الأدب

الحرف ليس حرفي والحرق ليس حرقي

كتب في : الأربعاء 13 يوليو 2022 - 3:07 مساءً بقلم : حنان فاروق العجمي

 

أَغلَقتُ البابَ أغلقتُ فلا تَلُمنِي

لا تَدُقْ لن أُحَدِّثَكَ اصمُت ولا تُكَلِّمْني

لا حياةَ داخلَك تَعلمُ منذُ زمن لا شيء يُؤرِّقُنِي

لا النَّجم ولا القمر ولا أحد يَشغَلُني

اكتُب الشِّعر اكتُب حروفَ الحِبِّ وقوافيه

أنغامُ العشقِ تُطربُهم تُشجيهِم لا أسمعُها ولا تَغمُرُنِي

أنا الحالمةُ الواصفةُ لأشياء لا أعلمُها ولم تَزُرنِي

الحزنُ احتَضَنَ أهدابي وصاحِبُهُ الليل يَعرِفُنِي

بابٌ أُوصِدَت أقفالُهُ ومن الغدرِ ارتَعَدَت أركانُه

تَحَجَّرَ جَسَدُه احتَرَفَ الصَّمت

فجفاءَ مَنْ طَرَقَهُ اعتادَهُ بعدما عَذَّبَه

جَنَى وتَجَنَّى عليه ما رَحِمَه

التَحَمَ شَرُّهُ بِغَيظِه ودَعمَه

وأنتَ القاتلُ والمقتولُ وأنا مَنْ أَغلقتُ ودَفَنَه

فما عادَ ينبِضُ ولا عاشَت خلاياه

وأَجرَيتُ عليهِ جراحةَ نَزعِ صمامِه

ورميتُ مِبضَعِي الماهرَ وتركتُه يَقطُرُ فاسد نَزفِه

لا آبَهُ لِتَوَقُّفِه وبِيَدِي قَتَلتُ شَغَفَه

حَوَّلتُهُ لآلةٍ تَضِخُّ الكلمات

وبِعينِهِ تَسبَحُ عَبَراتُه

لاتَعِي حياتَهُ أو مَمَاتَه

أو حتى شقاءَه أو الذكريات

هو بعضي وأنا كُلُّه والكَلِمُ بَوْحُه والأنَّات

أَغلَقتُهُ عَمْدًا ورَتَقتُ نُدوبَه وأوْثَقْتُ خيوطَه

فلا وَطن ولا استيطان ولا المزيد من النَّكبات

ولا يَجرؤ عابرٌ على الطَّرقِ ولن يُفرَشَ فيه مِهاد

هذا الزمنُ زمنُ الأوغاد

النَّاجي فيهِ من باع وفَضَّلَ الابتعاد

فُضَّ السُّوق لا شراء ولا سبيل لِمجالات

لا جِدال لا منطق ولا حُجَّة للممات

لا تُقبَلُ براهينُ قلوبٍ ولا إغواء عقولٍ ترسم تَخَيُّلات

الدُّروعُ سلاحي تُغَطِّي جراحي

تحميها من كلِّ مَنْ يسقط عليها لِيَقتات

وطريقي بِألغامِه مَسدود

والعابرُ فيهِ حتمًا مفقود

الخارطةُ أُعِدَّت وأقمتُ الحدود

الاقترابُ الأوهامُ الخداعُ

دورةُ احتراقِ الفؤادِ الوداع

الألمُ المُرُّ مَنْ يُحاول فَكَّ ضفائرِ قلبي

مَنْ يَقتَحمُ هالَتِي نورانيتي

لن يُحالِفَهُ الحَظُّ لا إشفاق عليه

ولن يَهطِلَ مَطَرُ الرَّحمات

سَمِّهِ ما شئت سَمِّهِ" انتقام الأميرات"

أطلقتُ عليه" اللاعودة للتهيؤات"

أطلَقتُ عليه " رعدُ وبرقُ النَّقمات"

هو الشَّفَقُ الدامي بحياتي

هو الغروب والهروب من العثرات

هو نهاية الأحلام على أرضي

هو الجَدب الذي شقق وادي نهري

لا عطاء ولن تَحِنَّ رياحين ثَغري

ستظَلُّ تتفوه بأشواكِ صبرِ صبري

الحرفُ ليس حرفي والحرقُ ليس حرقي

إنَّها أذرعُ قهري تَشُدُّ جسدي وبشراييني تسري

تُخضعُني لإرادتها إلى متى؟؟

تساءلْتُ وأجابتني ... لا أدري ... لا أدري

قَدَرُكِ قَدَري

فإن عَصفتِ أَعصِفُ

ورياحُ العَصفِ بالجسد تستشري

وإن هدَأتـِ أهدأُعلى مَضضٍ

وأتَعَجَّبُ من قوتكِ ويحتار النَّبضُ فيكِ

يَتَوَقف أم يتسارع يتباطأ أم يتحاوَر معكِ

لا يعلمُ أي أمرٍ يُجدي

أيفتح البابَ في غفلةٍ منكِ

أَم يستسلم لسلاسل قيوده

ويُعلِنُ اليأسَ على أعتابِكِ

فجدالُكِ لا نَفع منه ولا يُشفي

*************** 

بقلم الأديبة / حنان فاروق العجمي

بداية الصفحة