تقارير

حوار الأديان الدكتور أحمد خالد الجارحي يحذر: تسارع وتيرة العولمة والانفتاح الغير واع سبب رئيس في الصراع بين الأديان والثقافات.. !!

كتب في : الأربعاء 11 سبتمبر 2019 - 3:12 مساءً بقلم : الإعلامية والباحثة الأكاديمية خولة خمري

حاورته الإعلامية الجزائرية خولة خمري.

[email protected]

أهلا ومرحبا بك معنا دكتور.

مرحبا بكم سيدتي الفاضلة حضرة الإعلامية المتميزة خولة خمري من الجزائر الشقيقة.

بداية: كيف يقدم لنا الدكتور أحمد خالد الجارحي نفسه؟ وخلاصة ما عاشه من تجارب للقراء والمتابعين؟

انا أحمد خالد الجارحي من أبناء قرية حوين محافظة كفر الشيخ لقد عشت تجارب كثيرة اهمها تجربة المقارنة بين الأديان فهذة التجربة التي خضتها وعايشتها مع المقارنة بين الأديان تخطت ال04عاما فهي محببة علي قلبي ففي العالم ما يزيد عن0004 دين وضعي وغيرة ونحن مسلمون بالفطرة التي خلقنا الله عليها فدخلت المجال لذب كل ما لا يليق عن بيضة الإسلام ليرفرف عاليا.

حضرتك مختص في المقارنة بين الأديان فهل يمكن الحديث عن منهاج علمي صحيح للمقارنة بين الأديان؟.

من الجدير بالذكر أن هذا التخصص -كفن وعلم مستقل- أمر جديد في زمرة العلوم الشرعية. وعادة ما يقابل بالرفض والغرابة والاستهجان في الكثير من الجامعات الإسلامية، الشأن في ذلك كالشأن في علم الفلسفة والمنطق قديما. ومن هنا لا يكاد يُعترف به كتخصص في الجامعات الإسلامية؛ هذا من حيث النظرة الأكاديمية. أما من حيث موقف عامة المسلمين منه فهو المعرفة السطحية الطبيعية؛ فغالبا ما يكون أول ردة فعل -كمسلم- هو: لا مقارنة بين الأديان، كيف نقارن بين الإسلام وغيره وهو أفضل الأديان.. إن الدين عند الله الإسلام.. ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يُقبل منه.. ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم

ومن أهم القضايا الرئيسة في هذا التخصص مسألة مناهج دراسة الأديان؛ فالدافع على الإقدام إلى دراسة الأديان في الإسلام هو الإسلام نفسه، ومن هنا فعنصر التقديس موجود دائم، ومتوفر؛ صاحب وثابت. ومع هذا فقد تنوعت مناهج علماء المسلمين في دراسة الأديان؛ فعندهم المنهج الجدلي أو النقدي ومنهج الرد، ومن العلماء السالكين لهذا المنهج الغزالي في الرد الجميل لألولهية عيسى بصريح الإنجيل، وابن تيمية في الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح. على أن هذا المنهج غير محبذ كثيرا في الفكر الغربي؛ لأنه ينافي فكرة الـتأسيس ويناقضها، إذ يهدم أكثر مما يبني كما يرون.

وعندهم المنهج التحليلي المقارن ويُذكر أبو الحسن العامري هنا في كتابه الإعلام بمناقب الإسلام. وعندهم أيضا المنهج التحليلي النقدي، ويُمثل لذلك بابن حزم في كتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل. كما عندهم المنهج الوصفي، والشهرستاني والبيروني من أكبر ممثلي هذا المنهج قديما؛ الأول في كتابه الملل والنحل، والثاني في كتابه تحقيق ما للهند من مقولة؛ مقبولة في العقل أو مرذولة. وقد يضاف إليهم الفاروقي وعرفان عبد الحميد فتاح حديثا، الفاروقي في كتابه الملل المعاصرة في الدين اليهودي، وChristian Ethics، وعرفان في النصرانية: نشأتها التاريخية وأصول عقائدها، إضافة إلى أعمال محمد عبد الله دراز وأحمد شلبي وأبو زهرة ومحمد الشرقاوي وآخرين.

