تقارير

النهضة الاقتصادية العربية مرهونة بمدى استفادة حكوماتنا من تجارب الدول التي حققت قفزات اقتصادية نوعية كماليزيا

كتب في : الأربعاء 08 إبريل 2020 - 3:17 مساءً بقلم : خولة خمرى / الجزائر

حاورته الصحفية و الباحثة الأكاديمية: خولة خمري [email protected]

بداية: كيف يقدم لنا الدكتور عبد الرحيم نفسه؟ وخلاصة ما عاشه من تجارب وتنقلات فكرية للقراء والمتابعين؟ لعمى عبد الرحيم من مواليد السواني وهي بلدية حدودية مع الجارة الغربية المملكة المغربية، زاولت تعليميالابتدائيبمسقط راسيثم المتوسطة والثانوية بالغزوات ليطل بي الرحال بوهران لدراسة علم النفس التربوي وتخرجت عام 1990. بدأت مهنة التعليم بالثانويةكمدرس للفلسفة ثم المتوسط لمادة الادب العربي وحاليا أستاذ بجامعة المدية بعد تحصلي على دكتوراه ثقافة شعبية، ومن حيث الإنتاج العلمي فلله الحمد والمنة شاكرت في كثير من الملتقيات الوطنية والدولية ولي مجموعة من المقالات المنشورة بلبنان والبحرين والجزائر وكتاب تحت النشر. _ للحركات الاجتماعية دور كبير في الفعل الحضاري والتغيير ...تحدثت عن الحركات الاجتماعية وعلاقاتها بالاحتجاجات والثورات العربية الأخيرة وتأثيرها على الشباب العربي وقضاياه، كيف تقرؤون المشهد ؟ أولا لابد ان نؤكد ان أي تغيير تنشده المجتمعات العربية سببه السلطات الحاكمة التي لم تعر اهتماما لما يصبواليه الشباب خاصة فرصالعمل والعدالة الاجتماعية، وكل التدابير التي قامت بها الحكومات ترقيعيه بل انها أصبحت حلولا قديمة لمشكلات حديثة، فكانت الثورات هنا وهناك وحراك اجتماعي وهو حالة صحية والمطلوب من السلطات الاصغاء للمطالب كونها تحمل الام وامال الشعب. _ يحذر المفكر صمويل هنغتون الغرب من تبعات اتحاد الحضارة الكنفوشيوسية مع الحضارة الإسلامية كباحث عما ينم هذا الخوف الغربي من هذا الاتحاد وما قراءتكم المستقبلية لتبعات هذا الاتحاد وآثاره على العالم بعد بعد انتهاء أزمة كورونا؟. الولايات المتحدة الامريكية دولة لا تبني مواقفها السياسة والاقتصادية والاستراتيجية على الدجل السياسي مثل الحكومات العربية بل وفق منظرين ومنهم صمويل هنغتون وبرنارد لويس وفرنسيس فوكو ياما وغيرهم الفكرة بني مند عهد الرئيس جيمي كارتر وقبلها على فكرة مؤداه ان الاختلاف الديني والعرقي والاجتماعي يودي الى صراع الحضارات حتى نهاية العالم لكن الواقعاليوم يفرض وجودا اخر وتصور جديد بين الصين القوة الاقتصادية الصاعدة بشكل هائل وتواجدها بكل القارات مع عدم التدخل في الدول ،واشير هنا ان مبادئ كونفوشيوس التي تدرس بمدارس الصين ذات ابعاد إنسانية وهي تقرب الى جوهر الديانات السماوية كنبذ الاضطهاد وتقديس الاسرة. _ دعوات تجديد الخطاب الديني مطلب العديد من الدول الغربية ..إذا كنا فعلا بحاجة لذلك فلماذا الاقتصار على الخطاب الديني الإسلامي فقط دون المسيحي أو غيره في منطقتنا العربية ؟ الإسلام دين سماوي وهو منهاج حياة صالح للبشرية وربما ان الخطاب الديني لم يساير التغيرات التي حدثت بالعالم اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا او ما يصطلح على تسميته بالنوازل الفقهية، اماعن التجديد الذي تريده دول الغرب لدي بدا بنوع دروسالجهاد من المقررات الدراسية فهو رد باعتبار ان عقيدة الولاء والبراء مكفولة شرعا بالقران والسنة وعطفا عن الديانة المسيحية الحالية فرغم ما عليها فلم يطالب الباباوات او القساوسة بتغيير الخطاب فهو ادن الكيل بمكيالين. _ انتشار ما يعرف بالشيخ الكوول وتوافد الشباب العربي على إتباع هذا النوع من الدعاة كعمرو خالد و مصطفى حسني إلى أي مدى ترون هذا النوع من الدعاة أسهموا في تفعيل الحركة الإصلاحية والدعوية بالوطن العربي؟ خلافا للصورة النمطية للوعاظ وشيوخ يجلسون على الكراسي العلمية وبالمساجد استطاع دعاة ممن ذكرت ان يصلوا الى قلوب الشباب وباستعمال التكنولوجيا من وسائل الاتصال من خلال تقديم برامج على شاشات التلفاز واليوتيوب والفيس وغيرهم وارى انهم استطاعوا الوصول الى قلوب الشباب لعجة اعتبارات: أولها انهم شباب استطاعوا الإحساس بمعاناة الشباب ومن خلالها وضفوا علمهم وبالتالي تقديم عظات من خلال المنطلقات السابقة. توظيف طرق التنمية البشرية وتأثير الصورة على المتلقي في تغيير ذهنيات الشباب العربي وتوفير خطاب ديني معتدل لا افراط ولا تفريط بعيدا عن التكفير والتجريم. _ ينتشر في عصرنا اليوم ما يعرف بالفن الصوفي خاصة في تركيا ما قراءتكم لذلك وما علاقته بالتحولات الاجتماعية التي يشهدها المجتمع التركي وتأثيرات ذلك عمى التطور الحضاري للدولة التركية في علاقتنا بالحضارة الإسلامية والغربية باعتبارها موطنا لتلاقي مختلف الحضارات؟. ممكن قراءتي للفن الصوفي خاصة التركي ا و لنقل العثماني مخالف نوعا لأني انطلق باعتبار ان الفن هو الاتقان وان الفنون منها المكانية كالرسومات او التصوير الجداري او غيرها من المسرح والرقص ووو تحمل في طياتها حمولة حضارية واجتماعية بيدان الموسيقى فهي فن زماني عابر للزمن لا يعترف بالمعوقات الفكرية او اللغوية فيمكن ان يصل القلب دون ترحمان، فالفن الصوفي بما يحمله من موسيقى تصل القلب وتجعل الانسان يسبح في ملكوت الله مرتبط أساسا بالطرق المولوية المبنية على ان الانسان هو محور الكون الدي خلق لأجله ،اما عن تركيا ارد وغان فقد شهدت طفرة في ميادين مختلفة لعل استقطاب السواح وطريقة المعاملة الجيدة للإنسان التركي تجعلها قبلة لكل الأعراق والاثنيات والديانات بحكم التسامح الديني والرقعة الجغرافية لتركيا . _ تنتهج العديد من الدول العربية سياسة جذب الاستثمارات الأجنبية بدل تشجيع الشركات الوطنية البسيطة ما قراءتك لذلك؟، وما هي الآثار المستقبلية لتزايد وتيرة هذا النوع من التوجه على اقتصاديات الدول العربية خاصة في عالم ما بعد كورونا؟. اذا كان جذب الاستثمارات الأجنبية للشركات الأجنبية مع نقل التكنولوجيا وتأهيل اليد العاملة الوطنية فلا ضير فيه فائدة ولكن مع حق الشفعة او بقاعدة 49/51، اماان تكون الاستثمارات تحويل للعملة الصعبة للخارج باعتبار البلد سوقا لبيعالسلع فهذا لا طائلمنه. الجزء الثاني من السؤال يرشدنا الى تساؤلين اشكاليين هل مؤسساتنا الوطنية لها من الرصيد العلمي والتكنولوجي والمالي لأجل مواجهة فتح الأضرفة وأيضا اكمال المشاريع في وقتها