ثقافه وفنون

عمر بطيشة: قناة الجزيرة سرقت برنامجي شاهد على العصر |خاص

كتب في : الثلاثاء 31 مايو 2022 - 10:55 مساءً بقلم : المصرية للأخبار

يعتبر الإعلامي القدير عمر بطيشة واحدا من أهم مذيعي مصر بصوته المميز ومشواره الحافل في الإذاعة المصرية على مدار أكثر من 50 عاما، و بالتزامن مع الاحتفال بعيد الإذاعة المصرية، عن ذكرياته في عمله بالراديو وأول أجر تقاضاه وكشف عن رأيه في الإعلام المصري حاليا، وكيف أصبح مهنة من لا مهنة له، وأن ما ينقصنا المهنية في حين توارى أصحاب المهنة الحقيقيون، كما كشف عن كواليس سرقة قناة الجزيرة لبرنامجه "شاهد على العصر" ولماذا لم يستطع مقاضاتهم، ليسرد الكثير من التفاصيل الأخرى في هذا الحوار:

كيف تحتفل بذكرى إنشاء الإذاعة المصرية؟

 أتذكر البرامج التي قطعتها والمشوار الطويل الإذاعي وأهم الخبطات في حياتي وأهم المحطات في مشواري.

ما المحطات التي تستوقفك في مشوارك؟

 كان مشوارا طويلا حيث عاصرت الإذاعة من سنة 1963 حيث كانت الإذاعة المصرية هي رائدة وأي مذيع يتحدث فيها يصبح نجما بين يوم وليلة، وعاصرت هذه الفترة وعشقت مذيعين زمان من سماعي لهم وقبل أن تعلن الإذاعة عن مذيعين وأتقدم وأنجح وأصبح من هؤلاء المذيعين الذين أعجبت بهم من قبل، وأصبحت أجلس معهم في الاستديوهات واستراحة المذيعين وبعد أن كنت مجرد مستمع تحولت لمذيع ممارس مثلي مثلهم تماما.

 كان من حسن حظي أنني تدربت على يد عمالقة مثل بابا شارو محمد محمود شعبان وفهمي عمر وسامية صادق وصفية المهندس وتعلمت منهم الكثير وهو ما حاولت أن أنقلهم للأجيال التالية، التي تعاملت معها في مسيرتي فيما بعد.

 برنامج "شاهد على العصر" كان علامة مضيئة في تاريخ الإذاعة، فما شهادتك على العصر الذي نعيشه؟

  الإعلام أصبح قوة كبيرة جدا في هذا العصر، وهو ما نسميه القوة الناعمة وكان قوة مصر بعد الجيوش والقوة الحربية والطائرات وأصبح الإعلام الآن هو القوة الناعمة ورموز مصر التي اشتهرت برموزها الثقافية والفنية والدينية والرياضية ومختلف المجالات، فالإعلام قوة لا يستهان بها ولكن ينقصنا الاهتمام بالمهنية وعناصرها الثلاثة وهي اللغة كتابة ونطقا والحوار وأسلوب الحوار والإخراج الذي يضمن الجاذبية للمادة المعروضة، فغير مقبول أن يكون هناك مذيع ضعيف في اللغة أو الحوار ولا يعرف أسسه أو مخرج غير متمكن في الإخراج.

 وكم ترى نسبة هؤلاء في الإعلام؟

 يكفي أنهم موجودون ولا نريدهم أن يزيدوا ولكن للأسف الشديد موجودون بسبب سوء مستوى الخريجين وضعف مستواهم وعدد من العاملين في الإعلام مستواهم ضعيف جدا ولا يعرفون يقرأوا 5 أسطر سليمة على بعضها بدون خطأ وهذه مصيبة، فهذه الظاهرة التي أرصدها في ضعف المهنية.

هل ترى أنه لم تتم الاستفادة من خبرتك في زيادة مهنية الإعلاميين الحاليين؟

لوحدي لا أستطيع، فلن أستطيع أن أصلح الكون بمفردي، فالمنظومة التعليمية تحتاج لضبط  ولابد للإعلام أن يكون مستواه عاليا وعنده ثقافة ويجيد الحوار فهذه تحتاج لحلول مجتمعية وليست فردية.

