أخبار عاجلة

دول حوض النيل تنقلب على إثيوبيا

كتب في : السبت 04 مارس 2017 - 1:04 صباحاً بقلم : رشا الفضالى

منذ 4 سنوات فقط كانت خريطة دول حوض النيل البالغ عددهم 11 دولة يصب في مصلحة إثيوبيا ورئيس وزرائها السابق زيناوي»، فأوغندا وكينيا وجنوب السودان وتنزانيا ورواندا هي دول ذات ولاء أثيوبي واضح، أما الكونغو الديمقراطية وإريتريا والسودان ومصر ظلوا مستقلين وإن لم يجمعهم حلف مضاد.

 

تلك الخريطة تتعرض الآن للتغيير والتبديل فيما يشبه بـ «قصقصة الريش الأثيوبي» الذي ظهر به رئيس الوزراء الأثيوبي الحالي«ديسالين» في المؤتمرات أو اللقاءات الرسمية التي تستعرض أهم مشكلات القارة السمراء.

 

وخلال الفترة الأخيرة بدا ذلك بصورة أوضح فاتهامات أديس ابابا طالت مصر وجنوب السودان وإريتريا، بجانب تحفظات على كينيا وأوغندا، فيما بدا انقلاب الطاولة على بلد منبع نهر النيل وأحد أكبر الدول سكانًا في القارة السمراء.

 

إريتريا

العداء الواضح بين إثيوبيا وإريتريا مستمر ولكنه يأخذ شكل أكثر شراسة خاصة بعد أن اتهمت أديس ابابا حركة «قنبوت سبات» بأنها وراء المحاولة الأخيرة للهجوم على سد النهضة، مضيفة أن ذلك يأتي بتمويل من إريتريا.

 

وجددت تلك الاتهامات الصراع بين إثيوبيا وإريتريا منذ أن أعلنت الأخيرة عن استقلالها في سبعيينات القرن الماضي وخوضها حرب ضد أديس ابابا من أجل الاستقلال.

 

هذا الصراع تحول إلى مواقف سياسية مثل رفض إريتريا لاتفاقية «عنتيبي» التي طرحتها أديس ابابا في عام 2010 لإعادة توزيع مياه نهر النيل.

 

الكونغو الديمقراطية

موقفها الواضح والداعم لمصر على طول الخط كان هو سبب الجفاء بين الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وتمثل ذلك في رفض الكونغو لاتفاقية عنتيبي ثم إدانتها الواضحة لمشروع سد النهضة باعتباره مؤثرًا على تدفق مياه نهر النيل.

 

جنوب السودان

لم تكن علاقات جنوب السودان بإثيوبية بالعلاقات الضعيفة بل في عالم الدبلوماسية يمكن أن نطلق عليها علاقات إستراتيجية فأديس أبابا إحدى العواصم التي دفعت الأموال وساهمت في مشروعات كبرى في جنوب السودان وهو ما جعل رئيس الوزراء الأثيوبي يفقد رشده حين قام رئيس جنوب السودان «سلفاكير» بزيارة إلى القاهرة كانت مثار علامات استفهام كثيرة.

 

واعتبر مراقبون تلك الزيارة دليل واضح على البوصلة الجديدة الذي يتجه إليها «سلفاكير» وهي القاهرة، بينما كشفت تقارير صحفية إثيوبية أن سر قلق رئيس الوزراء الأثيوبي «ديسالين» تكمن في أن جنوب السودان تملك أكبر حدود مع إثيوبيا من ناحية سد النهضة.

 

كينيا

منذ أيام تعرضت كينيا إلى موجة من الجفاف جعلها تصب جام غضبها على دولتي «إثيوبيا – مصر» باعتبار أن الأولى هي دولة المنبع والأخيرة صاحبة أكبر حصة في مياه النهر الخالد.

 

تعرض 2.5 مليون كيني للخطر دفع وسائل الإعلام الكينية إلى هذا الهجوم وإن كان الأمر يسير في نهجه الطبيعي بالنسبة لمصر خاصة أن كينيا لم تكن الدول الحليفة لكن الهجوم على أديس ابابا أشبه بمثابة تمرد علني تقوم به الحكومة الكينية التي عاشت سنوات طويلة في كنف الرعاية الإثيوبية.

 

اوغندا

لم تكن أوغندا في يوم من الأيام بالدولة التابعة، فموقعها واستقلالها واقتصادها دفعها أن تكون ضمن الدول الكبار في أفريقيا وإن كانت مصالحها خلال السنوات الماضية كانت جنبًا إلى جنب مع إثيوبيا، إذ أن أوغندا لديها هي الآخرى حلم تنمية كبير من خلال بناء سدود على نهر النيل.

 

التوازن كان شعار أوغندا خلال الفترة الماضية فكان التقارب مع مصر أحد أبرز السياسة الجديدة للحكومة الأوغندية وتمثل هذا التعاون في منح مصرية وتعاون في تنمية الموارد المائية، ثم زيارة الرئيس السيسي الخاطفة إلى اوغندا في تأكيد على ما آلت إليه الأمور وفي «نرفزة» إثيوبية ظهرت في اتهامات القاهرة بدعم المعارضة الإثيوبية

 

السودان

رغم المواقف المتأرجحة في بعض الأحيان لرئيس السودان عمر البشير إلى أن كافة التقارير تؤكد أن القاهرة والسودان يدًا واحدة في كل ما يتعلق بقضايا نهر النيل مستشهدة بموقف الخرطوم من اتفاقية عنتيبي وغيرها من القرارات الأفريقية.

 

حصة مياه نهر النيل هي الرابط الأقوى التي تجعل الخرطوم جنبًا إلى جنب مع القاهرة إذ أن حصتهما المائية محددة وأي تغيير سيكون الضرر على العاصمتين

بداية الصفحة