حسب قراءتكم للأحداث التاريخية المتعلقة بين الشعوب المتعددة ثقافيا ودينيا ماهي العوامل المتسببة في انحراف تعايش الأديان؟.

كلمة واحدة يمكن أن تلخص السبب الذي يجعل الأديان لا تتعايش بسلام: الخطيئة وكثرة الذنوب والفهم الخاطئ لأوامر الدين، فذلك كله يؤثر على جميع الرجال، مما يؤدي الى زيادة النزعة إلى القتال يمكن أن ترتفع حتى في السياقات الدينية، في حين أن الأديان المختلفة قد تكون لها فوائد إيجابية مماثلة للمجتمع، إلا أن جميع الأديان ليست متساوية.

هل يمكن الحديث عن نقطة مشتركة في نشاة العقائد الدينية بين الأديان تكون السبيل اليوم لتحقيق العيش المشترك؟.

هناك عدد من العوامل تعمل في تناسق لإنتاج التسامح والتعايش بين الممارسات الدينية المختلفة في البلادن المختلفة، وهذا يساهم في تعاييش الأديان. إن قرب الأحياء السكنية، والمدارس المتكاملة القائمة على القطاعات السكنية يساعد على تعايش الجميع معا مهما كانت الإختلافات بينهم في الدين، و الإحترام المتبادل بين أفراد المجتمع وأهداف المجتمع المشتركة القوية كلها عوامل تسهم في هذه البيئة الفريدة من الإحترام المفتوح والإختلافات المتبادلة للإختلافات الدينية

هل يمكن القول أن عقيدة التوحيد هي المفتاح الشافي والمخلص لتحقيق للتعايش بين الأديان أم أن ثقافة العيش المشترك منعدمة أو شبه منعدمة بالوطن العربي؟

لا يقتصر على التوحيد فقط لا غير بل يشتمل مفهوم التعايش بين الأديان على التعايش الثقافي والحضاري والإنساني كما أنه يسعى بكل كمال إلى خدمة تلك الأهداف والأمور السامية التي يهدف إليها الإنسان من الأساس كالعيش في سلام ودون صراعات بأي من أشكالها كما لابد لمفهوم التعايش بين الأديان أن يقوم على عدة مبادئ لا يمكن تجاوزها أو الاقتراب منها لأن أي نقص فيها يعني خلل في التطبيق لمفهوم التعايش بين الديانات

هل تحول اليهودية إلى دين سياسي أصبح يغذي الإسرائيليين لتحقيق حلم اقامةاسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات هو السبب الرئيسي الذي أدى إلى نشر العداء بين الأديان؟.

معلوم لدينا تاريخ اليهود الأسود علي مر الأزمان وليس في العصر الحالي فقطتشكل التيار الأخير، الصهيونية الدينية، أساساً من يهود متدينين، لكنهم اختاروا البقاء في صفوف الحركة الصهيونية؛ باعتبار أن ذلك أحد متطلبات المعركة ضد الاتجاهات العلمانية داخل الصهيونية نفسها. لم يرفض هؤلاء ضرورة بناء مجتمع يهودي، ما جعلهم ينضمون إلى الصهاينة العلمانيين في تشجيع الهجرة واستيطان الأرض وبناء المؤسسات وبالطبع فهو كما قلتم سبب رئيسي في ذلك.

