حوادث

'صدمة سبب موتهم'.. قصة الخطأ في شهادات وفاة 'ضحايا المنيا'

كتب في : الثلاثاء 30 مايو 2017 - 12:15 صباحاً بقلم : أشرف عبد المولى

عندما ذهبت أسرة عايد حبيب (46 عام)، العامل الذي قتله مسلحون باستهدافهم حافلة كان يستقلها مع أخرين، إلى مستشفى العدوة لتستلم شهادة وفاته، فوجئوا بأن سبب الوفاة المذكور هو «صدمة» فقط.

 

وكان مسلحون ملثمون قد هاجموا حافلتين للرحلات وشاحنة صغيرة، الجمعة الماضية، كان يستقلهم أقباط في طريقهم إلى دير الأنبا صموئيل المعترف بمحافظة المنيا، ما أدى إلى مقتل نحو 28 شخص وإصابة 24 أخرين - بحسب وزارة الصحة.

 

لم يكن هذا هو حال أسرة عايد حبيب وحدها، لكن نحو 9 أسر أخرين أصدرت مستشفى العدوة بالمنيا لموتاهم شهادة تثبت أن الوفاة نتيجة صدمة دون الإشارة تمامًا إلى إصابتهم بطلقات نارية.

 

«وقعت مشادات بين أسرتنا وأسر الضحايا الأخرين مع الأطباء بالمستشفى، قلنا لهم (أنتم مزورين)، فقالوا (هذه تعليمات المسؤولين في المستشفى)، بقينا نبحث عن مسؤول نتحدث إليه في المستشفى ولم نجد».

 

يقول مايكل بيباوي حبيب، نجل شقيق عايد.

 

فيما اشتكى مجدي حليم، أحد أقارب ناصف ممدوح (30 عام)، -الذي قُتل بطلق ناري- من سوء معاملة الأطباء والعاملين بمستشفى العدوة: «طلب طبيب التشريح أن يُشرح الجثة، ورفضنا لأن سبب الوفاة معلوم، فتحدث بطريقة غير لائقة، ثم فوجئنا عند استلام شهادة الوفاة في اليوم التالي أن السبب المذكور هو صدمة رضخية، فرفضت استلامها، وأبلغت النيابة وأسقف مغاغة».

 

تغير الوضع

بحلول مساء يوم السبت، حيث أبلغت الأسر الأب إليشع، كاهن كنيسة السيدة العذراء بقرية دير الجرنوس، والأنبا اغاثون، أسقف مغاغة والعدوة، الذي اتصل بمحافظ المنيا ليتدخل ويحل هذه الأزمة. يقول الأب إليشع لـ«التحرير»: «بمجرد تدخل المحافظ، قامت المستشفى على الفور بتعديل الشهادات في اليوم نفسه بنفس التاريخ والإمضاءات، وكُتب أن سبب الوفاة مقذوف ناري من بندقية أو بندقية رشاشة أو أسلحة نارية أخرى، واستلمت الأسر شهاداتها صباح الأحد».

شهادة تخص أحد الأشخاص (بعد التعديل)

 

كانت هذه المشكلة في مستشفى العدوة فقط، بينما أصدرت مستشفيات «مغاغة» و«مطاي» شهادات وفاة سليمة من ناحية سبب الوفاة.

 

لكن الحالة الوحيدة التى ذهبت الى مستشفى مغاغة، وهى وهيب ادوار (38 عام)، كانت شهادته مستخرجه باسم خاطئ، وهو «عادل» بدلا من «وهيب»، واضطر شقيقه هاني للذهاب إلى النيابة للحصول على خطاب يلزم المستشفى بتعديل الاسم، ثم اكتشف خطأ أخر في اسم القرية، حيث كُتبت «دير الجرنوز» بدل من «دير الجرنوس».

 

وردًا على ذلك، أكدت الدكتورة أمنية رجب، وكيل وزارة الصحة بمحافظة المنيا، في تصريحات صحفية اليوم الإثنين، أن ما حدث هو «خطأ غير مقصود»، وتم تصويبه.

 

وعن هذا الأمر، كتب عماد جاد، عضو مجلس النواب، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، عقب رفض رئيس المجلس سماع كلمته بشأن الحادث، أن «أطباء مستشفى العدوة كتبوا سبب الوفاة صدمة ردحية في ظل لا مبالاة من قبل مؤسسات الدولة تجاه ما يجري».

 

ويكمل: «الأوضاع تزداد تدهورا، مساحة حرية الرأي تتقلص، ولا ارادة في وقف ما يتعرض له الاقباط من جرائم بعد أن ضرب فيروس التعصب نخاع قطاعات واسعة في المجتمع».

وزار محافظ المنيا، عصام بديوي، كنيسة السيدة العذراء بدير الجرنوس، مساء أمس الأحد، والتقى بكهنتها لتقديم العزاء، ومنهم الأب إليشع، الذي يقول: «صحيح أن الموضوع قد انتهى. لكنه كشف عن إمكانية التزوير في الأوراق الرسمية علنًا، وأن أي شخص يمكن أن يستغل منصبه في استخراج أو تعديل شهادة وفاة».

بداية الصفحة