الأدب

عربة القطار الأخيرة

كتب في : الأحد 06 نوفمبر 2022 - 1:50 مساءً بقلم : حنان فاروق العجمى

 

إليك وحدك رسالتي

أكتبها بعبراتي وتئن غربتي

نسيم الأماني عَبرَ مَعبَري

فارتَسَمَت بسمة مًحيَّاك على دربي

فأتى إليك مًسرِعًا لا لم يعِ واقعي

وعَزفتَ على أوتار الحنينِ بأضلعي

وتهاوَى القلبُ سَلَّم وسَكَنَت أَدمُعي

تَمَرَّد عالمي وعصاني

أقام حواجزي فصُدِمت

واحتَضَنَني يأسي

وشُلَّ اندفاع الطفلة في

ونبَتَ فوق ذراعيَّ أيادٍ

تَشُدّّني وتحكُم وثاقي قاسي الأذرعِ

ألا من سفينةٍ تُناديني

تدعوني في رحلةٍ لخيالِكَ

أّبحرُ إلى دنياكَ

أجتازُ مخاوفي

أكسرُ قيودك وقيودي

أمحو كل ألمٍ كل صعبٍ

أوقفُ الخذلان

أرجوه لا لا تقترب

لا ترسُ بشاطئي

لا تَفِت بخلاياي

لا تمخر عباب أمواجي

لا تقرع الطبول

لا تُميت صبري

أقسو على جراحي

أُبرِحُها ألمًا أُزِيدُها جرحًا

أَلَم يَحِن الوقت لأنهَرَ نفسي

أمنعُها كُفِّي عن فعلِك

وعلى نَهشِ روحي لا تَتَغَذِّي

كَفاكِ ظُلمًا أطلقي سراحي

اتركيه يحلُم انزعي أشواكي

حَرِّري أوردتي أَوقِفِي نزفي

دَعِي الأحرفَ تُرَتَّب

والكلماتِ تَصطف

والأرواحَ تَتَسَلَّقُ جبالَ النور

انزعي عَنِّي فصولَ خريفي

لا لا تُذَكِّريني برحيلِهِ ورحيلي

امنحي لنبضي فرصة الحياة

اجعليه يشعر بالأمان

حَدِّثِيهِ أنه ما زال هناك نجاة

وأنِّي لن أغرقَ ببحرِ النسيان

ولن أدفنَ قلبي بعُمقِ ثليجي

أرسلي إليه لا تستسلم لجمودك

اصنع الزمان والمكان

رغم انتهاء المعجزات

تَغَلَّب على انهار الأحزان

رُبَّما تستطيع اللحاق بقطاري

رُبَّما تَجدُني أجلسُ بجانب الشُرفَة

هنا قد يكون اللقاء بآخر عَرَبَة

بقلم الأديبة

حنان فاروق العجمي

بداية الصفحة