هل تعتبرون أن قصور العقل البشري العامل الأساسي المتسبب في العداء بين الأديان؟

العقل يمكن أن يقود إلى مايخالف ذلك تماماً. أو يفضي إلى نتيجة عكسية كلياً. فليس بوسع العقل البشري بلوغ هذه الدرجة اليقينية المتعلقة بوجود الأديان فقصورة سبب من ضمن اسباب كثيرة

كيف ترون المفهوم الحالي للإلحاد خاصة بعد مؤتمر كاليفورنيا سنة2006 م الذي أدى إلى تغيير المفهوم الكلاسيكي للإلحاد وهو الحياد من الدين إلى مفهوم جديد هو أن الإلحاد هو العداء للدين؟

الإلحاد صفة لكل من حاد وانحرف عن دين الله، فيقال عنه إنه «ألحد» بمعنى أنه مال جانباً أو حاد عن الصواب أو انحرف عن الطريق القويم، وقد ورد هذا المعنى الاصطلاحى فى آيات القرآن: «لسان الذى يلحدون إليه أعجمى» (سورة النحل، آية 103)، «ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم» (سورة الحج، آية 25).

واستناداً إلى هذه الدلالة الاصطلاحية لكلمة «إلحاد» قرر كثيرون من أهل اللغة وأصحاب المعاجم أن الإلحاد هو الكفر والشرك بالله، دون تفرقة دقيقة بين الملحد والكافر، وبين الملحد والمشرك.. فصار الذى يشرك بالله ملحداً، والذى يكفر بالله ملحداً، ثم توسع المعاصرون فى معنى الكلمة، فصار الذى يشك فى أمر دينى أو ينكره ملحداً، والذى يستخف بما هو مقدس ملحداً، والذى يعارض الرأى الدينى المشهور ملحداً، وقد أدى هذا التوسع فى استعمال الكلمة بمعان متعددة

هل أصبح الإلحاد موضة للحداثة والتقدم أم انه ترجمة لبعض العقد النفسية بوسط الشباب العربي ؟

بل هوالإثنين معا

إذا أضفت لذلك ما حققه التقدم الغربي ماديا وقارنته بتخلف المجتمعات الإسلامية لربما وجدت أن هذا سبب كبير في تأثرشبابنا بالجوانب السلبية للعولمة ومن أشدها خطرا الانحلال الأخلاقي في جانب السلوك والانحلال الفكري في جانب المعتقد وفي الغالب أنهما وجهان لعملة واحدة إذ أن الإباحية تصاحب الإلحاد.

لهذا فإن الوضع إن استمر على ما هو عليه فإن مجتمعنا رغم تدينه إلا أنه مرشح وبقوة لأن يصبح الإلحاد فيه ظاهرة بين الشباب وبخاصة مع عدم وجود الممانعة المناسبة لحجم ضغوط العولمة وإغراءات الحياة المادية وتفشي الرأسمالية وزخمها الإعلامي القاهر أضف إلى ذلك أن مجتمعنا في غالبيته مكون من الشباب الذي ربما تعرض للقلق الوجودي.

وقد حاولت حصر أهم الأسباب التي ادت الشباب إلي ذاك الأتجاة الإلحادي:

1- غياب القدوة الصالحة في الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام..فينشأ الشاب وهو لا يعرف دينه حق المعرفة ولا يحبه كما يجب فيسهل عليه تركه لأي سبب.

2- تعرض الشاب وخاصة في بدايات تكوينه الفكري وقبل نضجه للفكر الإلحادي من خلال قراءته الكتب الفلسفية واتصاله بمفكرين ملاحدة وإعجابه بأدبهم وأطروحاتهم.وخاصة من كان له أسلوب عرض جميل كأدبائهم.

3- تغلب الشهوات على بعض الشباب ويرون أن الدين يمنعهم منها ويشكل حاجزا بينهم وبين رغبتهم في الاستمتاع بالحياة.. وعدم معرفتهم لحكمة تحريمها مع غلبة الشهوة تجعلهم يرغبون في الإلحاد .

4- انفتاح العالم الفضائي بشقيه- القنوات والانترنت- وما يُبث فيهما من شهوات وشبهات تأخذ كل واحدة منها بنصيبها من شبابنا مع عدم وجود حملة تحصين مضادة لأثارها السلبية.

