أخبار عاجلة

ألمانيا ...عمدة مونهايم يريد إبراز صورة المساجد في بلدته

كتب في : السبت 03 سبتمبر 2016 بقلم : عصام الخولى

تحدث عمدة بلدة مونهايم دانييل تسيمرمان، الذي يبلغ من العمر 34 عاما، عن تجربته مع المسلمين ودور العبادة الخاصة بهم بالقول: "كنت أحل من حين لآخر ضيفا على هؤلاء المسلمين في مساجدهم وشاهدت كيف أن الأمكنة هناك ضيقة"، حيث أن نسبة 15 بالمائة من سكان بلدة مونهايم التي يقطنها بالمجموع 43.000 نسمة هم من المسلمين. وعدد هذه الجالية في ارتفاع مستمر خلال الأعوام الأخيرة.

 

ولدى بلدية مونهايم أراض شاسعة وفائض في الميزانية بالملايين. وبوسعها أن تضع مثل هذه العقارات، التي تبلغ قيمتها حاليا 850.000 يورو، تحت تصرف الجالية المسلمة، التي يمكنها القيام بأعمال البناء اللاحقة على حسابها.

 

ردود الفعل

 

"نحن أيضا لا نحصل على هدايا. يجب عليهم أن يذهبوا إلى الغابة"، هذا ما يقوله العديد من المواطنين الألمان المتقدمين في السن خلال استطلاع للرأي في ساحة البلدة. وهم يرفضون أن تؤخذ لهم صور وأن يبقوا غير معروفين كما هو الشأن بالنسبة لـ 300 شخص عبروا عن مشاعر الكراهية في تعليقاتهم إلى عمدة المدينة بالبريد الإليكتروني وبالهاتف خلال شهر يوليو/ تموز.

 

فيرنر غولر، عضو مجلس البلدة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي يرى أن الأولوية يجب أن تكون لبناء المساكن.

 

والعمدة لا يولي الآن أي اهتمام لتلك المواقف ويلاحظ: "إذا لم يكن عددهم أكثر، خصوصا بعد الإعلان عن ذلك في مجموع ألمانيا، فإن ذلك يؤكد لي أن أغلبية المواطنين الألمان يقفون على الجانب الصحيح". العمدة تسيمرمان تم انتخابه قبل سنتين من طرف السكان للمرة الثانية بنسبة 95 بالمائة.

 

 

تنظر المسلمة رشيدة، التي تعيش في مونهايم مثل العديد من أفراد جاليتها المسلمة نظرة انتقادية لهذا العرض. "إذا قبلنا هذه الشروط المرتبطة بمنح الأراضي فقد نفقد استثماراتنا فيها. أنا أرفض ذلك". الشروط التي تتحدث عنها رشيدة هي أن تلك الأراضي قد يلزم إرجاعها إلى مدينة مونهايم في حال لم تحترم الجاليات الدينية قوانين الدستور الأساسي ولم تشارك في البرامج الاندماجية أو إذا تعاملت بشكل غير متسامح مع الأديان الأخرى. من جهته يرى العمدة تسيمرمان أن منح تلك الأراضي يشكل "صفقة متبادلة" بين الطرفين، فبذلك يمكنه التأثير على ما يحدث داخل المسجد، كما يقول العمدة.

 

تضارب المواقف في مجلس المدينة

 

الكتل الحزبية في مجلس البلدة المكونة من الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر اتفقت على موقف موحد؛ وهي تريد الحديث عن حزمة كاملة وإجراء مفاوضات بشأن اختيار الأراضي، حيث من بينها ما يصلح لبناء 40 إلى 50 شقة سكنية. ويرى رئيس كتلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي بمجلس البلدة أن الأولوية يجب أن تكون لبناء المساكن. حتى الآن لم يتم تحديد موعد للحديث مع عمدة المدينة، إلى حين التوصل إلى حلول مع مجلس الاندماج ومع المواطنين والأحزاب الممثلة في مجلس البلدة.

تظاهرة فنية للتأكيد على أهمية التفاهم بين أتباع كل الأديان في بلدة مونهايم.

 

وفي الوقت الذي كثر فيه الحديث عن الأراضي لصالح الجالية المسلمة هناك أيضا تساؤلات بشأن قيام البلدة بتفضيل جالية دينية على أخرى في عملية التوزيع. ويؤكد عمدة البلدة تسيمرمان أن البلدة تقدم مساعدات للكنائس بالتساوي ويضيف: "ساعدنا الكنيسة الإنجيلية بـ 200.000 يورو لترميم سقف الكنيسة ونساعد مركز الجالية الكاثوليكية للأعمال الاجتماعية بـ 150.000 يورو، مشيرا إلى وجود حاجة أكبر وضرورة تقديم مساعدات إلى دور العبادة الإسلامية.

 

وفي هذه الأثناء أكد رئيس الجمعية الثقافية الإسلامية التركية هناك رمضان أكجورا بالقول: "نحن حقا في أشد الحاجة ولكننا لا نريد الحصول على هدايا إذا كان ذلك سيضر بالسلام، ونتمنى أن يتم اتفاق بين الأحزاب".

 

التضامن بين الأديان

 

ورغم وجود بعض الأصوات المنتقدة بين سكان مونهايم فيبدو أن أغلبيتهم متضامنة مع الجاليات المسلمة، كما يؤكدون على أهمية الحوار بين الأديان. وفي أحد أيام شهر أغسطس/ آب شارك مواطنون وممثلون عن الكنائس المسيحية ويهود ومسلمون في مسيرة تضامن عبر بلدة مونهايم للتأكيد بشكل فني على أهمية التفاهم بين أتباع كل الديانات. وتجلى ذلك في قيامهم بدفع عجلة معدنية في وسطها رموز لكل الأديان.

 

بداية الصفحة