العالم العربى

داعش.. مناورات إرهابية على الهامش

كتب في : الأحد 25 ديسمبر 2016 - 12:49 صباحاً بقلم : نادر مجاهد

رغم الحملة الدولية الضخمة التي تستهدف تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق على أكثر من جبهة، سواء في الموصل أو شمال دير الزور أو منطقة الباب أو تدمر، ورغم خسائره الفادحة، لكن التنظيم لا يزال يبدي مقاومة تثير الاستغراب، كما يرى الكثير من المحللين والخبراء العسكريين.

 

فقد عاود التنظيم الإرهابي دخول تدمر وسط سوريا، ويحاول مضايقة قوات النظام في دير الزور، ويتصدى لميليشيات "قوات سوريا الديموقراطية" المدعومة أميركيا قرب الرقة، ولقوات "الجيش السوري الحر" المدعومة تركيًا في الباب، ويهدد بعمليات في أوروبا ومدن الغرب، فيما يبدو أنه محاولاته الأخيرة للمناورة وهو يرى نفسه - وقد ضاق طوق الخناق عليه - في جبهات الشرق الأوسط الرئيسية.

 

ويرى خبراء أن تنظيم داعش استغل وقف التحالف الدولي لعمليات المراقبة الجوية ليكثف من نشاطه العسكري في مناطق بدير الزور وتدمر وحمص. واستطاع التنظيم من خلال هذه التحركات تحقيق بعض المكاسب.

 

ولا يزال التنظيم الإرهابي يحاول داعش صفوفه في المناطق الشرقية والوسطى من سوريا، بعدما استغل وقف التحالف الدولي بقيادة واشنطن، للمراقبة الجوية ليزيد من نشاطه العسكري في تلك المناطق، حيث تمكن من تحقيق بعض المكاسب على الأرض..

 

وقد حاول مجددا اقتحام مطار دير الزور العسكري، وأسفرت تلك العملية عن اختطاف عشرات الجنود من قوات الجيش السوري.

 

كما استولى التنظيم على أسلحة ثقيلة ومتوسطة في محيط مطار دير الزور العسكري.

 

وأفادت مصادر محلية في المدينة، بأن التنظيم يحاول تأهيل وفتح طريق تدمر- دير الزور الدولي، بعد سيطرة التنظيم على مدينة تدمر وتأمين محيطها.

 

وقد امتد النشاط المفاجئ للتنظيم إلى محافظة حمص وسط البلاد، إذ تمكن مسلحو التنظيم المتطرف من السيطرة على قريتي خطاب والمزار، إضافة لعدة حواجز ونقاط محيطة تابعة لناحية جب الجراح التي تقع تحت سيطرة قوات النظام.

 

وفي مدينة تدمر أكدت مصادر أن مسلحي داعش قتلوا العشرات، بتهمة عدم التعاون مع التنظيم، كما يجري احتجاز آلاف من الرجال والنساء والأطفال.

 

وتأتي تحركات داعش في تلك المناطق عقب ضربة موجعة وجهها التنظيم للقوات التركية وقوات درع الفرات الموالية لها في محيط الباب في ريف حلب، ومتزامنة كذلك مع استياء واشنطن من التفاهم الثلاثي بين موسكو وأنقرة وطهران.

 

وهي ظروف يحاول تنظيم داعش استغلالها لصالحة في محاولة التمدد مجددا، وربما ينجح في ذلك بحسب مراقبين، لكن إلى فترة محدودة مع توقعات بحدوث توافقات إقليمية ودولية أكثر جدوى وفعالية للقضاء على خطر هذه التنظيم الإرهابي نهائيا.

بداية الصفحة