العالم العربى

ضرورة إحياء الأخوة المصرية المغربية وفتح بيت المغرب بالقاهرة

كتب في : الاثنين 01 يونيو 2020 - 8:16 مساءً بقلم : محمد سعيد المجاهد/ المغرب

العلاقات المصرية المغربية، ضاربة في عمق التاريخ، لمصر والمغرب ذكريات وذكريات، علينا إحياء الأخوة المصرية المغربية، بالمبادرات الإنسانية والثقافية، وتبادل الزيارات من أجل إحياء الماضي الجميل الذي كان يجمع الشعب المصري بالشعب المغربي.
ففي عهد الحماية الإسبانية، على المغرب، في القرن الماضي، 
كانت قضية التربية والتعليم ارتبطت ارتباطا وثيقا، منذ وقت مبكر، بالعمل السياسي عند رجال الحركة الوطنية في تطوان المغربية، في عهد الحماية الإسبانية على المنطقة الشمالية للمملكة المغربية، ويمكن اعتبار سنة١٩٢٨، تاريخا ذا دلالة في مسيرة الحركة الثقافية الوطنية في شمال المغرب، فكانت اول خطوة هادفة وفعالة في طريق الانفتاح الثقافي والسياسي على الشرق العربي بإرسال اول بعثة طلابية من تلاميذ المدرسة الأهلية بتطوان لمتابعة دراستها بمدرسة النجاح بنابلس بفلسطين.
وبادرت اسبانيا إلى إعطاء المغاربة مزيدا من الحرية السياسية والتعليمية ومن الامتيازات تسهيل إرسال البعثات الطلابية إلى مصر، فكانت اول بعثة طلابية إلى مصر سنة ١٩٣٨م، وكان عدد أفرادها ٤١ طالبا، يتقدمهم مولاي المهدي نجل الخليفة السلطاني، وحملت اسم  البعثة الحسنية نسبة إلى اسم الخليفة السلطاني مولاي الحسن بن المهدي بن إسماعيل العلوي، بالمنطقة الخليفية، وكما تسمى بعثة المعهد الخليفي و بعثة بيت المغرب في القاهرة وكانت تحت إشراف الراحل الشيخ المكي الناصري، زعيم حزب الوحدة المغربية، اما البعثة الثانية كانت صغيرة كانت تابعة للمعهد الحر الذي ينتمي إلى حزب الإصلاح الوطني بزعامة الراحل عبد الخالق الطريس، اما عدد هذه البعثة لم يتجاوز التسعة،فتم انشاء بيت المغرب  بالقاهرة ويعتبر اول مؤسسة رسمية ثقافية مغربية منظمة خارجية، في تاريخ المغرب الحديث، تموله اسبانيا آنذاك، وعين مديره بظهير خليفي، وهذا الأمر أضفى على البعثة طابعا رسميا مكنها من اكتساب مصداقية لدى البلد المضيف مصر.
ومن الإنجازات الهامة التي واكبت البعثة الحسنية بمصر وكانت ثمرة من ثمارها انشاء مؤسسة بيت المغرب  الذي يعد أهم واصخم مؤسسة شهدتها فترة النضال المغربي خارج أرض الوطن. تم تدشينه يوم ١٤ أكتوبر ١٩٣٨م، وتولى إدارته محمد اليمني الناصري، شقيق الشيخ محمد المكي الناصري، وقد كان بيت المغرب  اول بيت للطلبة انشئ لدولة إسلامية غير مصرية على أرض مصر، وحذت الدول العربية حذو هذا البيت، فاسست على غراره بيوت لدول عربية تضم كثيرا من طلبة الأقطار العربية والشرقية، فكان هناك بيتان للسودان،وبيت لكل دولة من الدول العربية الحجاز، العراق، سوريا، لبنان، وإندونيسيا والخ.... 
 وبيت المغرب بين هذه البيوت يحتفظ بمركزه الأدبي والثقافي وبصفته اول مؤسسة ثقافية تأسست على أرض مصر. 
لقد تم تدشين  بيت المغرب رسميا يوم ١٤ أكتوبر ١٩٣٨م بحضور عدد شخصيات، وصادف تدشين بيت المغرب  حدث هام،مؤتمر  اتحاد البرلمانات العربية حول فلسطين  وذلك قبل تأسيس الجامعة العربية، فكان ذلك فرصة لدعوة كبار المشاركين فيه، من مصريين وغيرهم من العرب،لحضور افتتاح بيت المغرب وهكذا توجه إلى حفل الافتتاح جمهور غفير، من علية الشخصيات الحكومية والمدنية، وفطاحل العلماء والأدباء والشعراء، ومن بين هؤلاء الحضور شيخ الأزهر الشريف، ووزير المعارف لمصر، ورئيس الديوان الملكي، ورئيس البرلمان المصري، ورئيس البرلمان العراقي، وعدد من الشخصيات الجامعية المصرية، من بينها الأستاذ أحمد أمين مدير المكتب المغربي للتبادل الثقافي وغيرهم، بالاضافة الى المدير العام لبيت المغرب، المرحوم الشيخ المكي الناصري، والمدير المقيم بمصر  الأستاذ اليمني الناصري، وطاقم البعثة الحسنية، بعثة بيت المغرب، وقد أنشأت مؤسسة بيت المغرب في مصر لتحقيق ثلاث اهداف :
١. ان يكون مكتبا للتبادل الثقافي بين مصر والمغرب.
٢. ان يكون مقرا للبعثة المغربية.
٣.ان يكون معرضا للفن المغربي.
فكان يوجد مقر البعثة المغربية: وهو خاص بايواء الطلبة الذين يدرسون في المعاهد المصرية على حساب الميزانية العامة للمنطقة الخليفية في عهد الحماية الإسبانية، يوجد في شارع السلولي بالجيزة،ونتمنى من الله عز وجل، أن يسهل في خلق مبادرات ولقاءات مغربية مصرية من أجل احياء الأخوة المصرية المغربية وفتح بيت المغرب على أرض الحوار والسلام والتسامح مصر الحبيبة.

بداية الصفحة