ساحات المساجد مقدسة، اختصها الله للصلاة والذكر والدعاء، ولكن في مصر يحدث كل ما لا يتخيله العقل، فبعض تلك الجوامع فقدت قدسيتها، وتحولت لقاعات مختصة بالأغاني والموسيقى والطبول، دون تدخل من الهيئات المعنية لوقف تلك المهازل احتراما لحرمته.

طبول وزغاريد

وكانت آخر وقائع تحول المساجد لساحات «للغناء والرقص» اليوم السبت، حيث تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، فيديو لمجموعة من الأفراد يجلسون داخل ساحة إحدى مساجد مصر، ويقومون بدق الطبول وسط تصفيق حاد على أغنية «يا سلام على حبي وحبك»، وأطلق عدد من النساء «الزغاريد».

وقد أثار الفيديو المتداول غضب نشطاء موقع التواصل الاجتماعي، وعلق أحد المتابعين عليه قائلا :«حسبي الله ونعم الوكيل، آخر زمن».

حفل راقص

أما مسجد «أبي مندور» الأثري بمحافظة البحيرة، فتحول محيطه إلى ساحة للرقص، أثناء الاحتفال بالعيد القومي للمحافظة.

وانتهت فقرة الرقص بمجرد وصول وزير التنمية المحلية الدكتور هشام الشريف، والمحافظ نادية عبده، وسط حالة من الغضب بين الحضور.

وقد ذكر سيد حفني، محاسب، في تصريحات صحفية: «عشنا وشفنا الرقص بقى على أبواب الجوامع.. لسه فيه إيه تاني».

أما الخبير السياحي، السيد العاصي، فطالب بالتحقيق في تلك الواقعة، قائلًا: «ما حدث يعتبر تعديًا صارخًا للمقدسات الإسلامية، وعدم احترام للعادات والتقاليد، والغريب أن الحفل الراقص تم على مرأى ومسمع ممثلين من وزارة الأوقاف بمحافظة البحيرة وهيئة الآثار المصرية».

مزامير

ومن «البحيرة» إلى «الشرقية»، ففي أبريل الماضي، تحولت ساحة مسجد «الفتح» بالشرقية إلى قاعة أفراح، حيث قام مجموعة من عازفي المزمار والطبل البلدى، بالاحتفال بالمسجد بعد عقد قران عروسين، على مرأى ومسمع الجميع، ودون أدنى تدخل من مسئولى مديرية أوقاف الشرقية.

ووصف بعض أهالي مدينة الزقازيق ما يحدث في المسجد بـ«المهزلة»، وأن مسؤولى الأوقاف «ناقص يشجعوهم ويصقفولهم».

المساجد لذكر الله

وبهذا الصدد، يقول الدكتور محمد عبد العاطي، رئيس قسم الدراسات الإسلامية كلية التربية جامعة الأزهر، إن الله تعالى قال في كتابه: «وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا»، وهذا يعني أن الله اختص المسجد بالصلاة وذكره، فلا يجوز تدنيس ساحتها بالمعاصي.

محاسبة المتخاذلين