كتاب وآراء

العباده أم السعاده؟

كتب في : الاثنين 02 نوفمبر 2020 - 12:52 صباحاً بقلم : محمد العمامرى

اخى واختى وابنى وابنتى وأحفاد المستقبل"يقول الله تعالى:-  (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)  ولم يقل سبحانه وتعالى إلا ليسعدون لأننا خلقنا فى الدنيا لنرضى بما قسمه الله لنا من رزق وصحة وعافيه وابتلاء ومشقه ونقص مصداقا لقوله تعالى :- (سورة البقرة): وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [سورة البقرة:155، 156] فنحن لم نخلق لنسعد بالحياه  بل لنرضى بمشقات الحياه حيث قال الله تعالى:- ( قل متاع الدنيا قليل) وقال تعالى (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) آل عمران/185؟ وقال الله تعالى:- (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20) وهذا المفهوم الخاطيء لدى الكثير أن الله قد أوجدنا فى الحياه لنسعى لتحقيق كل المراد ولتحقيق السعاده والحقيقه منافيه لذلك فالله أوجدك للعباده و طلب منك أن تسعى للرزق فقط مع العباده ومع تحمل المشقه والاختبار فالله لم يخبرك أن سعيك فى  الرزق إلزام له تعالى لحصولك على ماتريده انت من مقدار معين من الرزق الذى يسبب لك السعاده بل وعدك بالرزق فقط مع السعى دون تحديد مقداره لقوله تعالى:-( ورزقكم فى السماء وماتوعدون) فرزقك محدد عند الله  فمقداره كما هو يريد وليس كما انت تريد  لانه اعلم بالخير لك مصداقا لقول رسول الله فى حديث عن رب العزه (إن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلا الغنى)فالحديث المشار إليه رواه الطبراني ولفظه: إن من عبادي  المؤمنين لمن لا يصلحه إلا الغنى ولو افتقر لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك، وإني أدبر لعبادي بعلمي بقلوبهم إني عليم خبير  أما نحن فاللاسف تناسينا لماذا تواجدنا وخلقنا الله سبحانه وتعالى رافضين الرسوب والفشل فى تحقيق كل امانينا راغبين فى الحصول على السعادة الابديه وغفلنا  قوله الله تعالى:- وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)[البقرة:216] وعلينا ألا نغفل الحكمة القائله والتى نعيها ونتذكرها بل ونرددها كثيرا فى كل المناسبات
وهى" وعلى ان أسعى وليس على إدراك النجاح "وليس كل مايتمناه المرء يدركه" فإعتقاد المرء أنه من حقه الحصول على كل ما يريده من نعم وسعاده وأنه  قدخلق لتحقيقها كلها وذلك من مال وعلم وصحه واولاد وسلطه مثله مثل غيره  ممن حوله كما يعتقد ويظن هو أن غيره نال السعاده كلها فهو ليس أقل منه لينال هو أيضا السعاده مخالفا بذلك الحقيقة الألهيه المذكورة فى كتابه سبحانه وتعالى وهى أنه لا سعادة فى الحياه لأى مخلوق كان غنيا أو فقيرا كبيرا أو صغيرا رجلا أو امرأة  صحيحا أو مريضا فالحياه دار شقاء وفناء للجميع أما الآخرة فهى دار السعادة والبقاء لأهل الجنه الصالحون الذين تحملوا مشقات الحياة ومن ثم كان لزاما علينا أن نقول للجميع كفاك  اخى الكريم  كفاك اختى الكريمه كفاكم أبناؤنا الاعزاء وأحفاد المستقبل ولترضى بما اعطاك الله فلم تخلق الدنيا للسعاده بل هى دار الشقاء أما السعاده فسوف تكون فى الآخرة إن شاء الله وانت وحدك الذى ستحدد مقدارها فى الآخرة وذلك بمدى تحملك وصبرك على مشقات الحياه وابتلاءتها لقوله تعالى:- وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۝ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [سورة البقرة:155- 157]  وختاما أقول الحق لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى لنعبده  وأثناء العباده نختبر بالابتلاءات فإن نجحنا نلنا الجنه لقوله تعالى:-( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ [سورة البقرة:214]. وان رسبنا وقعنا فى النار(قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) [الكهف:104]  فإن كنا مسلمين موحدين أخرجنا بعد حين منها وان كنا كافرين مشركين ملحدين خلدنا الله فيها  عافانا الله وإياكم من النار وعذابها وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين إلى يوم الدين.

بداية الصفحة