حوادث

كشف.. المصريون يموتون بـ«الدفايات»المهربة عبر الحدود.. والإعلانات تبيع «الوهم»

كتب في : الخميس 18 ديسمبر 2014 بقلم : المصرية للأخبار

تقف على أسباب حوادث الموت نتيجة لاستخدام الدفايات، وأيضًا أنواعها وكيفية مرور الأنواع الرديئة منها عبر الحدود والجمارك، وكذلك كيفية الوقاية منها، وكيف تتسبب فى الموت. 

 
ففي ليلة قارصة البرودة أراد زوجان أن ينعما بدفء الدفاية الكهربائية، وفى الصباح وُجداَ جثتين هامدتين حيث تبين اختناقهما بغاز تسرب من الدفاية بشقتهما فى شبين القناطر التابعة لمحافظة القليوبية. 
 
وقع ذلك منذ ثلاثة أيام، حيث تم تلقى مدير أمن القليوبية اللواء محمود يسرى إخطارً بالواقعة، وبالكشف بمعرفة مفتش الصحة تبين أن سبب الوفاة هبوط حاد فى الدورة الدموية والتنفسية نتيجة "إسفكسيا الاختناق نتيجة لتسرب غاز الدفاية. 
 
وفى مدينة النوبارية بمحافظة البحيرة شب حريق بشقة المواطن الشحات البهي العراقي، أصيب إثره محمد (15 سنة) بحروق من الدرجة الثالثة فى القدمين والوجه، وأكد الوالد فى التحقيقات أن المتسبب في الحادث هو حدوث ماس كهربائي بالدفاية الكهربائية. 
 
تجولت "بوابة الأهرام" فى الأسواق وتابعت عروض الدفايات في القنوات الفضائية، وكذلك المواقع الإليكترونية المخصصة للشراء الإليكترونية لنجد أن عروض تلك الدفايات تتم من شركات مجهولة الاسم أو العنوان بل تبيع تليفزيونيًا أو إليكترونيًا وفى غالبيتها فإنها غير معلومة بلد المنشأ أيضًا. 
 
يتم الشحن إلى المنزل بأقل التكاليف، والدفاية ليس معها خطاب ضمان مما يصعب مهمة إرجاع البضاعة فى حالة وجود عيب بها. 
 
بتجول "بوابة الأهرام" على المحال التجارية وبالسؤال عن أسعار الدفايات، وماهى الفروق فى المواصفات بين تلك وذاك، قال أحمد عبد الرحمن صاحب محل لبيع الأجهزة الكهربائية ومنها الدفايات، أن أسعار الدفايات تترواح ما بين، 200 جنيه إلى 700 جنيه، ومنها الصيني، والتركي والذي يتراوح سعره من 500- 700 جنيه، والدفاية المصري سعرها 300 جنيه أو أعلى حسب إذا كانت زيت أو هالوجين، أو شمعات. 
 
كما أفاد بائع آخر، بأن هناك دفايات يصل سعرها إلى 30 جنيها وهى بدائية الصنع، وأنها الأكثر الخطورة حيث تسبب ماسًا كهربائيًا. 
 
البائعون نفوا تمامًا لبوابة الأهرام، أن تكون الدفايات مسببة لحالات وفاة، رافضين البوح بأرقام وعناوين شركات "الجملة" التى تبيع لهم هذه الدفايات. 
 
سيد أبو القمصان مستشار وزير الصناعة والتجارة الخارجية، ورئيس قطاع التجارة الخارجية سابقًا، يقول إن الدفايات يتم استيرادها من الخارج بأعلى المواصفات، ولكن تكمن المشكلة فى الرقابة على الحدود، حيث يتم أخذ عينة عشوائية من البضائع، مما يسهل دخول شحنات غير خاضعة للمواصفات. 
 
وتابع، أنه يجب أن تكون الرقابة على تلك الشحنات أكثر تعقيدًا عن ذي قبل، مؤكدًا أن مصر من الدول التى تضع معايير صارمة على استيراد تلك الأجهزة. 
 
فيما رفض اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، التعقيب لبوابة الأهرام، عما إذا كانت هناك شكاوى من المواطنين حول الدفايات الكهربائية وما تسببه من مخاطر، مبررًا ذلك بأنه يجب أن يقوم بعمل اختبار لعينة من تلك الدفايات قبل الرد!. 
 
وفى نفس السياق، يشير أحمد فرج سعودي، رئيس الجمارك سابقًا، إلى أنه هناك قياسات ومعايير على الأجهزة الكهربائية أقصى من الشروط الأوربية، مشيرًا إلى أن تلك المعايير وضعت لقياس المواصفات الفنية، من حيث الأمن والسلامة، وليس للجودة. 
 
