الأدب

طقوس المتعة / حوار تراثي انساني

كتب في : الجمعة 12 فبراير 2021 - 1:33 صباحاً بقلم : نوران فؤاد

عبق التراث وحوار الانسانية قصص قصيرة للقاصة /دعاء احمد شكري

سيرة ذاتية /
انت هنا كقاريء قبل تكون ناقدا امام كاتبة وقاصة من طراز خاص تجمع النسوي بالانساني بالنفسي بالمجتمعي 
في رصانة لغوية  نغبطها عليها علي حداثة عمرها وتجربتها الادبية /
حقيقة اختيارها للعنوان ؛
جاذبا متصلا بالمكنون المجتمعي العالمي للمراة بل وحتي الفلاسفة لم يخرجوها من اطار اعلاها قيم الفتنة والجمال واللباقة وادناها قيم المتعة والعرض والطلب دون مداهنة او تقعيرا للامور 
ولذا فرؤية الكاتبة للعنونة في محلها /طقوس المتعة/رغم ماتعج به موضوعات القصص من مفارقات تدهش القاريء كل الدهشة الملازمة لفنون وادوات كتابة القصة القصيرة علي اصولها...
تترواح عنونة القصص مابين اسماء الاشخاص ومكنونات القصة متضمنة لعناصر ثرية من التراث الشعبي المصري ممايعني معه هضم التراث الانساني لدي الكاتبة /دعاء احمد شكري /... في مايقارب ثلاثون قصة قصيرة مستوفية الموضوع ملأي بالمفارقات.
انت في انار والجدة والاساطير والمراة والخوف من العار المقترن بكلمة فتاة لتنتهي بمقارنة ساخرة من التقاليد البالية ان حالة انار حالة طبية نسوية لاعلاقة لها بمفهوم العار المتداول والالصق بحياة الفتاة ونظرة الاسرة لها خاصة في المجتمعات المهمشة من ريف /بادية/هوامش حضر/مناطق مدنية فقيرة ومهمشة/.
وتنقلنا قصة المسرح الي الفكرة العالمية موت المؤلف فيحيا بطل القصة كاتبا مغمورا وربما جيدا لااحد يعرف عنه شيئا حتي بيته واسرته الي ان نصل لقمة المفارقة والشجن باتخاذه لمكتبته مسرحا يسير فوقها في خيلاء،ثم العودة للمراة والقيم المجتمعية في قصة بسنت/والدمية/ورائحة التوت/والكرز وغيرهم/
الملحمية في القصص؛
نجدها في ..(طوق نجاة).../والقعيد /وبطلته لوسيندا والتي تقترب وماساة وملهاة رائعة احدب نوتردام/وايضا شجرة الباوبابا وفيها مقاربة من تراث روميو وجوليت بطريقة حداثية في العداء المحكم بين قبيلتي البطل والبطلة،بل وعبادة الاسلاف او الاجداد في المجتمعات البدائية،وايضا كتابات الف ليلة وليلة/ في قصتها المنسوجة بدقة شهريار ضحية،وفنون النجامة في /العرافة/وتقسيمها الي مشاهد جعلها تبدو مبهرة كمسرحية قصيرة اكثر منها قصة قصيرة وهو مايؤهلها ككاتبة لكتابة المسرحيات القصيرة بمهارة وحذق في القادمات.
القدرة علي اختيار نماذج نسائية تتواز والهدف المجتمعي من وراء اعمالها الادبية وعلي سبيل الامثلة العديدة المعبرة ودون حصر متعمد؛
زوجة المؤلف المعرقلة في المسرحية /الجدة الناصحة في بسنت/حياة ام العيال  في موته حياة/شريفة في منطقة محرمة /وغيرهن.
واضافة للملحمية ؛
اعتنت الكاتبة /دعاء احمد شكري في قصدية انسانية وادبية بالتكثيف الادبي في قصصها من مشهد اولي في اغلب قصصها /مشاهد متعدد في  قصة المسرح /ثم انطلاق لعقدة القصة ومثالا لذلك قصة المنطقة المحرمة وتلك العلاقة السابقة المرفوضة بين اخو الزوج والزوجة/ ثم يبلغ تكثيف الحدث القصصي مداه في رائعتها التلفريك /حيث تنثر البطلة رغد شرها هنا وهناك وتسعي نفسها الي نهايتها المحتومة بقتل البطل ظلما وغيا وانقلاب التلفريك ونهاية في مكانها .
الملحمية والتراثية والتكثيف في اطار من المفارقة يثري كتابات القاصة بل ويؤكد جدية فنها القصصي وبراعة ادواتها القصصية،ومنها قصص شهريار ضحية/والقصة اساس المجموعة طقوس المتعة التي تنتهي علي خلاف العنونة بالتوبة النصوح لكل طالب متعة وفي رسالة انسانية موجهة لكل رجل دون صدام ادبي نسوي او تحد متجاوز/وايضا المفارقة المدهشة في قصة الصفعة وصدق رؤية البطلة /والساخرة في قصة سمارة حيث تعلق بطل القصة بسمارة التي تكتشف في نهاية الحدث انها دابته التي تؤازره في عمل فيفضلها علي اهل بيته،خفة دم وتراتيبية تحسب للكاتبة/دعاء احمد شكري.
بل وايضا الرمزية في قصة كرز  والفتاة سعدة/رمزا لكل امراة فتية لها مبادئها رغم بساطة حياتها/وايضا قصة دمية 
وترصد القاصة فيها نظرة المجتمع التقليدي لفتاة صغيرة يضعونها في اطار الزواج والانجاب وهي بعيدة كل البعد عن تلك الارادة.
فنتقتبس من سردها في دمية ص١٥ علي لسان بطلها...
../تتبعها فوجدها تدخل دكانة المسخرة كما يسميها هو،ظن ان دمية دخلت لتبيع من محصول فاكهة الحاج عويس الذي تشتري منه بالاجل،لكنه شاهدها تروج فاكهة جسدها الطازج/.....
استعانت القاصة /دعاء احمد شكري بتقنيات العصر القصصي الاني من حداثة لغة السرد ،وجودة التعبير،ورصانة العبارة،والاهتمام بثقافة الصورة في رسم ملامح شخوصها القصصية وكانهم يعيشون بقربك فتطلع علي امالهم والامهم واحلامهم المشروعة احيانا  في قصة المسرح والخارجة عن المالوف والمجتمعي في قصة ؛ المنطقة المحرمة، 
في اطار من التجديد والمفارقة والرمزية المرتبطة ارتباطا وثيقا جدليا بفنون كتابة القصة القصيرة، وفي سلامةوسلاسة لغوية دون تقعير وفي تواز وتراثنا الفلسفي والانساني دون تقصير او اجحاف لموضوعات مجتمعية دون اخري .
هنيئا لها بمجموعتها الحديثة حداثة خطابها القصصي الجاد...(طقوس المتعة).. وهنيئا للمكتبة العربية باصدارها المائز .
والله ولي التوفيق،،،،،
د/نوران فؤاد كاتبة وناقدة ادبية مصرية

بداية الصفحة