منوعات

الظن

كتب في : الاثنين 01 فبراير 2021 - 2:56 صباحاً بقلم : حنان العجمى
لا شك أن المؤمن ترتكز عقيدته على يقين وجود الله وقدرته سبحانه في خلق جميع المخلوقات وتسيير هذا الكون من بديع صنع الخالق إذن ما ظنكم برب العالمين
الله هو القادر وحده على رفع السماء بغير عَمد هو وحده مَنْ يملك العقاب والثواب
إذن فهذا ما نعنيه باليقين
أي قوة الإيمان بوجود خالق قادر فوق كل مخلوق بيده الموت والحياة
ومن هنا نستطيع أن نصف عكس مفهوم اليقين وهو الظن
وكما حثنا ديننا الكريم إن بعض الظن إثم وذلك لما فيه خطورة من سوء الظن بأفعال الأشخاص أو أقوالهم
وعلى هذا يجب أن يتصف الإنسان بِحُسن الظن يقيناً بالله ثم بالعباد لا يستطيع تخوين أحد أو إلقاء التهم عليه بسوء ظَنِّهِ قبل التحقق والتأكد من أفعال ونوايا هذا الإنسان
حتى لايتحمل عواقب ذلك فلا يُلقي باتهاماته بدون أدلة ويقين وفي ديننا الكريم أمثلة لِحُسن الظن
فقد قال تعالى لمريم
"وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رُطباً جنيا"
فصبرت السيدة مريم عليها السلام وأحسنت ظنها بالله وأيضاً نرى مثالاً آخر سيدنا أيوب عليه السلام وصبره على مرضه
متيقناً بأن الله سوف يُنَجِّيه فأخذ يدعوه
"ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين"
إذن فما بالنا اليوم بحياتنا العملية
لابد من أن نتحلى بحسن الظن والإبتعاد
عن التفكير السئ والسلبي وعدم الثقة والأحكام المطلقة بدون بحث وتدقيق
وقد يكون الأسباب التي تؤدي لسوء الظن
قلة الإيمان بالله وعدم الثقة بالنفس
وقد يكون التعرض لصدمات عنيفة بالحياة أدت إلى اهتزاز الإنسان وتشتت تفكيره وعدم ثقته بالآخرين وهنا على الإنسان
أن يستعين بالأطباء النفسيين المتخصصين حتى تعود ثقته بنفسه
ومن حوله فلا يهدم حياته وحياة من يحب بسوء ظنه ويعيش عذاب طوال عمره
وتأنيب الضمير
فسوء الظن يمكن أن يُدمر بيت يجعل الزوج يكره زوجته والعكس
ويمكن أن يسبب سوء الظن بالأبناء مثلاً وتوقع الآباء لعدم صدقهم الدائم يساهم ذلك في أن ينشأ الأبناء في بيئة غير صحية
وما يُخَلِّف وراءه من أمراض نفسية معقدة يصعب علاجها وبالتالي
لا يقدر هؤلاء الأبناء مستقبلاً على عيش حياة جديدة وتكوين أسرة وقد ينعكس أيضاً
على عملهم فيصابون بالفشل والضياع والشك المستمر في كل من يتعاملون معهم
إذن فلسوء الظن عواقب وخيمة فأحسنوا الظن تعيشوا بسلام

بداية الصفحة