ويكشف سعودي، السر وراء دخول دفايات لا تتمتع بالجودة المطلوبة وتؤدي إلى مخاطر، إلى وجود ثغرات فى قانون الاستيراد، حيث يتم استيراد الأجهزة على أنها قطع يتم تجميعها"تحت بير السلم" فى مصر، وهنا تكمن الخطورة. 
 
ويضيف، أن تلك الدفايات غالبًا ما يتم بيعها، فى الشوارع مع الباعة الجائلين، مشيرًا إلى أنه أيضًا يتم تصنيع دفايات بدائية الصنع أيضًا فى أماكن مجهولة، وتكون مفتقرة إلى أى معايير فنية تضمن السلامة والأمان. 
 
من ناحية أخرى، انتشرت معلومات حول مخاطر الدفايات الكهربائية وتفادى مخاطرها على العديد من المواقع الإليكترونية والتى اهتمت بتدوين نصائح للمستهلك مما يدل على خطورتها وتأثيرها سلبًا على المستهلكين، كان من أهمها: 
 
1-يجب فتح جزء من النافذة عند استخدم الدفاية بالغاز أو الفحم 
2-عمل فحص دوري للأجهزة الكهربائية 
3-عدم وضع الدفاية على السجاد أو الموكيت أو بالقرب من المواد والمفروشات القابلة للاشتعال 
4-عدم اقتراب من الأجهزة 
5-يجب اتخاذ مسافة كافية لا تقل عن 50 سم بين الدفاية والأقمشة والستائر والمفروشات 
6-عدم استخدام توصيلة كهربائية إطلاقًا والاكتفاء بإيصال سلك الدفاية الأصلى بالكهرباء مباشرة لأن ذوبان التوصيلة سبب رئيسي لأكثر الحوادث والحرائق نظرًا لعدم تحملها للجهد وللتيار الكهربائي. 
 
وتقول الدكتورة مايسة شرف الدين، أستاذ الجهاز التنفسي والأمراض الصدرية بطب قصر العيني، إنه كان من الشائع ولازال حدوث حالات اختناق تؤدي إلى الوفاة جراء استنشاق غاز أول أكسيد الكربون الناتج عن التدفئة فى فصل الشتاء بـ "كوالح الذرة"، والحطب والأخشاب والفحم، والمخلفات الريفية، لافتة إلى أن هذا الغاز يتحد بالهالوجين فى الدم وهو المسئول عن نقل الأكسجين من الجو إلى الدم، وعند الاتحاد الشديد بينهما يؤدي ذلك إلى منع وصول الأوكسجين إلى الدم وبالتالي الإصابة بالفشل التنفسي ثم فقدان الوعي، ومن ثم الوفاة. 
 
وتلفت شرف الدين، الانتباه إلى أن التدفئة الناتجة عن الدفايات بأنواعها، لها من الخطورة القصوى ليس فحسب فى الحوادث الناتجة عنها، بل أيضًا فى تأثير التدفئة الشديدة على الجهاز التنفسي حيث تؤدي إلى التهاب الشعب الهوائية والتى تتطور إلى التهاب الشعب الرئوية، كما أنها تكون أكثر توصيلًا للعدوى بأمراض الجهاز التنفسي حيث البقاء فى مكان مغلق، كما أنه فى حالة انتقال الإنسان من مكان شديد التدفئة إلى آخر شديد البرودة فإن ذلك يعرضه إلى الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي ويمكن أن يؤدي إلى التهابات رئوية حادة. 
 
وتشير إلى أن غاز الهالوجين إذا ثبت تسربه من الدفاية الكهربائية، فإنه يؤدي إلى ما يسمى بـ "إسفكسيا الإختناق"، حيث تؤدي إلى حدوث اختناق تنفس أثناء النوم والوفاة. 
 
وتنصح طبية أمراض الصدر، بشراء الدفايات الكهربائية والتي تعمل بالزيت، حيث تقول أن الزيت لو حدث له تسرب فإنه لن يتسبب عنه خطورة، حيث أن فكرة عمله قائمة على تسخين الزين لدرجة كبيرة ، مما يؤدى إلى التدفئة. 
 
كما تنصح أيضًا، بعدم استخدام دفايات من الأساس، مبررة ذلك بأن الجو فى مصر مهما وصلت درجة البرودة، فإنه لا داعٍ لاستخدام الدفاية، وأنه يكفى ارتداء الملابس الثقيلة فى البيت وعند الخروج، وتعزو إقبال الناس على شراء تلك الأجهزة إلى الإعلانات الترويجية فى القنوات الفضائية، والتى تبيع تلك الدفايات بأقل الأسعار، وتقدم عروضًا مبهرة للترغيب فى الشراء.

بداية الصفحة