العالم العربى

شخصيات تركت بصماتها في التاريخ المغربي في تدريس القرآن الكريم

كتب في : الخميس 27 مايو 2021 - 1:36 مساءً بقلم : محمد سعيد المجاهد / المغرب

 

إن الشخصيات المغربية التي تركت بصمتها على مسار متميز في حياتها المهنية التربوية، وقامت بتدريس القرأن الكريم لأجيال واجيال ونجحت في تبليغ رسالتها وتحقيق إنجازات مهمة في تدريس القرآن الكريم بداية بالمسيد ثم بالمدرسة في عهد الحماية الإسبانية بشمال المغرب في اوائل القرن الماضي،وادخلتها في قلوب الناس جيلا بعد جيل.

ارتأينا أن نسلط الضوء  على شخصية مغربية درست ودرست  القرآن الكريم حتى حقق حلمه واصبح له المسيد بحي المصداع بمدينة تطوان المغربية، ثم انتقل إلى التدريس في المدرسة "بريماريا" بعد أن اخد الإذن من استاذه العلامة الفرطاح،انه الفقيه أحمد عبد الله المجاهد
(1900 _ 1984).ولد ودفن في مسقط رأسه تطوان شمال المملكة المغربية. 

الفقيه احمد عبد المجاهد، مربي الاجيال،مدرس القران الكريم بالمدرسة " بريماريا" ، في عهد الحماية بتطوان المملكة المغربية. 
 وبمناسبة الذكرى السادسة  و التسعين لتأسيس المدرسة الأهلية بتطوان،التي تأسست سنة 1925 على يد ثلة  من وطنيي المدينة العريقة تطوان،وعلى رأسهم المرحوم الفقيه محمد داود،ونشأت المدارس الأهلية في عهد الحماية،كبديل وطني للتعليم الرسمي وجاءت فكرة انشاء هذه المدارس كتعبير عن نضج الوعي القومي لدى جماعة من المواطنين، وهي أول مدرسة عربية اسلامية حرة تأسست بشمال المغرب،في عهد الحماية سنة 1925،وبكل فخر واعتزاز أن المرحوم الفقيه أحمد عبد الله المجاهد، كان أول مدرس للقران الكريم بالمدرسة، " بريماريا" وكان  المجاهد،صاحب مسيد بحي المصداع بتطوان،وفي سنة 1937، كان يوجد بتطوان 29 مسيد بالاضافة الى مسيد خاص بالبنات والسيدات بحومة جامع الكبير،وهذا يدل على أن مدينة تطوان  المغربية، كانت منبع للحركة الوطنية وخلق مؤسسات تعليمية لبناء حركة وطنية وقومية بشمال المغرب،و الفقيه احمد عبد الله المجاهد لعب دورا مهما في تربية أجيال وغرس فيهم الوطنية وحب الوطن، وكان لا يفارق الوطني والعلامة المكي الناصري،وانخرط في العمل السياسي والديني،وكتب عليه الكاتب الإسباني " فانديراما" في كتابه الكبير والمفيد عن السياسة التعليمية لاسبانيا في شمال المغرب،وخصص صفحات للفقيه احمد عبد الله المجاهد، كمربي للاجيال واستاذ للقرأن الكريم بامتياز ويعتبر من رجالات تطاون المعروفين بالأناقة والتواضع والانسانية وحسن الخلق، للفقيه مكانة في قلوب تلاميذته اللذين أصبحوا شخصيات نافدة في الوطن ويتحملون مسؤوليات جسيمة وعلماء ووزراء وظباط سامون في الجيش وكان للراحل الفقيه أحمد عبد الله المجاهد حضور قوي في مجامع وزوايا التصوف ومحب للسلام والتعايش والتسامح. 

عرض عليه صديقه الراحل  الشيخ المكي الناصر كان آنذاك وزير الاوقاف و الشؤون الإسلامية، عدة مناصب بالرباط لكنه رفض. لانه كان عاشقا لتطاون وكما عرض عليه في اوائل السبعينيات مسؤولية تسيير مدرسة قرانية ببركسيل تابعة لرابطة العالم الاسلامي ورفض. وبقي في مدينته تطاون التي كانت معبودته حتى توفي رحمه الله سنة 1984 بتطاون وحضر جنازته تلامذته والقى رئيس المجلس العلمي لتطوان  السابق  عبد الغفور الناصر كلمة طيبة في حق الفقيه الذي علمه القران الكريم فرحم الله الفقية احمد عبد الله المجاهد وادخله جنته وان لله وان اليه راجعون.

بداية الصفحة