5-- أنظمة الحكم وما سببته للناس من فتن في دينهم فبعضها يروج الإلحاد ويقيم المؤسسات التعليمية والأنشطة التي تبثه بين الناشئة، وأخرى تدعي أنها تعتني بالدين؛ ومؤسساتها –ربما عن قصد أوغير قصد- ممثل سيء للدين مما يتسبب في ردة فعل عكسية من الدين والمتدينين ولسان حال هؤلاء الشباب يقول: إذا كان هذا حال حملة الدين من الظلم والانكباب على الدنيا فكوننا بلا دين أفضل!.

6-عدم قيام مؤسسات التربية من تعليم ومعاهد وجامعات بأنشطة تذكر للوقوف في وجه موجة الإلحاد الجديدة؛ وبطء استجابتها للمستجدات العالمية والحراك الاجتماعي والشبابي.

7- دور النشر والمقاهي الثقافية ووسائل الإعلام والمواقع الالكترونية التي تروج الفكر الإلحادي دون وجود بدائل منافسة لها يلجأ إليها الشباب.

 

انتشار ما يعرف بالشيخ الكول وتوافد الشباب العربي على اتباع هذا النوع من الدعاة كعمرو خالد و مصطفى حسني إلى أي مدى ترون هذا النوع من الدعاة أسهموا في تفعيل الحركة الإصلاحية والدعوية بالوطن العربي؟

مما لا شك فيه أن علي الداعية المسلم أن يكون مواكبا للعصر نفسيا وفكريا فهكذا فعل من الدعاه (الشيخ الكول)كما قلتم هذا ادعي أن يوصل مراد الله إلي الشباب إذا لم يكن بكلامة ما يخالف كلام الله وسنة رسوله صلي الله علية وسلم بالمعني الفصيح هذا أدعي للقبول بين الشباب والله أعلم.

لا أحد يشك أن الدين الإسلامي أصبح مضيقا عليه يرى الأستاذ سيد قطب أن الخطأ الأول والأخطر الذي ارتكبه المسلمون بعد العصور المزكاة والذي أدى إلى اضعاف الدين هو حصر العبادة كلها في الشعائر التعبدية فإلى أي مدى ترون رأيه صحيح؟

بعض الناس تجد عنده تصوراً أن العبادة منحصرة في هذه الشعائر التعبدية ويقولون: صلاة وزكاة وصيام وحج هذا هو الدين.

يحصرون الدين في أشياء معينة، هذا من الخلل، فالدين أوسع من ذلك بكثير، ( بني الإسلام على خمس ) الإسلام بني على خمسة أركان، فإذا كان الإنسان عنده الأعمدة الأساسية للبيت، لكن ليس عنده لا جدران ولا سقوف ولا نوافذ ولا مرافق ولا مطبخ ولا حمام هل يعيش في بيتٍ هذا حاله؟ إذاً بني الإسلام على خمس، يعني: هذا بناء عظيم فيه شعائر كثيرة جداً لكن مبانيه على خمسة أسس، فالناس جاءوا بالأعمدة ونسوا بقية البنيان، فحصر الدين في شعائر معينة من الأشياء التي تجدها موجودة عند العامة.

أنت يا أخي الداعية -أيضاً- فكر كيف تعالج هذه القضية، وَسَّع مفهوم الدين، وبحسب ما جاء في الكتاب والسنة تجد أن كثيراً من حجج الناس تتهاوى، وكثيراً من تصرفاتهم تتعرى، ويصبحون على المحك فعلاً، ولا يؤدي هذا في النهاية إلى ما يؤدي إليه غياب التصور الصحيح من عدم الاحتساب على بقية الأعمال، والتهاون في الأحكام الشرعية خارج نطاق الشعائر التعبدية التي حصل بها الدين، وهكذا.

 

هل أصبح الرهان اليوم على قيم التصوف العالمي للجمع بين الثقافات المختلفة وتحقيق التعايق التعايش بين الأديان ما مدى امكانية تحقق ذلك؟

يمكن أت تتحقق إذا ساد جو التصوف الأخلاقي البعيد عن الخرافات التي يصعب علي المتدين عموما تصديقها وهو المصود به اتباع تعاليم الدين الصحيح كما نزل والبعد عن كل ما ينفر الناس من سماحه الدين ورحمته

فكرة المهدي المنتظر ظاهرة منتشرة في الأديان السماوية ما قراءتكم لتحول هذه الفكرة إلى مطية للتكاسل عن فعل التغيير بالوطن العربي دون باقي الشعوب؟.