 مهنة الإعلام تغيرت كثيرا عن الماضي، كيف ترى التفاوت ما بين أجور الإعلاميين بين زمان والآن؟

زمان لم يكن التقييم بالمال ولكن كل مهنة لها رجالها، هم الذين يشتغلوا فيها ويعملوا المادة المطلوبة، وهؤلاء هم نجوم الإذاعة والتليفزيون الذين امتعونا، وأضيف للمهنة وجوه جديدة أطلقوا على أنفسهم نجوم المهنة وتوارى أصحاب المهنة الحقيقيون من مذيعين ومذيعات، وأصبح اللواء معقودا على هؤلاء الوافدين وأصبحوا يتقاضون الملايين، فبعضهم كان فنانا أو لاعب كرة قدم أو صحفيا واعتزل أو طبيبا، فالمهنة أصبحت تضم من مختلف المهن وفنانين من مختلف التوجهات ومطربين ومطربات وممثلين وممثلات، فهؤلاء احتلوا مهنة الإعلام وأزاحوا الإعلاميين المدربين المهنيين المتخرجين من معاهد الإذاعة والتليفزيون الذين يعرفون معنى الإعلام في حين أن الآخرين احتلوا الساحة، فهناك سيولة إعلامية.

 هل هذا الوضع الحالي في الإعلام يصيبك بالحزن؟

 أنا ليس لي ناقة ولا جمل ولست طمعانا في أي شيء ولا منصب ولا غيره.

 هل ترغب في العودة للإعلام واستكماله؟

 لا أطمع في العودة وأنا أديت مشواري على أكمل وجه، ويكفي أنني قدمت برنامجي "شاهد على العصر" والذي يعتبر أهم برنامج قدم في الإعلام المصري، وسرقته قناة الجزيرة وهذا يدل على أنها بحثت في كل برامج الإعلام المصري ولم تجد أثمن ولا أهم من برنامج "شاهد على العصر" والذي سرقته وقدمته بنفس الاسم، حيث سرقت الفكرة والاسم قلبا وقالبا وشكلا وموضوعا وعنوانا.

هل تقدمت بشكاوى تجاه هذا الموقف؟

 لا، لأن قطر غير منضمة لاتفاقيه الملكية الفكرية، وبالتالي لم نستطع محاسبتها.

 يكفي أنه عندما نقول "شاهد على العصر" فالناس تقول عمر بطيشة، ولا تقول أي اسم آخر، وبرنامجي تحول لسلسلة كتب ونشرتها أكثر من دار نشر وحصل على الجائزة الذهبية.

 هل تتذكر أول أجر تقاضيته في الإذاعة؟

 كنت أتقاضي راتبا شهريا وكانت قيمته 25 جنيها، وكنت أعيش على "أد حالي"، وكان مبلغا زهيدا وكنت بحاول أن يكفيني ويكفي أسرتي لأنني تزوجت مبكرا ولم يكن فيه المبالغ المهولة التي سمعناها بعد ذلك.

عندما وضعت زوجتي ابني حاتم بطيشة، ولولا أنني كنت "أحوش" 5 جنيهات من راتبي لمصاريف الولادة فكنت سأواجه مشكلة كبيرة، وهذا يعكس قدر المعاناة التي كنا نعيش فيها وقتها.

 هل وجدت التقدير الكافي ماديا بعد هذا المشوار الحافل؟

 يكفي الستر والصحة.

 هل فكرت تكتب سيرتك الإعلامية؟

 فكرت كثيرا ولكني كسول جدا في الكتابة رغم أنني كتبت الكثير من الأغاني وممكن أكتب قصيدة بالفصحى وعملت كتابا في مجال الفن عن ذكرياتي في مجال الغناء وهو كتاب "ذكرياتي مع نجوم الأغاني" وهو صدر عن هيئة الكتاب، ومشواري الإعلامي لم أوثقه حتى الآن.

بداية الصفحة