الأدب

بتاع الذُرة 'بالعامية المصرية'

كتب في : الجمعة 17 يونيو 2022 - 10:41 مساءً بقلم : حنان فاروق العجمي

 

يا بتاع الدُرَة

يا عم يا بتاع الدُرَة

هات الدفاتر تنقَرَا

هنا عَ البحر اتمشِّينا ...

هنا أول خطاوينا...

كان مَحِلتوش وفِ المسئولية مَلوش

واللي يعيب الراجل رجولتُه

أَصلُه وعِيلتُه وشهامتُه

لكن المثل قال

لكل فولة كيّٓال

وأنا كُنت أميرة خيال

قال مستقبله كبير

رُبَّما ف يوم يبقى وزير

قالوا يا سعدك يا هناكِ

بُكرا هتغرفي مِ الزير

وأنا ولا عايزة مَيَّة ولا غدير

ولسَّه بفتح عيني على شقشقة العصافير

لبست فستاني حرير

من الهوا كان عليَّ بيغير

كان حبتين كبير

وآدي دفاتري عليه دليل

وشاهد عليه قميصه اللي من لبسُه اتهرَى

وهات الدفاتر تنقرا

هات لي كوز دُرة واشويه عَ الهادي مَتستعجلوش

قِيد النار بالرَّاحة هاخُد التَّار

مَسَك إيديَّا ووقف محتار

مِش مصَدَّق نفسُه وإني وافقت وأخدت القرار

قالي مِش هترجعي تندمي؟

قلت لأ وأنا قطة مغَمضة

ولا في قلبي شيء ولا أعرف بغددة

والأهل رحبوا وبالخير استبشروا

واللي نعرفُه أحسن من اللي منعرفوش

كان طموحي كبير

لكنُّه لحقني أخدني على عمايا قبل التغيير

فرح وقلبُه من فرحُه كان بيطير

فرصة عُمرُه وحياتُه

أَمَلَة ما بعدها أَمَلَة

حلوة وبنت عِيلة ومحترمة

وكمان بِتقَدَّرُه تقدير

فِ حالي مِتشَيِّكَة

وعلى فَتح البيت والمسئولية مِتوَدِّكَة

ربايَة أصليَّة والعُود أخضر

وكلامي شَهْد مكَرَّر

سبحانُه مِن صَوَّر

صفحات كتابي مرسومة

ورق أخضر وزهور بيها اتعَطَّر

الحقيقة كان فِ الضحك عليَّ أشطر

قال العِيشَة هتكون خيال

وكل الجَهَلَة حسدوني عليه وعنيهم فيه واتقال

واللي حسدوه عليَّ قالولُه يا بَختَك أَخدت أميرة

لا لِها تجارب وصغيرة

وصاحبُه قالُه بنت ناس خسارة فيك

وصاحبتُه المتغاظة بتاعة الصحوبية الهلَّاسَة

قالت مِش لايقة عليك

ودارت حلقات الشر دواير

وأنا أصلًا مَكُنتش لِيه

ولا فِ بالي طيفُه زارني

ولا عايزة اتغَرَّب عن أهلي وبلدي

الزَّفَّة كانت بَدري بَدري

استقبال حبايبُه ليَّ مَيتحكيش

بؤس وهَمْ وبُكا وحزمة جرجير

وجبنة لا فاهمة إن كانت مِشْ ولَّا قريش

وديك بائس راكب جنبي العربيَّة

لاعارفة إن كان صاحي ولَّا مريض ولَّا حزين

قال إيه جايبينُه المتعايس ضَحيَّة!!

فطِس مات من غيظهُم

ودي كانت بداية شقائي

رحلتي وأول عذابي

ووشوش مقابلاني غبيَّة

وغلَّها مِداريَّة

وقدِّمت السلام بإيدي هديَّة

وقابلت الشر بحُسن النيَّة

ولباب البيت زَفُّوني بدموع ونواح

وكأني رايحة التُربَة قبل ما يطلع نور الصباح

جاهل أرعن فقير بدون نقدية

وكمان فوقهم ولا عنده شخصية

وكُنت في جمالي أحلى صبيَّة

مُتَّزنة صبورة وقويَّة

ذنبي كان طاعة أهلي وأخلاقي العالية

دُرَّة ف بيتُه غالية

أولاد الحلال نصحوه لازم تِشكُمها

اهمِلها ولا تعَبَّرها

ادبح لها القطة تخاف

اكسر لها الجناح

هتسمع كلامك وتكون من الولايا الضعاف

حاول يا عيني ومَعرِفْش

أصلُه وقع على جدور رقبتُه وحَب

وعَلِّمتُه يقزقز لِب

سَلِّيتُه احترمتُه وهاوِدتُه

بنيت البيت وراعيتُه

وعلى الأصول شاوِرت لُه وهَدِيتُه

رميت كلامهم وهجومهُم فِ الهوا

وكُنت لِيه نِعمَ الزوجة والدوا

رغم العِيشَة كانت صعبة

وأنا آخدَة على الدَّلَع والطبطبة

وعزيزة النفس ومِشْ مِتكَبَّرَة

النفوس المريضة حاوْطتنا

والغربان دخلت بيتنا

مسكت زمام الأمور

معندناش بنت تقول أرجع في كلامي

ولا أهد البيت وأمشي

ولا حَد في الوجود عارف حالي

وكُنت ستره وغطاه

أستاهل كل اللي يجرالي

ضعيف أهوج مجنون

ياكل يشرب وينام يزوم

تسألُه عن البيت ميعرفش

وفي فن الحياة مَيفهَمش

مِين اللي بنى الأعمدة؟؟

مين أسس وخطط؟؟

مين اللي شال الحِمل جبال؟؟

مين اللي استحمل كل مُحال؟؟؟

يا بتاع الدُرَة المشوي رُد عليَّ

خُدْ دفاتري وسَهَر عينيَّا

ولِف كِيزان الدُرة بدموع لياليَّا

وورقي اللي قال الآه من الألم

وَزَّع عَ الناس يقروا حكايتي

والقصة لِسَّه مكمِّلَة

على إديه كانت نهايتي

وحكاية طويلة كانت عَشَم

يِشِيلَّي جمِيل وقوفي جنبُه

أتاريه كان محضَّرلي خنجر يطعني

يقتلني بالبطئ بعد ما أكلني بنَهم

وضيعت حقي بإيدي بغَشَم

أنا أصلي مليش في اللوع وشُغل الغنم

والنهاية كانت عَدَم

دي دُنيتي واللي في حياتي شُفتُه

غدر بي بعد ما كبر البيه

بعد ما علمتُه يلبس

وغيَّرت تسريحة شعرُه

فرق الجنب عَدِّلتُه

وعَ القِبلة الصلاة علمتُه

لا ڤيلا ولا قصر طلعت بِيه

وبقى بينزل البسِين الله يرحم والديه

ولا أربع حيطان تداريني وَيَّا اللي من صُلبُه

ولا حتى كُوز دُرَة جابهولهم بإديه

خلع إيدُه وهرب البيه

يا بتاع الدُرة اشويلي كُوزين

على نار هادية هقرا دفاتري دلوقتِ مِشْ بعدِين

يا لَّا هاتلي كوزين

بقلم الشاعرة /حنان فاروق العجمي

بداية الصفحة