هى ساعه سكت فيها أهل الحق عن الباطل فتوهم أهل الباطل أنهم على حق فهى ساعه يبلغ الباطل فيها ذروة قوته ويبلغ الحق فيها أقصى محنته فالثبات فى هذه الساعه الشديده هو نقطه التحول لان الانسان الذى يفكر وان ضل سيعود للحق أما  الذى لايفكر وان اهتدى سيكون كالقشه فى مهب الريح فالباطل جندى من جنود الحق لانه حينما يعلو يؤلم الناس بشراسته فتصيح الناس أين الحق فيظهر الحق  فأهل الباطل قد يقع بينهم موده لحماية باطلهم والانتصار على الحق ولكن هذا لا يدوم فصاحب الحق منصور ولو بعد حين لقوله تعالى ( ولاتحسبن الله  غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) فبقاء ابو جهل فى مكه ويخرج منها رسول الله مهاجرا لايعنى قوة الباطل وانتصاره إنما ليتعلم الناس أن صاحب الحق مبتلى وان بقاء الظالم لن يطول وان الحق منتصر ولو بعد حين فمن ظن أن الباطل سينتصر على الحق فقد  أساء الظن بالله فحين سكت أهل الحق عن الباطل توهم أهل الباطل أنهم على حق فقل الحق وان كان مرا فإذا لم تستطع قول الحق فلا تتكلم بالباطل فإن العاجز معذور فإذا تكلم بالباطل مختار فقد هلك( وما اصابكم من مصيبه فيما كسبت ايديكم ويعفوا عن كثير) فظهور الفساد وانتشاره ليس عبثا أو اعتباطا وانما يتم بسبب اعراض الناس عن طاعة الله تعالى وارتكابهم للمعاصى﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾
[ الروم: 41] وختاما اقول هنيئا ويافرحتاه لكل من رد الله له حقه من ظالمه واقول للظالم لعلك تعلمت الدرس وفطنت بأنه من عاد لي وليا آذنته بالحرب فقد ألفت ايها الظالم تكرار الظلم والجور على  كل عاصى فمدك الله بالاسباب تكفيرا لذنبه واملا فى رجعوه تائبا لربه عز وجل ولكن عندما اردت الجور  بظلمك على الصالح آذنك الله بحرب من عنده فكان الجزاء