والتساؤل الثاني هو المعوقات الإدارية والبنكية للاستثمار الداخلي. _ تشير التوجهات المستقبلية المتعلقة بالتنمية البشرية إلى أن التعلم الذاتي والالكتروني بشكل خاص سوف يفرض نفسه بقوة في عالم ما بعد كورونا بحيث ستصبح المدرسة هي مصدر التعلم وليست مكانا له وهو ما بدأ يطبق في كثير من الدول الغربية ما تعليقكم على ذلك باعتبارك خبير؟. مرت المدرسة العالمية والعربية باعتبارها مدرسة استهلاكية للمناهج والطرق من الطرق الكلاسيكية الة مدرسة التدريس بالأهداف والتعليم المبرمج واخيرا التعليم بالكفايات ـانتقل التعليم من كون المدرس هو محور العملية التربوية وان المتعلم ما هو الا وعاء يملأ بالمعلومات انتقلت التربية الى العملية التعليمية التعلمية وان المتعلم هو محور العملية التربوية ،لكن نتساءل في هل يمكن توفير الارضيات والمنصات للتدريس عن بعد وعن تدفق الانترنت وعن نسبة الاستيعاب وعن إمكانية التعلم الذاتي كلها اعتبارها معوقات بالنسبة للمدرسة العربية لأنها تتناسب طرديا مع الكثافة السكانية وعدد افراد الاسرة وأيضا الدخل الفردي الوطني. _ الشباب العربي لم يعد بعد ثورات الربيع العربي وبعد أزمة كورونا العالمية يرضى بالخيارات الهزيلة التي كانت تقدمها الحكومات العربية في المجالات السياسيةٌ والاقتصاديةٌ والاجتماعية، كخبير كيف يمكن للشاب العربي اليوم أن يصنع فرصة التغيير بنفسه؟ تعتبر ثورات الربيع العربي والحراك الاجتماعي ظواهر صحية لأنها تطالب بالتغيير لماهوا احسن في ظل تدني كافة المستويات، فماهو المطلوب من الشباب ففي اعتقادي تشكيل جمعيات سياسية جديدة لأجل تأطير الأفكار وبلورتها وتوظيفها في قوالب اجتماعية لأجل التغيير لان التغيير كما قال رئيس سنغافورة السابق يبدا من الأعلى، وأيضا تشكيل مؤسسات صناعية واقتصادية لان المال جزء مهم من الحياة السياسية والاجتماعية. _ الدول العربية تعيش العديد من الأزمات الاقتصادية ما قراءتكم للأسباب والتداعيات المستقبلية لذلك وهل يمكن القول أن الخلل الأول كامن بالنظام الاقتصادي فقط أم أن الخلل أبعد من ذلك؟. الازمة الاقتصادية في عالمنا العربي سببها في اعتقادي عدة أسباب: اعتماد الاقتصاد على الريع البترولي انعدام التخطيط والاستشراف المستقبلي عدم الاهتمام بالعنصر البشري _ ما السبل والوسائل الكفيلة التي تراها مناسبة لحل هذه الأزمات التي يتخبط فيها العالم العربي، خاصة بعد في عالم ما بعد كورونا الذي سيعيد ترتيب القوى العالمية؟. طريقة الإقلاع الاقتصادي والعلمي مرتبط بالاهتمام بالأفكار والاعتماد على قراءة كل التجارب الدولية لأخذ الدروس والاهتمام بالعنصر البشري من خلال التكوين التربوي العلمي الرصين. عالمنا العربي لا مناص له الا بالعودة الى الاهتمام بموروثه الفكري والنهل من الثقافات الأخرى والتكثيف من اخذ العلوم ،مع المصارحة والمصالحة مع الذات العربية . - أخيرا كلمة أخيرة تقدمها للمتتبعين من الأكاديميين والشباب ومختلف أصناف المجتمع بالوطن العربي؟ أخيرا اشكركم على الالتفاتة الطيبة عليكم بناصية العلم فتعلموا العلم فان كنتم عبيدا سدتم وان كنتم سادة وفقتم. وفقكم الله.

بداية الصفحة