تشهد محافظة القاهرة، صباح امس، مظاهرة جديدة من نوعها لم تشهدها مصر من فترة طويلة، بعد سنوات من المظاهرات ذات الطابع السياسي التي تطالب بالإصلاح والديمقراطية، وإنما بهذه الأحداث عاد حراك المظاهرات بمصر للمربع صفر، من خلال عودة المظاهرات الفئوية والمطالبات الاجتماعية مرة أخرى، ما يذكرنا باللحظات الأخيرة في حياة نظام مبارك. 

اليوم تظاهر العشرات أمام معهد ناصر، احتجاجاً على رفع أسعار لبن الأطفال المدعم ورفض الشركة المصرية لتجارة الأدوية صرفه؛ ما أدى إلى شلل مروري تام بكورنيش النيل، وحاولت قوات الأمن المركزي إقناعهم لفتح الطريق أمام المارة، إلا أنهم رفضوا ذلك، وأكدوا استعدادهم للاعتقالات قائلين "نعيش ليه لما أولادنا هتموت من قلة اللبن".

اقرأ ايضا: بالفيديو.. سيدة تصرخ فى وجه ضابط بسبب ألبان الأطفال المدعمة «عايزين لبن»

وكان عدد من الصيادلة قد أكدوا وقف صرف الألبان المدعمة من الصيدليات الحرة بدءاً من اليوم أول سبتمبر، والاعتماد في التوزيع والصرف على مراكز الأمومة والطفولة المنتشرة في المحافظات البالغ عددها 1005 منافذ.

ودشن رواد موقع التواصل الإجتماعي «تويتر» هاشتاج «_لبن_الأطفال»، وعبروا فيه عن غضبهم، من ارتفاع سعره وقلته في الأسواق، منقدين أداء الحكومة ووزارة الصحة لعدم توفيره.

وبالرجوع بالزمن إلى الوراء، نجد أن المظاهرات الاجتماعية، هي التي بدأ من خلالها السخط على حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ففي السادس من إبريل عام 2008، تظاهر العديد من عمال شركة الغزل والنسيج بالمحلة، احتجاجاً على تردي أحوالهم المعيشية وعدم صرف رواتبهم، وانضم إليهم العديد من الحركات الشبابية السياسية، ووقتها سقطت صورة «مبارك» على الأرض، وكانت بداية الطريق الطويل لنهاية النظام، الذي كان عماده وقفات الموظفين المحتجين على قلة المرتبات وانقطاع الكهرباء والمياه.

اقرأ ايضا: «من الغضروف إلى الإيدز».. صفقات «معيوبة» تحدث في مصر فقط