كتاب وآراء
مشاهير الحكايات

لا نستطيع أن نؤكد على ظهور علامة من العلامات الكبرى لقيام الساعة، ولكن هناك ما يدعو للتفكير في أحوال وعجائب هذه الأيام قد يكون الإنترنت وتأثيره والسوشيال ميديا هي الدَّجال بعينه أو وسيلة من وسائل تأثيره على الأشخاص في عصرنا هذا لم لا!!
مَنْ منا يستطيع الاستغناء عن الإنترنت كمصدر للعمل أو معرفة الأخبار المحلية، والعالمية أو التسلية، ومشاهدة الفيديوهات المختلفة سواء للإستفادة منها أو لمجرد متعة المشاهدة .. ألن تأتي أحداث يوم القيامة ويُفتَن البعض ويتبع المسيح الدجال إلا مَنْ رحم ربي من عباده المخلصين الممسكين على دينهم كالممسك على جمرة من النار !! رُبَّما نعيش هذا اليوم ولا نعلم ...
حيث أصبح "التريند" وصناعته هو الشُّغل الشاغل لنحقيق اعلى مشاهدات، ومتابعة، وتصَدَّرت الفضائح جميع وسائل التواصل الاجتماعي، والتطبيقات المختلفة فلا يخلو تطبيق من حكايات مَنْ تزوج مَنْ، ومَنْ خان زوجته، ومَنْ تدعو على زوجها، ومَنْ مات قهرًا ومَنْ غُدِر، ومَنْ سُلِّط عليه سحرًا، وتمت أذيته، وكل يُدلي بدلوِه فيما لا يعنيه، وهذا الذي يُنصِّب نفسه حكمًا على حياة غيره، وهذا الذي يعمل واعظًا ويعظ الناس، وليس أهلًا لذلك، وضاع بعض العقلاء بين هذا وذاك، ومَنْ يُصَدِّق، ومَنْ يُكَذِّب، تلك مقتطفات من كل حكاية، وإذا تشعَّبنا أكثر سنجد الكثير، والكثير من الحكايات التي تضج بها وسائل التواصل الاجتماعي، وتزدحم بها بعض البرامج التي لاشغل شاغل لها إلا نشر الفضائح دون أدنى استفادة أو حتى إيجاد حل لهذه المشكلات الاجتماعية التي تَفَشَّت في الآونة الأخيرة، ومثال على ذلك استضافة إحدى المذيعات على إحدى القنوات الفضائية لزوجة سابقة لداعية مشهور عنه الاحترام والعلم والدين وقد طالته بعض القصص التي لا نعلم مدى صحتها والتي لا يخصنا منها شيء عن حياته الشخصية كمَنْ تزوج، ومَنْ التي طلقها ولماذا وعدد أولاده وكيف يعاملها وأين عاشوا كل هذه الأشياء هي حياة خاصة فلم يظهر للناس ويقول اتبعوني فيما افعل هي تصرفاته الشخصية، والتي يُحاسب عليها أمام الله لنا فقط علمه ولكن ليس لنا الحق في التدخل في حياته الخاصة وأعلم أن هناك مَنْ يقول أن واحد بعلمه وقدره يجب أن يكون قدوة هذا صحيح ولكن الإنسان يخطئ ويصيب والذي له حق حسابه هو الله، ولسنا مُلمِّين بكل ملابسات وقائع حياته كي نحكم عليه ولسنا معه أو ضده أو مع طليقته أو ضدها إلا إن قال خذوا عني فهنا يحق لنا محاكمته والحكم عليه إن أخطأ
إن كان في مصاف العلماء ناقشه فيما يطرح من أحكام الدين بحكم دراسته ولكن لا تناقشه في حياته الخاصة إن كان ظالمًا سيعاقبه الله، ويأخذ كل ذي حق حقه
