وعميدة لكلية التربية للبنات بجامعة بغداد 1993م -1995م وعميدة لكلية العلوم عام 1995م – 1997م ثم اختيرت عضوا عاملا في المجمع العلمي عام 1996، وترأست هدى هيئة تحرير المجلة العراقية للاحياء المجهرية، ومجلة كلية التربية للبنات، والمجلة العراقية للعلوم.

تدرجها الوظيفي

و"هدى" عضو جمعية الكيمياء الحياتية البريطانية، وعضو أكاديمية العلوم في ولاية ميزوري في الولايات المتحدة الأمريكية، وعضو الجمعية الأمريكية للمايكروبايولوجي منذ عام 1982م ورئيسة جمعية المايكروبايولوجيين العراقية منذ عام 1991م وشغلت منصب نائب جمعية المايكروبايولوجيين العراقية منذ عام 1991 وشغلت منصب نائب الرئيس فيها من عام 1984م-1991، ولها أكثر من ثلاثين بحثا منشورًا في الدوريات والمجلات العلمية المتخصصة، وتتقن صاحبة لقب سيدة الجمرة الخبثة اللغة العربية والإنجليزية.