لا إجابة الأن لأمر في نفسي

بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 تم الإعلان من أمريكا عن جعل تلك السنة سنة للتعايش و الحوار بين الأديان ..لكن الواقع إدى إلى عكس ذلك فشاهدنا  ضرب العراق وغيرها ما تحليلكم لذلك؟.

لا أملك إجابة علي هذا السؤال

انتشار الخطابات التكفيرية يتم الترويج لها عبر مختلف وسائل الإعلام على أنها وليدة البيئة العربية وبالذات عند التيارات الإسلامية هل هذا صحيح أم ان ذلك ناتج عن عدة عوامل خاصة الخارجية منها؟

وسائل التكفير انتشرت بسسب عوامل داخلية اكثر منها خارجية

فوسائل الإعلام كما قلتم لها دور أساسي في ذلك بسبب بعض من الإعلاميين الغير مدركين لسماحة دين الإسلام وأنه الدين الوحيد الذي يخدم البشرية ويتماشي مع جميع نواحي الحياه ومواكب للزمان والمكان فلن تصلح الأمه إلا إذا صلح جهاز إعلامها فأصبحت الخطابات التكفيرية منتشرة ومتفشية في مجتمعات المسلمين  بسبب ذلك والله أعلم.

دكتور في نهاية حوارنا، نطرح عليكم سؤالا أخيرا وهو ماهو تصوركم لواقع ثقافة العيش المشترك بالوطن العربي بعد خمسون سنة؟.

الوطن العربي هو وطن كل العرب وبأذن الله بعد خمسون عاما يكون الوعي الثقافي والفكري منتشر بين الوطن العربي لتعود لنا امجادنا التي أضعناها بسبب جهلنا وركودنا الفكري والبحثي والتكنولجي .

_ كلمة أخيرة تعبر فيها عما يجول بخاطرك وما تود قوله للجمهور والمتتبعين ؟

أقول لهم إن الإسلام دين شامل جامع لكل صور الرحمة التي يجب أن تكون عليها الأديان

ومن رحمة الله تعالى بالعباد، أنّه شرّع لهم من الأحكام، والأخلاق، والمبادئ ما يُصلح معيشتهم، وما يُنجيهم في آخرتهم، فإنّ من امتثل أوامر الله تعالى، واجتنب نواهيه، ووقف عند حدوده، نال بذلك رحمته، كما أنّه رحم عباده بقبول التوبة منهم، فمن أذنب، ثمّ تاب إلى الله تعالى عن ذنبه، قبل الله توبته، وتجاوز عنه، ومن رحمته بهم أن كتب للمؤمنين ثواباً على أفعالهم، وجعل للصابرين جزاءً على صبرهم، فقال الله تعالى: (وبشر الصابرين*الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ*أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)، وإنّ الناظر في القرآن الكريم يلاحظ أنّ سوره كلّها، عدا سورة التوبة قد افتُتحت بالبسملة، والتي تحتوي على اسمي الله سبحانه الرحمن الرحيم، مع أنّه كان من الممكن أن يفتتح الله تعالى كلامه بغيرها من صفاته العُلا، أو أن يُبقي على صفة رحمةٍ واحدةٍ، ويجعل الأخرى صفةً تؤدي إلى التوازن في نفس المستمع بين الرحمة والعقاب، إلّا أنّ الله قدّم الرحمة على الصفات كلّها، وجعل التعامل بها مع العباد هو الأصل، الذي لا ينهار أمام غيره.

وصلي الله وسلم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبة وسلم تسليما كثيرا

محبكم د.أحمد خالد الجارحي

 

 

 

 

بداية الصفحة