وتظهر علينا قصة أخرى لمطرب مشهور توفى في حادث مأساوي، وكان حديث السوشيال ميديا قبل وفاته، وانفصاله عن زوجته، وفيديوهات لزوجته تحكي عن حياتها الخاصة وتُصَوِّر يومياتها، وبيتها، ومعاملة المطرب الشهير لها، ومعاملة أهله السيئة لها، وكأن التطبيقات المختلفة أصبحت مكانًا لطرح البيوت من مشكلات، وأصبح المشاهدون هم القضاة، والحُكَّام والمصلحون الإجتماعيون، ووصل الأمر إلى الإفتاء فيما لا يعنيهم، وهؤلاء الذين يتخذون صف الزوجة، وآخرين يأخذون صف الزوج، وأصبحت الحرب مشتعلة، والبيوت تتعرى من غطائها، وسترها بل، وتدخل بعض الدجالين ليفضحوا ويهددوا ويقولون سيحدث هذا ويموت هذا، والعلم كله عند الله
فقد كذب المنجمون ولو صدقوا
إنها حقًّا فتنة مجتمعية كبيرة، وخطيرة، ولا نعلم ما الهدف منها، ولماذا ننشر حياتنا الخاصة على وسائل التواصل، وفي الإعلام حتى لو كان هناك شخصيات عامة فالشخصية العامة يجب أن تكون قدوة بأفعالها وأقوالها، وليس بنشر وقائع حياتها اليومية، وماذا أكلوا، وماذا شربوا، وأين ذهبوا للتنزه، ومتى تزوجوا، ومتى انفصلوا، وأسباب انفصالهم كل هذا لا يخصنا بشيء، وهو مدعاة للغط كبير لا طائل لنا به
ولماذا لا يلزم كل فرد من أفراد المجتمع تخصصه، وفيما يفهم فيه بدلًا من إدخال أنفه فيما لا يعنيه
القاضي له دوره والطبيب النفسي له عمله وشيخ الأزهر بمكانه والعالم بمقامه، ومكانته لماذا يتبادل الناس الأدوار، ويلبسون أدورًا ليست لهم، ولا تلائمهم، ويفتون فيما لا يفقهون، ويحللون، ويُحرِّمون على هواهم، وحسب أهوائهم الشخصية.. ليس هكذا تُبنى المجتمعات يا سادة، بل هكذا يكون الهدم، والدمار، وتكون القدوة السيئة هكذا ينتشر الشر بالمجتمعات، ويجد الدجالون والأفَّاقون عملًا لهم في نشر الوهم، والفساد، والسحر، والشعوذة بين الناس ...
لا يهمنا الأسماء، ولا يهمنا السبق الصحفي، ولا استخدام أسماء بعينها بل التنويه إلى أحداث بعينها تحط من شأن المجتمع، وتسعى فسادًا فيه
لا يعنينا الحياة الشخصية للأفراد، ولكن يعنينا عندما تخرج للسوشيال ميديا، والحياة العامة احرص على الحفاظ على حياتك الخاصة مغلقة حتى لا يقول شاب يشاهدك، ويتابعك الشيخ كذا فعل هذا، وهو عالم، وقدوة سأفعل مثله ليس عيبًا ولا حرامًا، فالقصة ليست رجل، وامرأة ونحن مع مَنْ أو ضد مَنْ بل نحن بصدد جيل يحتضر مما يرى، يريد القدوة، ولا يجدها لا يعلم بمَنْ يثق، ومَنْ على حق، ومَنْ على باطل
نحن بصدد خروج مجموعة من المشعوذين وجدوا لهم مرتعًا مناسبًا لنشر شرورهم يطلقون على أنفسهم روحانيين، ويعلمون الغيب الذي لا يعلمه إلا الله جل شأنه في عُلاه نحن بصدد مقدمي برامج لا يفعلون شيء سوى استضافة بعض الضيوف لنشر فضائح حياتهم الشخصية على العامة دون أي هدف يُذكر لهذه البرامج سوى الترويج لإخراج أسرار البيوت بحجة أنهم شخصيات عامة، وحياتهم على الملأ، ويجب أن نتناولها مع كل غداء، وعشاء فهي ليست جرعة إجبارية، وليست دواء، وإن كانت هكذا فالدواء فيه سُم قاتل لا تتناولوه
ولا تشاهدوا ما ليس له قيمة، ولا يفيدكم في شيء
بل يضيع وقتكم فقد خلقنا الله للعبادة والعمل، والبحث والتَّدبُّر، والنَّهل من مناهل العلم المختلفة، والترويح عن النَّفس بما يفيدها، ولا يضرها































































