الأدب

... ' داس زناد قَدَّاحة ' ...

كتب في : الأحد 14 اغسطس 2022 - 3:55 مساءً بقلم : حنان فاروق العجمي

 

ارتدى بدلة رسمية

أحضر عقاقيرَه السُّمِّيَّة

ضَحِكَ ضحكةً هستيريَّة

وصَرَّحَ حانَ وقت التسلية

أَمسَكَ بِعصاه

مَضَى في مسعاه

عزَمَ على تحقيق مطلبِهِ ومُناه

طَمَحَ المسكين فلاحَه

بَرَقَت عيناه وداسَ زناد قَدَّاحة

اشتعلت فيهِ النار ولم يَخطُر على بالِه

ظَنَّ المارق لن يحترقَ خيالُه

ظَهَرَت لهُ الفَزَّاعَة

بِكلِّ سلام وكياسة

عَرَضَت عليه السلامَ

وقالت أصابتهُ انتكاسة

مُهادَنَةٌ أُسطوريَّة

لم يتوقعها اعتاد طبولَها المُدَوِّيَّة

لم يَعلَم عن جمعِها لِشَوكِ الصَّبار

جَدَلَت شعرها بِمُرِّ ورق الغار

رَسَمَت طريقَ مَصيرِه

والصدمةِ نَفَضَتها كَغُبار

دَفَنَت صُراخَ الألمِ بِداخلها

دَفَنَت نَدَمَ عطائها البائس

حتى الدموع لم تَذرفْها

زَفَراتُ الحُزنِ لن تُوقفَها

هذا العالمُ كلُّه تَحَدَّتهُ

أعلنَت الحربَ زَلزَلَتهُ

الآه عضوٌ من أحشائها أَخرَصَتهُ

بَيْعٌ... بَيعٌ ...لا رجوع

قلبُها بِصندوقٍ أسود بقاع بئرٍ مَقيت

مَزَّقَت كُلَّ شريانٍ مُميت

فوق أَسِنَّةِ رِماحِه تَصَلَّبَت قدماها

بِعينِهِ نَظَرَت واعتَرَفَت برؤاها

قد بُصِّرَت ولِأوَّلِ مَرَّة أَنكَرَت

كَذَّبَت إحساسَها

لم يُسَم على فريستِه ذَبَحها

نَزَفَت كل قطعةٍ فيها

صاحَبَت الموتَ لِيُمهِلَها

على رِماحِه وقَفَت ولم يُداويها

دَمُها أَغْرَقَهُ وارتوى الجلدُ منهُ

لم يكتف تَخَضَّبَ وأتباعُه من ماءِ مآقيها

أي قسوةٍ وأي غلٍّ هذا ؟

أي مِلَّةٍ أي دينٍ وأي ضحيَّةٍ بأي عيدٍ ؟

أي سيفٍ وأي فروسيَّة ؟

أي نَصرٍ قد انتَصَرت ؟؟

يا مَنْ شِيمته الجهل

حَرَّرتها بِجهلِكَ من العبودية

لَستَ الإله ...ولا أنت المحيي المميت

ستحكُمُكَ نواميس الكون

غَضَبُه سيُصيبُكَ فلا تستهن

ولن تجرؤ على طلب العون

فضائحك يُرَتِّلونَها عبرة وعظة على استحياء

فَتَصعَدُ باكيةً للسماء

فَتُغلَقُ أبواب الرحمة بِوجهها وتنزل مَخزِيَّة

تتساقط كسفًا بالعراء

شَهِدَت جوارحُك كانت تدعو لهُ

وقد ارتَكَبَ مَعصِيَة

ثوبُ العقابِ كَبَّلَهُ

حُكِمَ عليهِ بالشرود

وبالعذابِ موعود

وأُغلِقَت القضيَّة

بقلم الأديبة/حنان فاروق العجمي

بداية الصفحة