العالم العربى

مسجد الكيفان جماعة بني جرفط إقليم العرائش منارة دينية وعمرانية مضيئة.

كتب في : الثلاثاء 09 اغسطس 2022 - 1:33 صباحاً بقلم : محمد سعيد المجاهد/ المغرب

 

حب الوطن لدى مغاربة العالم هو ذلك الإحساس الخفي الذي يحركنا للتعلق به، والإحساس بالانتماء إليه مهما بعدت بنا المسافات، وهو شعور فطري ينمو ويكبر مع تقدمنا بالعمر، وإحساسنا بأنّ لا شيء يضاهي دفء الأرض التي خلقنا من ترابها وترعرعنا فيها، ومهما رأينا وأحببنا من البلدان التي هاجرنا إليها، إنّه حب تناقلناه من الأجداد للآباء فاستقر في قلوبنا وكبر.

إن ارتباط الإنسان بوطنه وبلده مسألة متأصلة في النفس فهو مسقط الرأس ومستقر الحياة ومكان الشرف والعرض، على أرضه نحيا ومن خيراته نعيش ومن مائه نرتوي وكرامتنا من كرامته وعزتنا من عزته.

وتحكي المساجد التاريخية بالمغرب قصة حضارة أمم وتاريخ دول تعاقبت على حكمه، وتعكس هذه الصروح الدينية والحضارية إبداع الفن المعماري الذي يجمع بين ثقافات وحضارات مختلفة، حتى أصبح لهذه الصروح رمزية عمرانية مهمة في شمال إفريقيا. وتتميز مساجد المغرب بطرازها الفريد الغني بالتراث المعماري الإسلامي والتأثير المتبادل لحضارات مختلفة خاصة الحضارة الأندلسية التي أصبحت سمة بارزة لفن بناء المساجد المغربية. ونظراً لقدسيتها ورمزيتها الدينية كان لعمارة المساجد تأثير واضح ومباشر على بقية المباني الدينية والعسكرية والمدنية على مر العصور. المعمار الأندلسي يقول محمد المراكشي الباحث في الآثار والتراث إن مساجد المغرب عرفت عبر التاريخ بمكانتها ورمزيتها وساهمت في ثراء حضارة المغرب وحفظ إرثه التاريخي والمعماري، فكانت المساجد خير حافظ للطراز الهندسي والشكل المعماري والجمالي لفن العمارة القديمة. ويضيف أن ما يميز المساجد التاريخية في المغرب هو هندستها وما اشتملت عليه من أنماط زخرفية وأسلوب تقليدي في بناء القباب والصومعات والمآذن وتزيينها بالزخرفة الأندلسية الأخاذة، إضافة إلى ضخامتها وتناسقها وجمال الشرفات والحدائق وبرك الماء التي تحيط بها. ويشير إلى أن عمارة المساجد شهدت عدة مراحل من التطور راوح بين الاقتباس والإبداع، فرغم تأثير الطابع المعماري الأندلسي فقد احتفظت بعض المساجد بطابعها المحلي الموروث عن حقب تاريخية مختلفة، وظهر نمط معماري جديد مع تطور الفن المعماري وازدهار الصناع التقليدية المغربية.

أثمرت الأوامر الملكية السامية، بخصوص بناء المساجد قيام حيوية في ميدان المعمار الديني وابتكار يحفظ الخصوصيات الأصيلة لهذا المعمار، وذلك موازاة للنمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي اللذين يعرفهما المغرب في العهد المحمدي، واللذين يحملان بصمات جلالته الراسخة، واللذين شملا أيضا تشييد المساجد. وقد شكل ذلك فرصة متجددة للمهندسين المغاربة لتوظيف معرفتهم وخبرتهم بفنون البناء الأصيل، وإعمال قدراتهم الإبداعية لإنجاز أعمال هندسية رائعة. وما فتئ جلالة الملك يحرص حرصا خاصا على صيانة الطابع المغربي الأصيل في بناء المساجد، ويؤكد هذا الحرص كلما وضع حجر أساس أو اطلع على تصميمات مسجد. اهتمامه يتعدى في ذلك الطابع إلى رعاية الألوان المحلية الخاصة بكل منطقة.

إن المساجد التي بنيت في عهد  الملك محمد السادس عديدة ومتنوعة، سواء في الوسط الحضري أو الوسط القروي. ولمقاربة بعض العناصر المميزة لها، فإننا تعمدنا انتقاء محدودا للبنايات التي نعتبرها حاملة لطابع عصرها. 
فلا ننسى الدور الفعال والمسهامة في التنمية المستدامة وبناء المساجد  في المدن والقرى من المحسنين وخاصة مغاربة العالم.

وسيتم افتتاح المسجد يوم الأربعاء 10غشت2022، وذلك بمناسبة اليوم  الوطني للمهاجر بالكيفان و هو دُوَّار يقع بجماعة بني ڭرفط، إقليم العرائش، جهة طنجة تطوان الحسيمة في المملكة المغربية. ينتمي الدوّار لمشيخة بوهاني التي تضم 3 دواوير. يقدر عدد سكانه بـ 1541 نسمة حسب الإحصاء الرسمي للسكان والسكنى لسنة 2004.

على التراب الطاهر لهذا الدوار بني مسجد لينير هذه المنطقة التي لها تاريخ مجيد،وأنجب علماء وفقهاء ورجال الدين.

بداية الصفحة